الجزائــــر ملتزمــــة بمرافقـــة الشبـــاب الإفريقـــي وتمكينــه مــن اكتســاب المعرفــة والتقدم
5 مراكــز تكويــن لتدريب الشباب قبل توجيههم مباشرة إلى مناصب العمل
700 أخصائي نفساني ضمن خلايا إصغاء عبر الولايات للتحسيس والوقايـــة مــــن الآفـــات
مرابــــي: فضــــاء حقيقــــي مناســــب لتبــــادل الــــرؤى والتجـــــارب حـــــول مختلـــــف الإشكاليــــــات
جدّد وزير الشباب والرياضة عبد الرحمان حماد، مساء الاثنين بوهران، التزام الجزائر بمرافقة الشباب الإفريقي، وتمكينه من اكتساب أسباب المعرفة والتقدم مع تعزيز الشراكة معه لمواجهة تحديات القرن 21، فيما أبرز وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي التعاون القائم بين الجزائر والبلدان الإفريقية في مجال التكوين والدعم التقني المقدم في هذا الجانب.
قال وزير الشباب والرياضة عبد الرحمان حماد في كلمة له خلال حفل اختتام منتدى الشباب الإفريقي في طبعته الرابعة إنّ «الأشغال شهدت تبادلا ثريا للرؤى والأفكار حول مستقبل إفريقيا»، كما كانت مناسبة تمّ خلالها «مناقشة قضايا حيوية مثل التعليم والشغل والصحة والمقاولاتية والابتكار، كلّها ملفات آنية تساير التحول التكنولوجي والرقمي الحاصل اليوم، والذي يتماشى مع متطلبات شبابنا».
وعرض حماد بالمناسبة بعضا من الخطوات التي قامت بها السلطات العمومية في الجزائر على مستوى قطاع الشباب ‘’الذي انتقل إلى نمط جديد في البرامج الموجهة لهذه الفئة بفضل توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي وضع الشباب في محور أولوياته في كافة المجالات’’.
وأبرز الوزير في هذا الصدد أنّه تم مثلا على مستوى قطاعه ‘’إنشاء خلايا للإصغاء حيث تتوفر حاليا على أكثر من 700 أخصائي نفساني موزعين على كافة مناطق الوطن، ينصب عملهم على التحسيس والوقاية من مختلف الآفات الإجتماعية’’.
وتابع بالقول: ‘’أما في مجال الشغل، تمّ استغلال الطاقات الشبانية بتواجد خمسة مراكز تكوين مخصصة لتدريب الشباب، وتكوينهم لتوجيههم مباشرة إلى مناصب العمل من أجل تأطير الشباب على مستوى المؤسسات الشبانية’’.
ونوّه وزير الشباب والرياضة بالتجربة الوطنية في مجال دعم وتحفيز الشباب الجزائري من خلال انتقال قطاع الشباب والرياضة في الجزائر إلى نمط جديد في البرامج الموجهة للشباب، وهذا بفضل السلطات العليا في البلاد على رأسهم السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي وضع الشباب محور أولوياته في مختلف المجالات لاسيما مع إنشاء خلايا الإصغاء التي ينصب عملها على التحسيس والوقاية من مختلف الآفات الاجتماعية، إلى جانب إنشاء مختلف اليات دعم التشغيل والمؤسسات الناشئة والمقاولاتية.
وقال حماد في ختام كلمته متوجّها إلى شباب إفريقيا وشباب الجزائر: دعونا نخرج من هنا من أرض الجزائر الطاهرة بعزيمة جديدة، مؤكّدا أنّ «الجزائر ملتزمة بمرافقتكم وتمكينكم وتعزيز شراكتكم».
دعم الجزائر الدائم للشباب الإفريقي
في سياق متصل، ثمّن وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي مخرجات أشغال الطبعة الرابعة من منتدى الشباب الإفريقي «الذي جمع خيرة شباب القارة الإفريقية، والذي كان فضاءً حقيقيا مناسبًا لتبادل الرؤى والتجارب حول مختلف الإشكاليات المرتبطة بالرفع من مستوى مختلف الأنظمة التعليمية للبلدان الإفريقية»، وهو ما سيساهم حسبه «من تحقيق الأهداف المنشودة المُسطّرة في الرؤية المستقبلية القارة السمراء المتضمنة في الأجندة الإفريقية 2063 في شتى الميادين لتنعم كل هذه البلدان بالازدهار القائم على النمو الشامل والتنمية المُستدامة».
وأبرز مرابي «الجهود المبذولة من طرف منظمة الاتحاد الإفريقي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بمختلف أبعادها، من خلال إعدادها لخريطة طريق واضحة المعالم والمتمثلة في الأجندة الإفريقية 2063، الهادفة إلى بناء إفريقيا متكاملة ومزدهرة ومسالمة، يقودها مُواطنوها وتُشَّكّل قوة ديناميكية على الساحة العالمية، على أساس النمو الشامل والتنمية المستدامة، لا سيما من خلال ضمان التعليم الجيّد للمواطنين، وتعزيز ثورة المهارات بالعلم والتكنولوجيا والابتكار».
وعرج على سياسة التعاون والانفتاح على القارة السماء التي تعتمدها الجزائر خاصة فيما يتعلق بالشباب، مشيرا إلى فتح مراكز التكوين والمدارس والجامعات أمام شباب أكثر من25 دولة إفريقية، والامضاء على العديد من الاتفاقيات وللمواثيق التي تفتح الآفاق واسعة امام هذا التعاون».
وأضاف مرابي «أنّ مختلف الجهود والمشاريع التي عرفتها المنظومة التعليمية والتكوينية والبحث في مجال التكوين والتعليم التقني في السنوات الأخيرة بالجزائر تتطلّع لآفاق جديدة وواسعة لغرس ثقافة التكوين والتأهيل مدى الحياة لدى مختلف فئات المجتمع، والتي ستُساهم في التكيّف مع المتغيرات الجديدة والمستمرّة في التكنولوجيا ومجالات المعرفة التي يشهدها العالم اليوم».
وقال مرابي في ذات السياق «إنّنا نقوم بهذا الجهد الكبير المشترك إيمانا منا بقوة أبناء أفريقيا وإمكاناتهم في صناعة المستقبل، وإحساسا منّا بالمخاطر الكبيرة التي تحيط بالقارة ومنها محاولات الاستعمار الجديدة ومشاكل الأمن الإفريقي، وتحديات الهجرة ومحاولات الاختراق الصهيوني للقارة، واستمرار نهب ثرواتها وصناعة التوترات في العديد من دولها وحرمان الأجيال القادمة من الاستقرار والتقنية والمعرفة».