الكيل بمكيالين.. سياسة بشعة أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني
أكد رئيس مجلس الأمة، صالح ڤوجيل، على ضرورة حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية والقطيعة مع سياسة الكيل بالمكيالين في التعامل مع قضايا الشعوب المقهورة. وأبرز أهمية التنسيق في حوض المتوسط لمواجهة مختلف التحديات. فيما أشاد وفد عن الجمعية البرلمانية لحلف الناتو، بدور الجزائر كضامن للاستقرار والأمن الطاقوي في المنطقة.
قدّم قوجيل رؤية الجزائر لضمان الاستقرار والتنمية في منطقتي حوض المتوسط، انطلاقا من مبادئ ثابتة، وعبر التعاون المشترك بينها وبين بقية الدولية، لافتا إلى تغليب المعالجة الجذرية للنزاعات.
جاء ذلك في لقاء العمل بين البرلمان الجزائري والوفد البرلماني المشترك للمجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط ولجنة الديمقراطية والأمن واللجنة الفرعية للمرونة والأمن المدني التابعة للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي.
وشدد في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السيناتور رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة المكلف بالعلاقات الخارجية، على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون في حوض المتوسط في مواجهة التحديات القائمة والمتعددة.
وقال، إن التنمية والإرهاب والإجرام المنظم العابر للحدود والتدخلات الخارجية، فضلا عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة، الطاقة والأمن الغذائي، والتغير المناخي ومسألة الهجرة، تعتبر تحديات مشتركة تستدعي المواجهة.
وأشار إلى أن الجزائر وبحكم مسؤولياتها بصفة رئيسها عبد المجيد تبون منسق الاتحاد الأفريقي لجهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، تكثف جهودها لإضفاء ديناميكية جديدة على آليات العمل المشترك في الجوار الإقليمي لضمان استجابات مشتركة وفعالة تكون في مستوى التحديات التي يفرضها خطر الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود على شعوب المنطقتين الإفريقية والمتوسطية والعالم.
على صعيد آخر، ذكر رئيس مجلس الأمة، ببعض المبادئ الثابتة للجزائر، وعلى رأسها المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والنأي بنفسها عن التجاذبات الحاصلة بين مختلف الأطراف.
وأوضح، بأن الجزائر تسعى إلى تفعيل مبدإ عدم الانحياز وتجديد مرجعته بما يناسب الراهن الدولي المتسم بتراجع الثقة في الحلول السلمية والدبلوماسية، مذكرا بكلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمام القمة 19 لحركة عدم الانحياز، حينما شدد على «ضرورة تجديد الالتزام بالمبادئ التأسيسية للحركة، والقائمة على قيم العدالة واحترام الالتزامات الدولية وسيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحماية الـمصالح الـمتبادلة وتعزيز الـمنظومة متعددة الأطراف».
شريك فاعل
رئيس مجلس الأمة، ندد في كلمته بسياسة الكيل بمكيالين، التي تميز حاليا تعامل المجتمع الدولي مع قضايا الشعوب المقهورة. واعتبر أن هذه السياسة ازدادت ممارستها انتشارا وبشاعة، تجاه الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأكد أن معالجة القضية الفلسطينية تظل المفتاح الرئيسي لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال تكريس حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، معبرا عن أمله في أن تنال دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة قريبا.
وجدد قوجيل، تأكيد دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في إنهاء احتلال أراضيه وممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال، انطلاقا من مبدئها التاريخي الثابت المناهض للاستعمار أينما وجد.
ودعا البرلمانيين في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، بصفتهم ممثلين للشعوب، إلى الدفاع عن التعبير الحر لإرادة الشعوب، من خلال بذل الجهود المطلوبة من أجل تطهير العالم من آفة الاستعمار.
من جانبه، أشاد رئيس رئيس المجموعة الخاصة للمتوسط والشرق الأوسط بالجمعية البرلمانية لحلف الأطلسي، فرناندو غوتيرس، بالحوار البرلماني الشامل مع البرلمان الجزائري، مبرزا القناعة المشتركة بضرورة التعاون في مواجهة التحديات. وأشار إلى أن الحوار الثنائي يشمل مجالات الأمن والدبلوماسية والاقتصاد والمجتمع وكذلك النظام الدولي، معتبرا أن الرهان يتمثل في بلوغ أهداف الأمن والتنمية المشتركة.
أما خافيير ماروتو، نائب رئيس لجنة الديمقراطية والأمن، بذات الجمعية، فأشاد بمكانة الجزائر كشريك طاقوي ولاعب حاسم للمجموعة الأوروبية، وبما تقدمه في سبيل مواجهة أخطار الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ودعا إلى تركيز الجهد على تنويع مصادر الطاقة، خاصة الطاقات البديلة.