في الفاتح من نوفمبر، وبينما الجزائر تستذكر إحدى أبرز المحطات في تاريخها النضالي، نظّم الجيش الوطني الشعبي استعراضًا عسكريًا مهيبًا احتفاءً بسبعينية ثورة نوفمبر المجيدة؛ مناسبة جمعت الجزائريين في تلاحم شعبي استثنائي.
في كلمته بالمناسبة التاريخية، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على الأهمية الرمزية للاحتفال بذكرى ثورة نوفمبر، مشيرًا إلى أن هذا الحدث لا يمثل مجرد تذكار تاريخي، بل هو فرصة لتجديد التأكيد على دور الجيش الوطني الشعبي في حماية سيادة الجزائر ووحدتها.
وشدد تبون على أن «عقيدة الجيش دفاعية بحتة»، وأن الأسلحة المتقدمة التي يمتلكها الجيش موجهة فقط للدفاع عن سيادة الجزائر وأمنها القومي.
وأشار إلى أن الجيش يلتزم بتعهداته تجاه الأمن والسلم الدوليين في إطار القوانين الدولية والتزامات الجزائر الجهوية، ليبقى جيشًا يدافع عن أرضه وشعبه ويسهم في استقرار المنطقة.
في نفس السياق، أكد الأستاذ بومعزة وليد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح للشعب، على الرمزية الكبيرة التي يحملها هذا الاستعراض العسكري. وأوضح أن الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة، يعكس تلاحم الشعب مع جيشه. وبيّن أن توافد العائلات بشكل عفوي لمشاهدة العرض العسكري، يعكس العلاقة القوية والمتجذرة بين الجيش والشعب، حيث يبرز هذا التفاعل الحاضن للمؤسسة العسكرية التي تتكون أساسًا من أبناء الشعب الجزائري.
واستدعى الأستاذ بومعزة مقولة الشهيد العربي بن مهيدي الشهيرة «القوا بالثورة للشارع يحتضنها الشعب»، ليربطها بهذا الاستعراض الذي يجسد جاهزية الجيش الوطني الشعبي واستعداده للدفاع عن سيادة الجزائر ووحدتها، محذرًا من أن الأمن القومي الجزائري «لا يقبل المساومة».
رسالـــــــــــــــــــــــــــــة الجزائــــــــــــــــــــــــــــــــــر
إلى جانب استعراض جاهزية الجيش، أشار الأستاذ منصوري عبد القادر، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إلى أن العرض العسكري هذا العام كان رسالة واضحة مفادها، أن الجزائر دولة آمنة ومستقرة، وأن جيشها، إلى جانب القوات الأمنية الأخرى، على أهبة الاستعداد لمواجهة كافة التحديات. وأشاد منصوري بتنوع الأجهزة الأمنية المشاركة في العرض، بما في ذلك القوات الخاصة التابعة لجهاز الشرطة، ما يعكس مدى التطور الذي شهدته الجزائر في مجال الأمن الوطني بمختلف جوانبه، من مكافحة الجريمة الداخلية وتجارة المخدرات إلى حماية الحدود.كما أبرز الاستعراض القدرات العسكرية الجزائرية وتطور مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في مجالات التسليح والتقنية الحديثة، مشيرًا إلى عزم القيادة الجزائرية على تطوير الجيش وإيصاله إلى مصاف الجيوش المتقدمة.
علاوة على ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا وغير مسبوق مع الذكرى السبعين لثورة نوفمبر، حيث تحولت المنصات إلى فضاءات تحتفي ببطولات الجزائر وتستعيد ذكرى الشهداء الأبرار الذين صنعوا مجد الوطن، وانتشرت آلاف الصور والفيديوهات، التي تبرز قوة وارتباط الشعب بجيشه، وتجسد فخر الجزائريين بتطور المؤسسة العسكرية، سواء على مستوى التنظيم أو العتاد.
كما أظهرت المقاطع المصورة من قلب الحدث التنسيق المتقن لوحدات الجيش الوطني الشعبي برا وبحرا وجوا، ما أضفى أجواء وطنية ملهمة على المنصات الرقمية.
في نفس السياق، عكست المنشورات الجماعية رسالة قوية مفادها، أن العرض العسكري لم يكن مجرد استعراض للقدرات، بل تجسيدًا للروح الوطنية التي لاتزال نابضة في قلوب الجزائريين، والذين يرون في جيشهم امتدادًا لقيم ثورة التحرير.
بالإضافة إلى ذلك، تميزت معظم التعليقات على هذه المنشورات بالتقدير والامتنان للقيادة الوطنية، التي جعلت من هذا العرض فرصة لتجسيد الفخر الوطني وتعزيز الوحدة بين الشعب وجيشه.من جانب آخر، أكدت هذه التفاعلات الشعبية على أن هذه الذكرى، بنبضها الثوري ورمزيتها، تعيد للأذهان وحدة الصف والاستعداد الدائم للدفاع عن مكتسبات الوطن، مجسدةً بذلك رسالة أمل وثبات للشعب الجزائري في مواجهة التحديات المستقبلية.