ثــــــورة نوفمبر ومعركة ديـــان بيــــــان فو نبعتا من سراج واحــــــــــد
صرح وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس الاثنين، بالجزائر العاصمة، بأن الجزائر ستظل حصنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم، بما فيها القضية الفلسطينية «الغالية» وقضية الصحراء الغربية «العادلة» وكل قضايا الشعوب المستضعفة، في إطار الدفاع عن القيم الإنسانية مع كل أحرار المعمورة.
قال ربيقة، في كلمة ألقاها خلال ندوة احتضنها المتحف الوطني للمجاهد تحت عنوان: «من انتصار ديان بيان فو إلى الثورة الجزائرية: دروس تاريخية وآفاق مستقبلية»، إن «الجزائر ستظل اليوم في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، كما
بالأمس، حصنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم: القضية الفلسطينية الغالية وعن قضية الصحراء الغربية العادلة وكل قضايا الشعوب المستضعفة، لأننا نؤمن بأنه من الوفاء لذاكرة أبطالنا وشهدائنا ومجاهدينا، أن نستمر على ما عهدوه لنا ونحفظ هذا الزخم من الكفاح المشترك والقيم الإنسانية العادلة مع أصدقائنا وكل أحرار العالم». وأفاد بأن «ثورة التحرير المجيدة التي نحتفي بسبعينيتها ومعركة ديان بيان فو الفيتنامية نبعتا من سراج واحد -وإن اختلفت جغرافيتهما وسياقاتهما- فإن ما يجمعنا من ذاكرة النضال ووحدوية الكفاح والمصير، تجعلنا اليوم أكثر التحاما وتضامنا لمواجهة ما يفرض علينا من محاولات تدنيس بائسة لتاريخنا النضالي المشترك وبناء مستقبل واعد». وأضاف ربيقة، بأنه بـ «الرغم من مرور سبعين سنة على معركة ديان بيان فو، إلا أن ذكراها ستبقى عيدا لكل الفيتناميين ولكل أحرار العالم، تخليدا لقوة إرادتهم ولكفاءة قواتهم التي سطرت ملحمة وطنية خالدة في حفظ تراب الوطن».
وأشار الوزير، إلى أن هذه المعركة «غيرت الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية القومية في العالم ودفعت المختصين إلى إعادة حساباتهم على الأسس التي رسختها هذه المعركة».
واعتبر أن «اسم البطل العسكري الثوري الذي قاد هذه المعركة، فونكين جياب، صديق الثورة الجزائرية، سيظل راسخا في ذاكرة الأجيال لاقتران اسمه بتحقيق أكبر انتصارات حربية في التاريخ المعاصر»، مضيفا أن هذه الانتصارات كانت مصدر إلهام للثورة التحريرية وساهمت في التعجيل بها.
كما تطرق وزير المجاهدين إلى العلاقات التي جمعت الشعبين الجزائري والفيتنامي على مر السنين والتي تميزت بالتضامن والصداقة، «حيث تضامن الطرفان في مسألة تقرير المصير والحرية وفي المبادئ المشتركة بين الشعبين، انتصارا لمبدإ الإنسانية ونيل السيادة الوطنية واسترجاع الحرية».
وأكد أن «تضامن الفيتنام مع الجزائر لم يشرع في 1958 ولكن كان قبل ذلك بكثير، حيث يعود إلى سنوات العشرينيات من القرن الماضي». من جانبه، استعرض ضيف الندوة، فو هونغ نام، نجل الجنرال فونكين جياب، مجموعة من الصور التي تعود لمعركة ديان بيان فو. كما أجرى من خلالها مقارنة بين إمكانات المناضلين الفيتناميين إبان الحرب وكذا الوسائل التي كانت تمتلكها القوات الفرنسية آنذاك.
وقدم بالمناسبة أيضا، مدير معهد التاريخ العسكري بوزارة الدفاع الفيتنامية، نغويان هونغ نهيان، عرضا حول القيم والوسائل التي قامت عليها الثورة الفيتنامية وانتصرت ضد المستعمر، إذ بالرغم من بساطة معداتها الحربية، استطاعت تدمير أقوى المنظومات الدفاعية للعدو.
وتخلل الندوة عرض شريط وثائقي قصير، من إعداد المتحف الوطني للمجاهد حول معركة ديان بيان فو والثورة التحريرية الجزائرية. كما تم تكريم وزير المجاهدين من قبل نجل فونكين جياب، الذي تسلم هو الآخر وكذا مدير معهد التاريخ العسكري الفيتنامي تكريما من قبل الوزير.