أحيت السّلطات الولائية والمحلية لولاية بومرداس إلى جانب الأسرة الثورية ومجاهدي الولاية الثالثة التاريخية، أمس، الذكرى 65 لمحرقة غار يحمان بجبل بغلة بقرية غمراسة بأعالي بلدية يسر بحضور والي الولاية والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين حمزة العوفي، وهذا للترحم واستذكار أرواح 21 مجاهدا استشهدوا اختناقا بدخان الغازات السامة الناجمة عن القصف الذي تعرضت له المغارة.
عادت الذاكرة بأبناء ومجاهدي دائرة يسر وما جاورها التي كانت مرتبطة تنظيميا بالولاية الثالثة التاريخية الى ذلك اليوم المشؤوم من تاريخ 5 نوفمبر من سنة 1959، عندما أقدم الجيش الفرنسي الاستعماري على ابادة مجموعة من المجاهدين والمناضلين رفضوا الاستسلام، وفضّلوا الشهادة بعزّة وإكبار بسبب الدخان الكثيف والغازات السامة التي تعرّضت لها «مغارة يحمان» بجبل بغلة بقرية غمراسة ببلدية يسر بعدما لجأوا اليها للاختباء والاحتماء من عمليات القصف الشديد الذي تعرضت له المنطقة، لكنها بالمقابل فضحت وحشية المستعمر الذي لجأ إلى كل الأساليب الجهنمية بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا حسب شهادات الكثير من الباحثين والمؤرخين.
وقد شكّلت المناسبة فرصة للمناضلين ومجاهدي منطقة غمراسة بيسر لتقديم عدة شهادات حية حول حيثيات المجزرة الوحشية التي تعرض لها 21 مجاهدا ومناضلا داحل مغارة يحمان، وغيرها من الأحداث والمعارك التي عرفتها منطقة يسر، التي كانت تابعة للولاية الثالثة التاريخية، في حين أكّد مدير المجاهدين لولاية بومرداس في كلمته «أنّ استشهاد المجاهدين الأبرار ناجم عن الدخان الكثيف والغازات السامة التي غمرت مغارة يحمان التي احتموا داخلها نتيجة التمشيط الواسع والقصف العنيف الذي تعرضت له كل هذه المنطقة في أعقاب الحملة المشهورة التي قادها الجيش الفرنسي للقضاء على الثورة المعروفة باسم المنظار «جيمال» لكنها باءت بالفشل الذريع بسبب حجم الصمود وتلاحم الشعب الجزائري مع المجاهدين.
كما تمّ خلال هذا اليوم وتزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 70 لثورة أول نوفمبر المجيدة، تنظيم ندوة تاريخية بعنوان «محرقة غار يحمان..جريمة تأبى النّسيان» تعرّضت لمختلف أطوار وأحداث هذه المجزرة الرهيبة مع عرض لعدد من الدراسات والمخططات الخاصة بإنجاز 4 معالم تذكارية مخلدة لبطولات ومعارك مجاهدي المنطقة، وهذا في كل من بلديات شعبة العامر، تيمزريت، لقاطة ورأس جنات، وهذا في إطار عملية حماية الذاكرة الوطنية ومحاربة ثقافة النسيان.