أفاد نادي الأسير، يوم الأحد، بارتفاع عدد الشهداء الأسرى داخل سجون الاحتلال إلى 43. وقال النادي في بيان مقتضب، “مع استشهاد الأسيرين سميح عليوي، وأنور اسليم، فإنّ عدد الشهداء الأسرى بعد تاريخ السابع من أكتوبر ارتفع إلى (43)، الذين ارتقوا جرّاء عمليات التعذيب، والتنكيل، والتجويع، بالإضافة للجرائم الطبية”.
أشار المصدر إلى أنّ هذا العدد ممّن تمّ الإعلان عن هوياتهم فقط، إلى جانب عشرات الشهداء الأسرى الذي يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، وظروف استشهادهم، ومعتقلين آخرين تعرّضوا للإعدام، ليرتفع عدد الأسرى الشهداء المعلومة هوياتهم منذ عام 1967، إلى (280). وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية، هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، باستشهاد أسيرين في سجون الاحتلال وهما: سميح سليمان محمد عليوي (61 عاماً) من نابلس، وأنور شعبان محمد اسليم (44 عاما) من غزّة.
وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير، إنّ الشّهيد عليوي واستنادا للمعطيات التي توفرت، فقد اُستشهد في 6/11/2024، وذلك بعد ستة أيام على نقله من عيادة سجن (الرملة) إلى مستشفى (أساف هروفيه)، علما أنّه كان محتجزا قبل سجن (الرملة) في سجن (النقب)، ولم تُعلن إدارة السّجون عن استشهاده رغم أنّها ملزمة بذلك، أما الشّهيد أنور اسليم فقد ارتقى يوم 14/11/2024، خلال عملية نقله من سجن (النقب) إلى مستشفى (سوروكا)، بعد تدهور طرأ على وضعه الصحيّ.
وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أنّ الأسير عليوي معتقل إدارياً منذ 21 أكتوبر 2023، واستنادا لزيارة أجراها محامي هيئة الأسرى له في تاريخ 21 أوت 2024 في سجن (النقب)، فقد ذكر أنّه يُعاني قبل اعتقاله من عدّة مشاكل صحية نتيجة إصابته بورم حميد في الأمعاء قبل سنوات، أما الأسير أنور اسليم من غزّة، فهو معتقل منذ 18/12/2023، ولم يكن يعاني من أيّة مشاكل صحية قبل اعتقاله بحسب عائلته.
وفي تفاصيل الزيارة التي تمّت للأسير عليوي في شهر أوت المنصرم، فقد ذكر للمحامي: “أنّه كان يُعاني أوضاعاً صحيةً صعبة قبل اعتقاله، وقد خضع لعدّة عمليات جراحية، خلالها تمّ استئصال جزء من أمعائه جرّاء إصابته بورم حميد في حينه، وكان من المفترض أن يجري عملية جديدة في شهر ديسمبر 2023، إلا أنّها لم تتمّ بسبب اعتقاله، الأمر الذي فاقم من وضعه الصحّي”.
كما وأكّد في إفادته للمحامي:«أنّه تعرّض كما العديد من الأسرى لعمليات تنكيل، واعتداءات متكرّرة خاصّة خلال عملية نقله إلى العيادة، وعلى الرغم من مرضه وحالته الصّحيّة الصّعبة، إلا أنّهم كانوا يخرجونه للعيادة مقيّدا، ويتمّ التنكيل به، وأضاف أنّه فقد من وزنه حتى تاريخ الزيارة أكثر من 40 كغ، ولم يعد قادرا على تناول لُقيمات الطعام التي تقدّم لهم، كما أنّه لم يحصل على أيّ علاج بالمطلق منذ اعتقاله، لافتا إلى أنّه ورغم تدخّل مؤسّسات حقوقية مختصّة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له إلا أنّ ذلك لم يتم، وفي تقرير الزيارة لفت المحامي إلا أنّ الأسير رفض حلق شعر رأسه وذقنه إلا بعد الإفراج عنه”.
وبعد مرور أكثر من 400 يوم على حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزّة، فإنّ الجرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين في تصاعد، فعامل الزمن يشكّل الحاسم الأبرز بتحديد مصير الأسرى، فالعديد من الأسرى والمعتقلين المرضى، الذين تحمّلوا إجراءات منظومة الاحتلال وجرائمها في بداية الحرب، لم يعد لديهم القدرة على ذلك اليوم، كما أنّ أوضاعهم الصحّية في تراجع واضح، والعديد من الأسرى الأصحّاء، تحوّلوا إلى أسرى مرضى، وهذا ما نلمسه يوميا سواء من خلال الزيارات، ومن خلال المحاكم، ومن خلال إفادات الأسرى المفرج عنهم، لتشكّل جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى أحد أوجه حرب الإبادة، وشكلاً من أشكالها. وكانت هيئة الأسرى ونادي الأسير، قد أعلنتا في بيان سابق أنّ أسرى سجن (النقب) يواجهون كارثة صحيّة تتصاعد، جرّاء انتشار مرض (الجرب – السكايبوس)، وإصابة المئات بين صفوفهم، وهو نموذج عن سجون مركزية أخرى تفشّى فيها المرض منذ عدّة شهور وتصاعد انتشاره بشكل كبير مؤخرا، حيث حوّلت إدارة السّجون مرض الجرب إلى أداة تعذيب وتنكيل وقتل.