دعا وزير الصحة عبد الحق سايحي، أمس، إلى ضرورة بعث ديناميكية البحث علمي بالمستشفيات ومواكبة التقدم الحاصل في مجال التكنولوجيا الطبية لعلاج مختلف الأمراض التنفسية والصدرية، كاشفا عن إنشاء مجموعة من أخصائي المناعة لإطلاق 7 بحوث متطورة لعلاج عدة إشكاليات (الأمراض المعدية، تطوير الجهاز المناعي، أمراض السرطان والتليف الرئوي والتليف الجنبي، وكذا الأمراض النادرة).
أبرز سايحي خلال إشرافه على افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الثاني للجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية، المنظم تحت شعار: “التحديات الكبرى لطب الأمراض الصدرية في عصر الابتكار”، أهمية البحث العلمي في فتح أفق علاج العديد من الإشكاليات ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال.
وأشار وزير الصحة، إلى الاهتمام الذي يوليه الى الأبحاث العلمية والفعاليات واللقاءات المختصة في هذا المجال، موضحا أن وزارة الصحة ستعمل على تطوير البحث العلمي وإنشاء وحدات للبحث العلمي في مختلف المصالح الصحية، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. كما أعلن عن دعم الوزارة المطلق لهذا النوع من المشاريع، داعيا كل الأساتذة إلى المساهمة في هذا المسعى لإحداث التطور المنشود.
عرج سايحي على الأمراض النادرة، التي تعد من أبرز التحديات التي يواجهها قطاعه، كاشفا أن 46٪ من ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات مخصصة لهذه الأمراض النادرة، أي ما يعادل 20 مليار دينار قيمة الأدوية المخصصة لهذه الأمراض. كما تم الإعلان خلال هذا المؤتمر، الذي حضره العديد من الخبراء في مجال الأمراض التنفسية من داخل الوطن وخارجه، عن تكوين مجموعة أطباء لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة يمثلون 58 ولاية لتطوير البحث في مجال الأمراض الصدرية.
وبخصوص مؤتمر الجمعية الجزائرية لطب الأمراض الصدرية، الذي سلط الضوء على التطورات الأخيرة وآفاق المستقبل في مجال أمراض الجهاز التنفسي، مع التركيز على الابتكارات التكنولوجية والعلاجية، أشاد الوزير بجهود القائمين عليه وعلى انتقاء هذا الموضوع المهم، خاصة ما تعلق بالأمراض النادرة ذات الصلة بالأمراض التنفسية وكذلك المجالات الأخرى التي تستدعي إنجاز أعمال من شأنها تطوير النظام الصحي وترقيته، بما يمكن من تقديم خدمة ذات جودة تعود بالفائدة على المرضى.
وأكد الوزير، أن هذا المؤتمر، الذي يجمع نخبة من الخبراء الذين شاركوا أبحاثهم وخبراتهم من خلال محاضرات عامة وورشات عمل متخصصة وجلسات تفاعلية، خرج بنتائج هامة ستساهم في تعزيز الابتكار وتشجيع التعاون الجديد في مجال طب الأمراض الصدرية. كما شهد توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية للطب العام والجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية والصدرية لأجل الإشراف على الأطباء المكلفين بتطوير البحث العلمي في هذا التخصص.
وتخلل هذا الملتقى، توزيع العديد من الجوائز الطبية، منها جائزة الطبيب الراحل المجاهد بيار شولي والتي توجت بها البرفيسور نادية أيت خالد، نظير مساهمتها المعتبرة في مجال طب الأمراض التنفسية، خاصة مكافحة داء السل التي حققت نتائج جد إيجابية فيه، وكذلك توزيع جائزتي كل من جيلالي العرباوي وناصر نحال.
الجدير بالذكر، أن هذا المؤتمر تميز بحضور وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فيصل بن طالب، ورئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفسور كمال صنهاجي، وممثل عن وزير التعليم والبحث العلمي، إلى جانب خبراء وإطارات القطاع.