شدد مشاركون، أمس الاثنين، بالجزائر العاصمة، في وقفة دعم وإسناد للشعب الفلسطيني إثر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقه الاحتلال الصهيوني، على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لإفشال مشروع الكيان الصهيوني، مستحضرين المواقف التاريخية للجزائر التي مكنت من إعلان قيام الدولة الفلسطينية من على أرضها.
أشاد المشاركون بمقر سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات والذكرى 36 لإعلان قيام دولة فلسطين، بمناقب الرئيس الفلسطيني الراحل ونضاله من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
واعتبر سفير دولة فلسطين لدى الجزائر فايز أبوعيطة، أن الذكرى المزدوجة «مناسبة فلسطينية- جزائرية بامتياز. فلولا الجهد الجزائري لما عشنا هذه اللحظات التاريخية، هي التي فتحت أبوابها لاحتضان المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في وقت أوصدت العديد من الأبواب، وسهرت لالتئام الموقف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية للوصول إلى لحظة تاريخية تجسدت في شخص ياسر عرفات».
واستذكر أبوعيطة مناقب وخصال المناضل الراحل ورفاقه في النضال الوطني ومجابهة الكيان الصهيوني، على غرار صالح خلف وخليل الوزير وجورج حبش وسمير غوشة وأبوالعباس وقادة منظمة التحرير الفلسطينية ومنهم القائد نائف حواتمة.
وأكد فايز أبوعيطة، أن «دولة فلسطين موجودة في أكثر من 105 بلد في العالم بسفارات وليس بإمكان أحد محوها من الخارطة الجغرافية ولا السياسية»، مضيفا أن الحرب المجنونة وجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني تهدف إلى تصفيته وقضيته العادلة، وبالتالي، كما قال «وجودنا السياسي والجغرافي على أرض فلسطين سيفشل مخططات الأعداء، خاصة المسؤولين الصهاينة».
من جانبه، قال أمين سر حركة «فتح» في الجزائر، يوسف عابد، إنه رغم الأسى والألم الناتج عن عدوان الكيان الصهيوني الشامل على الشعب الفلسطيني، إلا أن الجميع يستحضر ذكرى استشهاد القائد الرمز الراحل ياسر عرفات، الذي مكنه التزامه من قيادة النضال الوطني الفلسطيني.
وعدد عابد خصال الراحل عرفات، لافتا إلى أنه «قائد عملاق آمن به شعبه وسار معه خطوة بخطوة، فهو الذي وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي ونقلها من قضية لاجئين إلى قضية أمة»، مضيفا أنه «رمز من رموز النضال المميزة والفريدة في النصف الثاني من القرن 20(...) فهو عرفات المقاتل من أجل الحرية ورجل الدولة والحائز على جائزة نوبل للسلام».
وبعد أن حيا يوسف عابد الجزائر قيادة وشعبا على دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وصف ثورة نوفمبر المجيدة بـ»أم الثورات في التاريخ الحديث والتي مازالت نموذجا لجميع حركات التحرر في العالم وعلى رأسها الثورة الفلسطينية المعاصرة».
من جهته، قال المنسق العام للجنة الشعبية الجزائرية لدعم فلسطين، محمد الطاهر الدليمي، أن الذكرى مناسبة لتجديد العهد مع الشعب الفلسطيني وأن الحديث عن الشهيد الرمز ياسر عرفات هو حديث عن «زخم ومسيرة ثورية وعهود من النضال ضد الكيان الصهيوني والعالم الذي كان يريد القضاء على القرار الفلسطيني».