يتصدر مجمع سوناطراك، العملاق الطاقوي الإفريقي، مجددا، المشهد ويلفت الأنظار باستقطابه مؤخرا للعديد من الشركاء من عدة قارات، على رأسها القارة الأوروبية والأمريكية وكذا الإفريقية، ليؤكد مجددا ريادته واحترافيته وقوة جذبه للمستثمرين كما للزبائن، لأنه انخرط في عمليات التنقيب في عدة دول في العالم، وهذا ما يرشحه للمزيد من الاكتساح.
يشهد قطاع الطاقة كما قطاع التعدين وثبة لافتة في الأسواق الخارجية ووسط أهم المستثمرين في العالم بفضل التحول القائم، وصارت الجزائر شريكا مثاليا بالنسبة للعديد من المستثمرين والزبائن، خاصة بعد أن أبدت السنغال، بحر الأسبوع المنصرم، تحمسها لانضمام شركة سوناطراك من أجل إنجاز مشروع طاقوي ضخم في إفريقيا والمتمثل في غاز «ياكار تيرانجا» في عام 2025، بحسب ما أعلنت شركة النفط الوطنية السنغالية «بتروسين». علما أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع تتراوح بين 5 و6 ملايير دولار، وتتواجد فيه شركة أمريكية، وتفضل السينغال تواجد الجزائر، ويسمح هذا المشروع بإنتاج ثلاثة ملايين طن سنويا لأسواق التصدير، كما أنه يوفر 150 مليون قدم مكعب قياسي للطاقة والعديد من المشاريع. ومن المرتقب أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن المشروع الضخم في العام 2025، وفي حالة الاتفاق مع الرائدة «سوناطراك»، على التعاون مع السنغال في هذا المشروع، ستحقق موارد مالية ضخمة وتعزز من خبرتها في الاستثمارات في الخارج، كما هو مسطر له منذ سنوات بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وبالمقابل، أبدت الجزائر والنرويج، مؤخرا حرصهما واهتمامهما المشترك لتعزيز التعاون في قطاع المحروقات، ويمثل الطرف النرويجي نائب الرئيس للاستكشاف والإنتاج الدولي لدى شركة «أكوينور» النرويجية. وأكد بيان لسلطة ضبط المحروقات، أن اجتماعا التقى فيه الطرفان على هامش أسبوع الطاقة الإفريقي 2024، المنظم في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، وتم خلاله تناول مشاريع «احتجاز الكربون وتخزينه، في ظل وجود تحديات مناخية كبيرة». وتراهن الجزائر على ثروة الطاقة لدعم أكبر للاقتصاد الوطني، سواء تعلق بالصناعة أو الفلاحة. وتراهن كذلك على الاستغلال الأمثل للموارد المعدنية، خاصة بعد نجاح مبهر في إنتاج مادة الأسمنت عالية الجودة باستثمارات مهمة، إلى جانب استغلال ثروات الزنك والرصاص الجارية، كونها المواد الأولية المطلوبة بكثرة في الأسواق العالمية.
وتحصي الجزائر 5 زبائن عالميين كبار، تزودهم بالأسمدة الكيماوية والأمونيا والمذيبات والحديد والصلب وما إلى ذلك، وسيتم إضافة الزنك والرصاص قريبا. لأن من أهداف الجزائر تحقيق أهداف بعيدة الأمد. ومن أجل أن تحتل المراتب الخمس الأولى في العالم، كمنتجة ومسوقة لهاتين المادتين الحيويتين. ويبقى قطاع الطاقة والمناجم محركا ضخما يدفع ديناميكية الاقتصاد بالكثير من القوة ويساهم في تحويل الجزائر لثرواتها إلى ثروة مالية وتنمية مستدامة.