رئيــــــــــــــــــــس أكاديميــــــــــــــــــة الشبــــــــــــــــــاب الجزائــــــــــــــــري.. سمـــــــــــــــــــير بوعزيـــــــــــــــــــز لـ «الشعـــــــــــــــــــب»:

الشبـــــــــــاب مدعـــــــــــــو للاستلهــــــــــام مــــــــن مبـــــــــــادئ وقيــــــــــــــم ثورتنـــــــــــــا المجيـــــــــــدة

سفيان حشيفة

 

 التوجيــــــــــــــــــــــــــــــه والتأطـــــــــــــــــــــــــــــير الوطنــــــــــــــــــــــــــــي للشبــــــــــــــــــــــــــــــاب للاقتـــــــــــــــــــــــــــداء بثـــــــــــــــــــــــــــــــورة أجدادهــــــــــــــــــــــــم المظفّـــــــــــــــــــــــــرة
ساهم الشباب الجزائري بشكل محوري في مسار النضال التحرري الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، وشاركوا بحيوية في بثّ الوعي الفكري والسياسي، وتحمّل تضحيات جسيمة في سبيل نيل الاستقلال والسيادة الجزائرية، ولعلّ أبرز صنيع لهم إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956م.

 أكد رئيس أكاديمية الشباب الجزائري، سمير بوعزيز، أن الثورة الجزائرية تعتبر من أبرز المحطات التاريخية في النضال الوطني من أجل الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار، وتشكل مصدر إلهام للشباب الجزائري الحالي، الذي يمكنه الاستلهام من مبادئ وقيم ثورتنا الخالدة في التاريخ من عدّة جوانب.
 وأوضح بوعزيز في تصريح أدلى به لـ «الشعب»، أن روح التضحية والوطنية كانت سمة بارزة في أبطال ثورة التحرير المجيدة، حيث كانوا على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل تحرير أرضهم من براثن الاحتلال الفرنسي، وشباب اليوم مدعوّون لاستلهام العبر واستحضار وفاء أسلافهم من الشهداء والمجاهدين، والاقتداء بِحبِّهم وتعلّق أفئدتهم بالجزائر، مع ضرورة استعدادهم للمساهمة في تقدم ورقي وطنهم.
صمـــــــــــــــــــــــــــود ونضـــــــــــــــــــــــــــال
 تحدث سمير بوعزيز عن الصمود والإصرار الذي تمتع به ثوار الجزائر إبان ثورة التحرير المظفرة، وقدرتهم الصلبة على النضال رغم الصعوبات والتضحيات، واستمروا في كفاحهم حتى نيل الاستقلال وهذا الصمود ملهم لشباب اليوم حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات المعاصرة التي تعرفها بلادنا، بغية الظفر بانتصار الوطن في مخلف المجالات والقطاعات الحيوية.
 فضلا عن ذلك، الحفاظ على الهوية والقيم الوطنية المستمدة من مبادئ بيان الفاتح نوفمبر 1954م، ويمكن للجيل الحالي والأجيال اللاحقة أن يحافظوا على تلك المفاهيم ويعملوا على تعزيزها، مثلما كانت الثورة التحريرية متمسكة بالهوية الجزائرية، خاصة في ظل انتشار العولمة والانفتاح على ثقافات أجنبية متعددة ومختلفة، بحسب قوله.
 كما يتطلّب بناء الجزائر الجديدة والحديثة، مثلما أضاف بوعزيز، مساهمة الشباب بفعالية في تشييدها وتطويرها احتذاء بعمل الثوار الجزائريين في بناء دولة مستقلة وقوية ومهابة بعد الاستقلال مباشرة، وذلك من خلال التعليم العالي والإبداع والابتكار والعمل الجاد في كل المجالات للنهوض بالوطن، بالإضافة إلى الجنوح إلى التضامن والعمل الجماعي المحلي، بغية تعزيز الوحدة الوطنية التي كانت أحد أسباب نجاح الثورة المباركة؛ حيث تكاتف الشعب حينها بكل أطيافه ومكوناته من أجل دعمها ومساندتها، مع ضرورة ترسيخ ثقافة التعاون والعمل الجماعي لمواجهة التحديات الراهنة.
توثيــــــــــــــــــــــــــــق التاريـــــــــــــــــــــــــخ
 أبرز رئيس أكاديمية الشباب الجزائري، سمير بوعزيز، أهمية الاستمرار في توثيق التاريخ الوطني ونقله للأجيال اللاحقة، وإشراك المجتمع المدني، من جمعيات ومنظمات محلية ووطنية، في عملية التعريف بأحداث الثورة عبر الملتقيات والندوات والأفلام الوثائقية، والتشجيع على زيارة المتاحف، وكل هذا يؤدي إلى ضمان بقاء الذاكرة حيّة بين الأجيال الجزائرية.
في هذا السياق، يلعب المجتمع المدني دورًا أساسياً في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ويُنتظر منه عملٌ أكبر لتعزيز روح المواطنة وغرس قيم التضامن والوفاء للوطن في نفوس الشباب، لأن الاقتداء بالثورة الجزائرية المجيدة لا ينحصر فقط بالاحتفال بذكراها، بل العمل بمبادئها بجدية وتحقيق أهدافها بغرض تطوير الوطن وصون أمانة الشهداء.
 وتابع بوعزيز بالقول: «يستطيع المجتمع المدني تنظيم فعاليات تاريخية توعوية، مثل إحياء ذكرى الثورة التحريرية في مختلف مناطق الجزائر العميقة، وتنظيم محاضرات وزيارات للأماكن التاريخية التي شهدت أحداثا ومعارك ضد الاستعمار الفرنسي، إذ تخلق هذه الأنشطة فرصاً للشباب للتعرف على تاريخ بلادهم وأجداهم، والاستفادة من دروس الثورة والثوار البواسل.
 كما يتّسم المجتمع المدني بالمرونة داخل الأوساط المجتمعية وبإمكانه القيام بالتوعية بأهمية الوحدة والتماسك والتضامن من خلال نشاطاته، التي كانت أحد أسباب نجاح الثورة المباركة في بداياتها الأولى».
التأطـــــــــــــــــــــــــــير النوفمـــــــــــــــــــــبري
 أشار سمير بوعزيز في تصريحه، إلى أهمية مواصلة البحث والدراسة حول الثورة التحريرية الجزائرية، والاستمرار في الجهود المتبعة في هذا الجانب، ودعم الباحثين والمختصين في دراسة تاريخ الجزائر، من خلال منح دراسية أو تمويل مشاريع بحثية، مما يعمق أكثر من الفهم التاريخي لأعظم الثورات في العالم، ويضمن كتابة تاريخها بشكل أشمل وأدق.
 من جهة أخرى، تلعب الجمعيات والمنظمات ذات الصّلة بالذاكرة، دورًا جوهريا في التأطير الوطني للشباب وتوجيههم نحو تبنّي الروح الوطنية والانتماء، مما يجعلهم أكثر ارتباطًا بوطنهم ورغبة في العمل على تطويره وتقدمه، انطلاقًا من المبادئ التي قامت عليها الثورة التحريرية، مع بناء وعي شبابي عام يعزز من فهمهم للحقوق والواجبات، ويشجعهم على المشاركة الإيجابية في المجتمع وفي شتّى المناحي.
 على هذا الأساس، فإن تأطير الشباب وتفعيل دور المجتمع المدني في هذا الخصوص، من شأنه بثّ الروح الوطنية في المجتمع والمحافظة على إرث الثورة التحريرية الجزائرية على مر العصور القادمة، ويُشجِّع على الاقتداء بتعاليمها وقيمها في مواقفهم تجاه وطنهم بلد الشهداء.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025