يُناقش أساتذة وخبراء زراعيون من مختلف دول العالم، بملتقى دولي ستحتضنه المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بالوادي يومي 20 و21 نوفمبر 2024م، آليات انتقال الزراعة الصحراوية الجزائرية نحو الممارسات المتطورة والذكية، التي تشمل تعزيز الإنتاجية من خلال الرّي الفعّال، وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف وإدارة التربة.
تستعد المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بالوادي، في سنتها الثالثة بعد النشأة، إلى إقامة ملتقى علمي دولي حول التكنولوجيا والابتكار لعصرنة الفلاحة الصحراوية في الجزائر، ستجري فعالياته بمركب الغزال الذهبي، وذلك في إطار سعيها الدائم للانفتاح على محيطها المحلي والوطني والدولي ومواصلة التّميّز، بحسب ما أوضحه رئيس الملتقى البروفيسور سقاي سفيان في تصريحه لـ “الشعب”.
ووفقاً للمصدر، يجمع هذا التجمع العلمي دكاترة وخبراء وطلبة وفلاحون ومستثمرون من أجل الاحتكاك وتبادل المعارف والخبرات، في ظل مواجهة العالم لتحديات خطيرة متعلقة بتغيّر المناخ، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، وتزايد الضغوط الغذائية والديموغرافية خاصة في قارة أفريقيا، ممّا يجعل من تطوير الأداء الزراعي أمرًا بالغ الأهمية لضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في البلاد.
كما أبرز سقاي أنّ الابتكارات العلمية تلعب دوراً رئيسياً في التّحوّل المنشود للفلاحة الصحراوية، حيث توفر الزراعة الرقمية أدوات لتحسين استخدام الموارد، والتنبؤ بأنماط الطقس، وتحسين إدارة وجودة المحاصيل، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية مثل الحفاظ على التربة والمياه ضروري للتخفيف من المخاطر البيئية المستقبلية.
واستقبل المشرفون على هذا الملتقى أكثر من 200 مداخلة علمية من حوالي 190 مرشّح من داخل وخارج الوطن، وتمّ قبول حوالي 170 مداخلة في المحاور الذكورة سالفا، منهم خبراء من تونس والأردن والهند وفرنسا وسيريلانكا وإيطاليا، مع الحرص على تنظيم ثلاث ورشات ستقام بالتوازي مع فعاليات الملتقى، وتعني ثلاث شعب مهمة هي ورشة تربية الخيول، وورشة تربية النحل، وورشة تربية المائيات، بحسب قوله.
علاوة على ذلك، تمكّن القائمون من إقناع مجلتين علميّتين في صنف “ب” وفق تصنيف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمرافقة هذا الحدث العلمي العالمي، بغية نشر أحسن وأجود الأبحاث التي ستقدم خلال فعاليات الملتقى.
وللوصول إلى الأهداف المنشودة وتسهيل حصر الأفكار، مثلما أفاد الأستاذ، تمّ اعتماد خمس محاور بالملتقى رئيسية تتمحور حول إدارة التربة والمياه باعتبار أنّ تحسين هذين الموردين المهمين والأساسيين لكل نشاط فلاحي يؤدي إلى تحقيق الزراعة المستدامة، والابتكار في علوم الحيوان وتربية الأحياء المائية، ومناقشة مقاربات متعددة في علم النبات من أجل توحيد المعرفة وضمان محاصيل بجودة عالية وقابلة للتّكيّف، ودراسة الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية للزراعة المستدامة، وكذا التّطرّق للابتكارات التكنولوجية الحيوية في ميدان الزراعة الغذائية من خلال تسخير التقدم التكنولوجي من أجل أغذية فعالة وصحيّة ومستدامة.
منطقة وادي سوف أصبحت قطبا وطنيا هاما في الفلاحة، ومن حقّ الفلاح فيها أن يطمح للعالمية، وهذا لا يتأتّى إلاّ بالمحافظة على المكتسبات وتطوير الأداءات والممارسات الزراعية، وهنا يأتي دور المدرسة التي تعمل من أجل تدريب وتوفير إطارات قادرة على رفع التحدي وتحقيق الأهداف المسطرة من طرف السلطات والمزارعين في الصحراء الجزائرية عموما، على أن تلامس وتعايش هذه النخب المتكوّنة واقع الفلاح والفلاحة وتتسلّح بالعلم والبحث للوصول إلى تنمية وأمن غذائي مستدامين، يُضيف البروفيسور سفيان سقاي.