كثّف حزب الله اللبناني قصفه على مناطق بقلب الكيان الصهيوني الغاصب مما أدى إلى وقوع إصابات، بينما استمرت مسيّرات الاحتلال في شن غاراتها على الجنوب اللبناني، وهذا في ظل جهود وقف القتال التي يقودها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين الذي وصل أمس إلى بيروت.
أعلن حزب الله اللبناني، أمس الثلاثاء، تنفيذه هجوماً جوياً بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية على نقاط حساسة في عاصمة الكيان الصهيوني.
وقال الحزب، في بيان له: “شنَّ المقاومون هجوما جويا بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب”.
وأوضح في بيانات منفصلة قصفه مدينة صفد وقاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل وتجمعا للقوات في مستوطنة كفار بلوم وغيرها من المواقع الصهيونية من جانبها، أعلنت هيئة الإسعاف الصهيونية إصابة 7 أشخاص في الاستهداف الصاروخي وسط الكيان، في حين أفادت وسائل إعلام للاحتلال بإصابة 5 عسكريين، حالة اثنين منهم خطيرة، في استهداف موقع عسكري بمسيرة أطلقت من لبنان صباح امس.وبينما قال الجيش الصهيوني إنه رصد عشرات الصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجليل ومناطق الوسط، أفادت مصادر بإطلاق صفارات الإنذار في نتانيا وكفر سابا شمال تل أبيب.
وأورد مراسلون صباح امس إن دفعة صاروخية جديدة أطلقت من جنوب لبنان باتجاه مواقع صهيونية في الجليل الأعلى.
وجاءت الهجمات الجديدة بعد يوم من استهداف صاروخي من لبنان على مناطق في تل أبيب الكبرى، مما أسفر عن سقوط 6 مصابين بجروح بين خطيرة ومتوسطة في منطقة رمات غان، كما أسفر أيضا عن اندلاع حرائق في المنطقة، في حين أعلن حزب الله اللبناني استهداف “نقاط عسكرية حساسة” في المنطقة.وقالت صحيفة صهيونية إنّ أضرارا كبيرة لحقت بعدة منازل وسيارات جراء سقوط عدة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه كريات شمونة.من ناحية أخرى أعلن جيش الاحتلال، أن قواته تمكنت من تدمير العشرات من منصات إطلاق القذائف الصاروخية، والوسائل القتالية في جنوب لبنان. وقال الجيش الصهيوني، في بيان، إنّ “قوات لواء الاحتياط 226 تواصل نشاطها البري في جنوب لبنان تحت قيادة الفرقة 146”.
هجمـــــــــــــات مستمــــــــــــرّة
وبدأت القوات الصهيونية هجوما بريا جنوب لبنان مطلع أكتوبر الماضي ولكنها لم تحرز إلا تقدما محدودا، إذ واجهت منذ ذلك الحين مقاومة عنيفة من حزب الله، وتكبدت عشرات القتلى.
ودخلت قوات للعدو بعض القرى والبلدات المتاخمة للحدود بعد أن قصفتها الطائرات والمدفعية على مدى أيام وفجرت مباني فيها قبل أن تنسحب منها.
ومنذ بدء تبادل المواجهة بين حزب الله والكيان الصهيوني في الثامن من أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 3516 شخصا على الأقل في لبنان وأكثر من 14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
جهــــــــــــــــود التّهدئـــــــــــــــة
هذا، ومع دوي صفارات الإنذار وإطلاق الصواريخ وتواصل العدوان، بدأ المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، جولة جديدة إلى بيروت الكيان، في محاولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار .
وقد وصل هوكشتاين أمس إلى العاصمة بيروت لعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، وسط تقديرات بوصوله إلى الكيان الصهيوني اليوم الأربعاء.
والأحد، قالت هيئة البث الصهيونية (رسمية) إن المبعوث الأمريكي سيصل بيروت، الثلاثاء، للقاء مسؤولين لبنانيين والحصول على رد الحكومة على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
ويتضمّن المقترح، بحسب هيئة البث “التزام الطرفين (الكيان وحزب الله) بقرار مجلس الأمن 1701، مع ضمان حق الدفاع عن النفس”. كما يقضي المقترح بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. لكن الكيان الصهيوني يريد الاحتفاظ بامتياز مهاجمة لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه الاخير بشدة.
ويشدّد حزب الله على أنّ تفاوضا غير مباشر مع الاحتلال يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.