إطـــــارات متمرّســــــة وذات خــــبرة لتصحيــــح الاختــــلالات وتـــرميم النقائــــص في بعـــض القطاعــــات
جاء التعديل الحكومي في وقت مفصلي، تزامنا مع بداية العهدة الثانية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبهدف تجسيد برنامج جديد وطموح تتواصل فيه جهود تجسيد البرامج التنموية الكبرى والمشاريع المهيكلة للقطاعات الاستراتجية. ويعول على هذه الحكومة في تسريع الدينامكية الاقتصادية وتعميق الإصلاحات التي انطلقت منذ خمس سنوات، لاسيما وأن التغيير مس القطاعات الاستراتجية، في صدارتها الصناعة والطاقة المتجددة والنقل والسياحة واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة.
التغيير الحكومي كان منتظرا قبل نهاية السنة، جاء ليكرس انطلاقة قوية وسريعة لاستكمال ترقية الأداء في العديد من القطاعات، لاسيما الاقتصادية من صناعة وفلاحة وطاقة أحفورية وغير تقليدية وسياحة واقتصاد المعرفة، وإلى جانب مواصلة بناء البنى التحتية لمنظومة النقل من موانئ وطرق وسكك حديدية ومطارات وأسطول نقل عصري وحديث.
وأسندت حقيبة الصناعة إلى الوزير الجديد سيفي غريب، المعروف أنه أحد الإطارات المتمرسة وذات الخبرة الطويلة في مجال السعي إلى ترقية القطاع الصناعي وتوسيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وكونه شغل منصب الرئيس المدير العام للجامعة الصناعية التابعة إداريا لوزارة الصناعة، ويؤمن بأن التركيز على المورد البشري، يعد مفتاح تطوير منظومة الصناعة من خلال إدماج الكفاءات في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، وفوق ذلك لديه خبرة مهمة في إدارة المشاريع الصناعية والاقتصادية، وشغل كذلك عدة مناصب إدارية وحكومية قبل تعيينه على رأس وزارة الصناعة. وينتظر أن يعيد بعث العديد من القطاعات المنتجة، بما فيها الصناعة الميكانيكية ويسرع من تجسيد المشاريع الاستثمارية.
ومن الكفاءات التي تولت حقيبة النقل، سعيد سعيود، المعروف منذ أن كان في ديوان الترقية والتسيير العقاري، ثم واليا لولايتي سعيدة ووهران، وإطارا محنكا برؤية استشرافية يمكنه أن يجسد البرامج والأهداف بنجاح كبير، ومن بين إنجازاته تمكنه من تنظيم أكبر عمليات الترحيل بالعاصمة، بهدف القضاء على البيوت القصديرية، وينتظر منه أن يقدم الكثير لقطاع النقل المنفتح على المزيد من المشاريع الاستراتجية، على رأسها السكك الحديدية والموانئ.
وعينت في منصب وزير السياحة حورية مداحي، التي بدأت مسارها المهني كأستاذة بالمدرسة العليا للهندسة المعمارية، وتقلدت كذلك منصب المديرة العامة للمدن الجديدة بوزارة السكن، وأدارت مشاريع عمرانية ضخمة ساهمت في تطوير البنية التحتية للمدن الجزائرية، وشغلت بالموازاة مع ذلك منصب الوالي المنتدب للمدينة الجديدة سيدي عبد الله ووالي سكيكدة، وينتظر أن تمنح قطاع السياحة الديناميكية التي تعكس القدرات والزخم الذي تكتنزه المنظومة السياحية ومهمتها حساسة، لأنه وضعت فيها الثقة لتسيير قطاع حساس ومهم.
ووقع الاختيار على نورالدين وضاح ليحمل حقيبة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، وقد شغل منصب مدير المؤسسات الناشئة وهياكل الدعم بالوزارة. وكان حريصا على دعم وتشجيع الشركات الناشئة، وسهر على تقديم استراتيجيات لتحفيز الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي في الجزائر، وفي كل مرة كان يبدي حرصا شديدا على دعم إنشاء الحاضنات على مستوى الجامعات.
ويعد نورالدين يسع، كاتب الدولة لدى وزارة الطاقة مكلف بالطاقات المتجددة، أحد أبرز الكفاءات الجزائرية والدولية في القطاع، على خلفية أنه بروفيسور وأستاذ التعليم العالي متخصص في الكيمياء ودرس في السابق بجامعة باب الزوار، ومتحصل على جائزة دولية في مجال الابتكار في المناخ وجودة الهواء، وسبق له وأن شغل منصب مدير مركز الطاقات المتجددة ببوزريعة ونائب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ومحافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية لدى الوزير الأول، وبما أن الجزائر تعيش التحول في الطاقات المتجددة لا تجد أفضل من خبرة الوزير يسع. وأبقى رئيس الجمهورية على العديد من الوزراء الذين منحوا لقطاعاتهم دفعا قويا وأداؤهم كان متميزا -وفق توجيهاته وتطبيقا لبرنامجه ورؤيته- وحققوا فيها إصلاحات ومكاسب، نذكر من بينهم وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب الذي تمكنت الجزائر خلال توليه حقيبة الطاقة من تحقيق العديد من الإنجازات، تعكسها المكانة المرموقة التي وصل إليها مجمع سوناطراك من حيث البرنامج الضخم ساري التنفيذ والاستثمارات المحققة داخل وخارج الوطن، إلى جانب الاستكشافات الكبرى من خلال عمليات التنقيب عن طريق الاستعانة بكفاءات جزائرية.