أدركـن عـبر تاريخهـن الطويـل قداسـة دورهـن.. وزيـر المجاهديـن:

حرائر الجزائر واكبن مسيرة التغيير بعد الاستقلال

سهام بوعموشة

 

 الجزائريــــة “إسمنـــــت” حافظــــــت علــــــى تماســــــك المجتمــــــــع فـــــــــي زمــــــن الاستعمـــــــــار

 المـــرأة تبــوأت بكفاءتهــا العلميــة مناصــب ووظائـــف ساميـــــة

أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، نضال المرأة الجزائرية المجاهدة. وقال في ندوة تاريخية بعنوان “دور المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى بناء الجزائر الجديدة”، نظمت، أمس، بالمتحف الوطني للمجاهد، إن المرأة هي الأمة بكاملها، باعتبارها الوعاء الذي دعم استمرارية وجودنا كأمة منذ أقدم العصور وإلى اليوم وغد.

أكد العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير المركز الوطني للبحث والدراسات في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، حسين عبد الستار، “أن المرأة مثلت الجزائر عبر العصور مهدا لبطولات كثيرات وعرين لقائدات شهيدات أعطت المثل الأعلى في التضحية والفداء والشهامة. فيها ترعرعت معالم المقاومة وتعززت أواصر الأخوة وانبعثت بوادر التضحية أبناءها وأزواجها ولم تنجب إلا الرجال أبناء الرجال، وحافظت بذلك على نقاوة نسلها”.
وقال الوزير: “لقد أدركت المرأة الجزائرية عبر تاريخها الطويل قداسة دورها، فكانت مثالا يضرب في الالتزام والدفاع عن القيم والأخلاق ومثلت نموذجا مشرفا في التضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته”.
ووصف ربيقة المرأة الجزائرية بأنها الؤسمنت الذي حافظ على تماسك المجتمع في زمن الاستعمار ووقفت بكل عزم في مواجهة كل محاولات المساس بهوية الأمة الجزائرية وعراقتها بصفتها مربية، عاملة ومناضلة ومجاهدة، فدائية ومسبلة، في معركة التحرير.
في السياق، استطرد ربيقة يقول: “لقد كانت مشاركة المرأة الجزائرية في ثورة التحرير منذ انطلاقتها فاعلة، جندية في صفوف جيش التحرير الوطني، مقاتلة وممرضة تضمد الجراح وتعالج ومسبلة تطعم وتنظف ومناضلة ومرشدة محفزة للهمم، دفعت بزوجها وابنها وأخيها إلى ميدان الجهاد. حرصا على نيل الشهادة والنصر، كما دفعت الثمن باهظا، عذبت وسجنت واستشهدت، لكنها واصلت الدفاع عن قضيتها”.
وأبرز وزير المجاهدين، أن المرأة الجزائرية في الريف، كما في المدن، تحملت الشيء الكثير، أحيت الضمائر ودفعت بالشباب إلى ميدان القتال أمثال مليكة قايد، مريم بوعتورة، فضيلة سعدان، حسيبة بن بوعلي، وريدة مداد، صليحة ولد قابلية، جميلة بوحيرد، جوهر أكرور، جميلة بوباشا وبوعزة، وغيرهن من حرائر الجزائر.
وبعد الاستقلال واكبت المرأة الجزائرية مسار التغيير ومثلت صورة عاكسة لمساهمتها في الماضي، اقتحمت مختلف الميادين وجسدت أداء كفاعل في مشروع التنمية، وتبوأت بكفاءتها العلمية وقدراتها العلمية مناصب ووظائف مختلفة، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قائلا: “لا عجب أن ترتقي المرأة الجزائرية الحرة... على سلم تستحق المهام العليا في الإدارات والأسلاك النظامية، والمؤسسات وتتفوق في أدق العلوم وأعقد تكنولوجيا العصر في الجامعات ومراكز البحث”.
مثـــــــــــــــال فـــــــــــــــي الصمـــــــــــــود
من جهته، أشاد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المجاهد حمزة العوفي، بدور المرأة الجزائرية إبان ثورة التحرير وقال إنها كانت مثالا في الصمود والشجاعة والتضحية، كانت جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل وتحملت ما تحمله الرجل. في الجبال.
وأشار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، إلى أن قواعد الشعب شكلت فيه المرأة الجزائرية العمود الفقري، حيث أثبتت قدرتها في مواجهة الترسانة العسكرية للاستعمار الفرنسي، فكانت تقاتل جنود العدو بكل شجاعة وكانت الممرضة والطبيبة تداوي وتسعف جرحى المجاهدين، ومنهن من حكم عليهن بالإعدام وتم تعذيبهن.
وأضاف المجاهد العوفي، أن المرأة الجزائرية اليوم تواصل ثورة البناء مع الرجل في كل الميادين: التربية والتعليم، الطب، العدالة، الأمن بكل أسلاكه والجيش بكل تخصصاته. وقال: “ستبقى المرأة المثل الأعلى تعطي من جهدها وعبقريتها ما يجعلها مفخرة للجزائر، سلام على فدائيات الجزائر اللائي وضعن القنابل، يعبرن الحاجز الأمني بشجاعة وبدون تردد أو ارتباك، ونجحن في مهمتهن”.
وأعطى الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، صورا لنضالات المرأة الجزائرية، منهن النساء في القاعدة الشرقية، أين كن مجاهدات، فكن يطبخن ويغسلن ويحملن السلاح ويخضن المعارك إلى جنب الرحل.
وفي مداخلة له حول نفس الموضوع، اعتبر رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، محمد لحسن زغيدي، أن مشاركة المرأة الجزائرية “ترجمت في أشكال وأنماط مختلفة منذ مرحلة المقاومة الشعبية إلى ما بعد الاستقلال وهي اليوم مفخرة الذاكرة الوطنية”.
باحثون: حافظت على سلالة الأبطال
أكد باحثون أن المرأة الجزائرية هي سجل التاريخ ومفخرة للذاكرة الوطنية، سجل لها التاريخ حضورا عمليا، وكانت البطلة التي أنجبت ودعمت، ورافقت وقامت بالمهام الصعبة.
وأبرز مشاركون، أن المرأة الجزائرية تبنت المقاومة الوطنية منذ بدايتها، لأنها اكتوت بنار المشاركة في المقاومات الشعبية، وكانت مقاومة ومشجعة في الصفوف الأولى، وكانت إلى جانب الأمير عبد القادر، وبطلات يقمن بواجب الجهاد ويحتفظن بأسرار الثورة ووثائقها وبقيت صامدة أمام التعذيب الوحشي.. وكانت شايب ذراع أول شهيدة.
وأكدوا أن الذاكرة الوطنية تحتفظ بنضال المرأة الجزائرية، التي حافظت على سلالة الأبطال، وعلمت اللغة العربية لأطفالها.
وبعد الاستقلال أنشئ لها اتحادها، وأصبحت في البرلمان والبلديات وأعطيت مكانة للمرأة الجزائرية بتعيين أول وزيرة في التاريخ العربي السيدة زهور ونيسي، وهي اليوم تواصل المسيرة في كل الجوانب وتحصلت على جوائز في الأدب والفكر والعلم والاختراعات.
وقدم مجاهدون شهادات عن نساء شاركن في الثورة وأثبتن شجاعتهن، كما عرض شريط وثائقي حول نضال المرأة الجزائرية أثناء ثورة التحرير وبعد الاستقلال، وكرمت مجاهدات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الإثنين 11 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الأحد 10 نوفمبر 2024