معالم جزائرية نادرة لا مثيل لها في العالم
تسعى وزارة السياحة والصناعة التقليدية، إلى النهوض بالقطاع وترقيته، من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية آفاق 2030، والذي يعتبر “مرجعاً لسياسة جديدة تبنتها الدولة، ويعد جزءا من المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في آفاق 2030، من أجل تحقيق توازن ثلاثي يشمل الرقي الاجتماعي والفعالية الاقتصادية والاستدامة البيئية وذلك بغية جعل السياحة قطاعا مساهما في تنمية الاقتصاد وبديلا لقطاع المحروقات، تثمين التراث التاريخي، الثقافي والديني، تحسين صورة الجزائر بصفة دائمة وتثمين الوجهة الجزائرية لزيادة جاذبية وتنافسية المقصد السياحي الجزائري.
جسّدت الوصاية مخطط “جودة السياحة الجزائر”، الذي “يطمح إلى توحيد جميع المهنيين الجزائريين في قطاع السياحة، من خلال الانتهاج الإرادي للجودة، الحريص على تلبية حاجات الزبائن وإرضائهم، وطنيين وأجانب، حيث يستهدف “خلق ديمومة العرض السياحي الجزائري من خلال تحسين صورة جودة الخدمات للزبائن الوطنيين والأجانب وغيرها من الأهداف المسطرة”.
يأتي هذا في وقت تم تسجيل أكثر من 16 ألف سائح أجنبي وفِد إلى الصحراء الجزائرية خلال السنة الجارية 2024، بحسب آخر إحصائيات وزارة السياحة، نقلا عن الإذاعة الوطنية، أمس، فيما تم تسجيل خلال الفترة من 1 أكتوبر إلى 31 ديسمبر 2023، عدد 254.662 سائحا، منهم 239.759 مقيم جزائري و14.315 سائح أجنبي، بحسب أرقام الوصاية.
وأرجع مشروع قانون المالية 2025 إلى أن “الزيادة في الطلب على تأشيرة التسوية، يرجع إلى الديناميكية الجديدة التي يعرفها قطاع السياحة، لاسيما ما يتعلق بترقية الجنوب الجزائري كوجهة سياحية مميزة خلال الفترة الشتوية. وأضاف النص، “زيادة الطلب على هذا النوع من التأشيرات يرجع كذلك إلى تزايد التظاهرات الدولية المنظمة في الجزائر”.
في هذا الإطار، يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة مستغانم بوشيخي بوحوص، أن الجزائر بقدراتها وإمكاناتها تستطيع بلوغ على الأقل 3 ملايير دولار سنويا من القطاع السياحي ضمن استراتجية الدولة لبلوغ 18 مليار دولار خارج قطاع المحروقات.
وبعد أن فصل في الوضعية الحالية لقطاع السياحة في الجزائر، قال إنه و«بالنسبة للحظيرة الفندقية، فقد تم تسجيل وحتى شهر جوان من سنة 2023، حوالي 1590 مؤسسة فندقية، وهي مؤسسات من القطاعين العام والخاص وقد وفرت 164 ألف سرير من مختلف الأصناف -5 نجوم أو 4 نجوم”.
وفي إطار المخطط التوجيهي للتنمية السياحية، الذي صادق عليه مجلس الوزراء وتم تحيينه مرتين، الذي سعى إلى تحديد مناطق للتوسع السياحي، حيث تم تحديد 249 منطقة للتوسع بها 1400 قطعة مخصصة لاحتضان مشاريع سياحية، سواء فنادق أو مراكز ترفيه أو مراكز تسوق.
وأشار محدثنا، إلى أن “هذا المخطط سمح بزيادة عدد المشاريع السياحية إلى 2560 مشروعا سياحيا معتمدا من طرف وزارة السياحة إلى غاية نهاية جوان 2023، منها 800 مشروع في طور الإنجاز ما سيوفر زيادة بـ200 ألف سرير إضافي”.
وأضاف، “هناك مشاريع لإنجاز 25 قرية سياحية بالمدن الساحلية، حيث يبلغ الشريط الساحلي 1600 كلم مما يسمح باستقبال 1000 قرية سياحية، من بينها أول قرية بولاية سكيكدة والتي دشنت، شهر جوان 2024، بقدرة استيعاب 1600 سرير، وهي عبارة عن استثمار سعودي جزائري، كذلك توجد قرى في الغرب الجزائري، منها مركب زينابيش في مستغانم وقرية النمل في تموشنت، أيضا مركبات في وهران. علما أنه خلال سنة 2023 تم استلام 10 مشاريع فندقية مصنفة لاستقبال السياح، ومتوقع إلى غاية نهاية السنة 2024 اكتمال إنجاز 38 مشروعا فندقيا بطاقة استيعاب 6000 سرير، وكل هذه المعطيات تؤكد كيف أن الواقع ارتقى من 500 فندق سابقا إلى 3 أضعاف قبل 15 سنة، أي من 500 فندق إلى 1590 فندق بطاقة استيعاب تقدر بـ364 ألف سرير.
ضمن هذا الإطار، أشار إلى أن هذه الخطوات تعتبر “قفزة نوعية في هياكل الاستقبال والمرافق السياحية، ورغم هذا العدد مازال القطاع يحتاج إلى دعم واستثمار أكثر”.
وبعد أن أكد أنه ومن خلال برنامج الرئيس عبد المجيد تبون، أخذت السلطات العليا في البلاد على عاتقها منحى تنويع النشاط الاقتصادي خارج المحروقات، حيث أن مساهمة قطاع السياحة في الناتج الخام خلال 10 سنوات -من 2013 إلى 2022- كانت تقدر بـ2,2% فقط، وهو رقم ضعيف جدا مقارنة بما تزخر به الجزائر من مقومات سياحية.
ولهذا، أشار إلى وجود مفاوضات مع شركاء قطريين للاستثمار في القطاع السياحي في الجزائر، إلى جانب تشجيع المستثمرين المحليين، خاصة عقب صدور قانون الاستثمار، الذي أعطى امتيازات استثنائية لم تعرفها الجزائر من قبل، وبذلك أصبح القطاع مفتوحا على مصراعيه للاستثمار، إلى جانب تدخل الوصاية ومرافقة المستثمرين من أجل تقديم تسهيلات مالية ومصرفية، لتسهيل عملية الحصول على التمويل، لأن المشكل في قطاع السياحة حقيقة في التمويل.
وهنا -يضيف محدثنا- تدخلت الوزارة عن طريق لجان وزارية تعكف على دراسة وتنشيط الاقتصاد السياحي، فالدولة تقدم البنى التحتية والمساعدات والتسهيلات اللازمة ولكن هناك أطراف أخرى تلعب دور الشريك للنهوض بهذا القطاع، مثل الوكالات السياحية ودواوين السياحة ووزارة السياحة في حد ذاتها يجب عليها العمل على الترويج والتسويق السياحي، وذلك من خلال التواجد في المعارض الدولية للسياحة المعروفة، ولابد على القنصليات والسفارات الدبلوماسية في مختلف المناطق أن تقف على ما تزخر به الجزائر من إمكانات.
مع العلم أن الوزارة مؤخرا، حددت 400 مقصد سياحي، منها مقاصد سياحية نادرة لا توجد في العالم. علما أن الجزائر تزخر بمقومات جذب سياحي، فقط تحتاج إلى تثمين وإلى برنامج ترويجي وبناء استراتيجية بإدماج الجامعات ومراكز البحث العلمي في بنائها، يؤكد محدثنا.
يضاف إلى ذلك أيضا -حسب بوحوص- السياحة الدينية والمزارات الروحانية الموجودة في بسكرة عقبة بن نافع الصحابي الشهير، وكذلك مقام النبي يوشع في تلمسان ومغارات عين فزة العالمية والعاصمة الأثرية العالمية في الهقار وغيرها من المقاصد السياحية الدينية.