تشجيـــــــــــــــــع الابتكـــــــــــــــار والاستثمـــــــــــــــار فــــــــــي الزراعـــــــــــــــات الإستراتيجيـــــــــــــــة
كل الأنظار تتجه نحو تأمين استباقي وسريع للثروة الزرقاء، وتوجد الجزائر في الطريق الصحيح من خلال تنويع الموارد المائية، وتقدمت كثيرا في مشاريع تحلية المياه وبناء السدود، لكن الظرف يحتم عليها اقتحام مجال الابتكار في الموارد المائية، في وقت يحمل فيه الشباب من رواد الأعمال جميع المفاتيح لتوفير حلول مستدامة. ومن أجل دعم هذه الفئة، دعا العديد من الخبراء إلى تشجيع الشباب المبتكر على الانخراط في هذا القطاع الواعد والبحث عن حلول تتيح للشركات الناشئة الوصول إلى التمويل والاندماج في السوق.
ناقش خبراء في لقاء “ميت اب مرسي تاك” الذي أثار حلولا جديدة وواعدة لتحديات التزود بالمياه، المنظم من طرف “ميدافكو” بالشراكة مع مؤسسة “ألينوف”، تحت شعار “لنبتكر معا من أجل الأمن المائي”، مسألة إدارة الموارد المائية في مواجهة التغيرات المناخية والنمو الديموغرافي، واستعمال المياه الجوفية، ومعالجة المياه المستعملة، وإلى جانب تحلية المياه، ومعالجة التلوث، والابتكار التكنولوجي، وكذا تحسيس المستهلك بأخطار التبذير.
من جهته، تطرق الخبير أحمد كتاب إلى التحديات الرئيسية المرتبطة بالموارد المائية في سياق التغيرات المناخية بالجزائر. مراهنا على أهمية تدريب الشباب في مجال الموارد المائية وتعزيز البحث في هذا المجال. واعتبر أن تعبئة جميع الجهات المعنية، أساسي لمواجهة تحديات توفير المياه في البلاد وتطوير حلول مستدامة.
وتحدثت الخبيرة نورا زياني، عن أهمية إعادة استخدام المياه المستعملة في مواجهة أي شح في الموارد المائية، وقالت إن محطات التطهير، تعتبر مصانع معالجة، أساسية لتحقيق هذا الهدف، على اعتبار أن الجزائر استثمرت بشكل كبير في بناء هذه المحطات، مفضلة العمليات التطهيرية الواسعة والمكثفة مثل الترشيح الطبيعي وعمليات التنشيط.
من جهتها، تطرقت الأستاذة ذهبية جودار إلى سلسلة من التحديات أبرزها الانخفاض الحاد في منسوب المياه الجوفية، والتوغل البحري، وأهمية وجود تشريع مناسب لإعادة شحن الموارد المائية الجوفية. وطرحت اقتراحات للنظر والعمل، ومن بينها التشجيع على الابتكار والاستثمار في مجالات مثل الزراعة الواحاتية، والتكنولوجيا الشمسية، وإدارة البيانات.
بينما حذر الخبير إسماعيل عامر من ظاهرة تبذير المياه، لأن الخسارة بحسب تقديره، قد تصل إلى 50 بالمائة، نتيجة التسربات والوصلات غير القانونية. واصفا بأن تحلية المياه التي تنتهج الجزائر خيارها تعد الحل الوحيد. ويعتقد بأن الابتكار وحده قادر على طرح حلول للكشف عن التسربات والوصلات غير القانونية، كما دعا إلى حماية وإعادة تغذية الطبقات المستنفدة وتحسين أنظمة القياس.
وتحدثت الأستاذة جميلة حليشي عن أهمية نقل التكنولوجيا والهندسة العكسية لتعويض نقص الموارد والخبرة، وأكد الأستاذ محمد درامشي أهمية دمج الشركات الناشئة ورواد الأعمال في حل مشكلة ندرة المياه، من خلال توفير منصة لهم لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة، وشجع الطلاب على الانخراط في هذا القطاع الواعد والبحث عن حلول تتيح للشركات الناشئة الوصول إلى التمويل والاندماج في السوق.
وتطرقت الأستاذة بسمة بلبجاوي إلى أهمية الاقتصاد الدائري في الجزائر لمواجهة التحديات المناخية، مؤكدة على ضرورة تقليل الهدر والنفايات واستهلاك المياه. وأشارت إلى الصعوبات التي يواجهها رواد الأعمال الشباب في إنشاء شركات ناشئة بما وصفته بالسوق المحدود وصعوبة الوصول إلى البيانات.
ودعت في نفس السياق إلى إدارة بيئية مسؤولة وحلول مبتكرة لمستقبل مستدام. فيما اقترح الدكتور مالك عبد السلام تطوير صناعة وطنية لتصنيع المستشعرات وأجهزة القياس. كما أشار إلى ضرورة إنشاء أنظمة مراقبة لجودة المياه تركز على معايير رئيسية.