اتفـاق مهم بـين البلدين بالنسبة لموجـة التطبيع.. ومناصـرة فلسطـين حتى النصر
يرجح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حسام حمزة، أن يترتب عن التقارب والتوافق بين الجزائر وسلطنة عمان، تأسيس محور يقوم على المبادئ التي تؤسس للعمل العربي المشترك، على أن يعتمد البلدان على سياسة الوساطة والحياد الإيجابي، ويمكن للنظرة التوافقية للبلدين تجاه العديد من القضايا العربية والإقليمية، أن تصل إلى صيغة للمفاوضات فيما يتعلق بالبعد الإنساني للوضعية الكارثية التي يعيشها سكان غزة.
أكد الدكتور حسام في تصريحه لـ “الشعب”، على أهمية العلاقات الجزائرية العُمانية، وذكر أنه منذ ما يربو عن سنة كان هناك توافق في الرأي بين الجزائر وسلطنة عمان فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية، وأيضا ما تعلق بالملفات الثنائية، أو محاور التعاون بين البلدين. كما لاحظ أيضا وجود رغبة لدى السلطات العليا للبلاد، على رأسها رئيس الجمهورية من أجل مزيد من التعاون مع سلطنة عمان وفتحه على مجالات عديدة بالنسبة للجانب الاقتصادي.
فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، قال المتحدث إن كلا البلدين يستعملان المصطلحات نفسها في التعبير عن تضامنهما المطلق مع الشعب الفلسطيني، ومتوافقان في أن ما يحدث في فلسطين احتلال، وأن ما يقوم به الفلسطينيون هو مقاومة من أجل التحرر، وكذا توافقهما في تعريف الأفعال الصهيونية على أنها إبادة، وهي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجزائر أحيت الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. كما أن سلطنة عمان كانت من الدول التي صوتت لصالح هذا القرار في الجمعية العامة لهذه الأخيرة، واتخذت عدة مواقف صارمة من الكيان الصهيوني.
ويشير إلى أن هذا التوافق من شأنه أن يدعم المحور داخل المجموعة العربية والجامعة العربية المناهض للكيان الصهيوني. ومن هذا المنطلق، يرى أنه يمكن لهذا التعاون والتقارب الجزائري العماني في هذا الظرف، أن يكون له الأثر الإيجابي فيما يتعلق بالتخفيف من وطأة الأزمة والمأساة الإنسانية الفظيعة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، عبر توظيف الأوراق التي يمتلكونها.
كما أبرز المتحدث، أهمية الجزائر كدولة قوية ومحورية لديها تأثيرها وكلمتها مسموعة، وكذا الاحترام الذي تحظى به، خاصة في القارة الإفريقية وداخل الجامعة العربية.
وبالنسبة لعمان، هذا البلد العربي الخليجي، الواقع بغرب قارة آسيا، الذي يعتمد سياسة الوساطة والحياد الإيجابي، هو بدوره يحظى باحترام الكثير من الدول، والتوافق بين البلدين يمكن من خلاله إيجاد صيغة للمفاوضات فيما يتعلق بالبعد الإنساني للوضعية الكارثية التي يعيشها سكان غزة.
بالنسبة للرؤية الاستراتيجية ضمن الفضاء الإقليمي العربي، يرى الدكتور حسام أن التقارب بين الجزائر وعمان والدول التي ترفض منطق التأثير السلبي والاصطفاف، خاصة ما تعلق بالنزاعات الداخلية، كما هو حاصل في السودان، هو إيجابي في مواجهة التوجه الآخر، الذي ينزع نحو تأجيج النزاعات الداخلية، وبالتالي من خلال التوافق بين الجزائر ومسقط، يمكن تأسيس محور آخر يقوم على المبادئ التي تؤسس للعمل العربي المشترك، والمتمثلة في الأخوة والاحترام المتبادل والحياد الإيجابي، ورفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، وقد عبر عن ذلك صراحة رئيس الجمهورية خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمعية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى زيارته لمصر قبل أيام قليلة.
كما يرى الأستاذ حسام، أن العلاقات الطيبة والمتوافقة بين الجزائر وعمان، لابد أن تستثمر في مختلف المجالات، خاصة في الاقتصادية منها. مذكرا أن سوناطراك وقعت، أفريل الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة “أبراج” لخدمات الطاقة، تستهدف التعاون في قطاع خدمات حقول النفط والغاز وإدارة المشاريع المتكاملة بينهما، خاصة في مجال التنقيب عن المحرقات. كما تم إبرام عقود مع الحكومة العمانية لإقامة استثمارات في هذا المجال، الذي يعد أحد المجالات التي يمكن أن يطور فيها التعاون خدمة للعلاقة بين البلدين.