استعـادة مكانة الأسطول الجزائـري وترسيــخ قوّته عالميـا
افتتح أمس وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، برفقة المدير العام للجمارك، اللواء عبد الحفيظ بخوش أياما دراسية حول المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، من أجل تشريح الواقع وتسليط الضوء على التحدّيات، وكذلك تحديد آفاق التطوير، على مستوى ميناء الجزائر، وجرى الحدث على متن باخرة باجي مختار 3 بحسب بيان عن مؤسسة النقل البحري.
يتم خلال الأيام الدراسية تشريح الوضعية الراهنة لمؤسسة النقل البحري للمسافرين بشكل دقيق، وفتح نقاش معمّق يسمح بتبادل الأفكار وإثارة المقترحات، ومن أهداف هذا اللقاء كذلك، نذكر إثراء مخططات العمل المستقبلية بهذه المنظومة من أجل تطويرها وعصرنتها بشكل يواكب التطوّر الخارجي الجاري في العالم.
وكشف وزير النقل محمد الحبيب زهانة عن إرادة قوّية للدولة بهدف التعجيل بترقية منظومة النقل البحري بما يتناسب واستعادة مكانة الأسطول البحري الجزائري وترسيخ قوّتها ونجاعتها على الصعيد العالمي.
واغتنم الوزير الفرصة، لدعوة المؤسسة الوطنية للنقل البحري إلى مضاعفة جهودها إلى مستوى يسمح لها بفرض تواجدها داخليا وخارجيا ومواكبة التطورات المسجلة في سوق خدمات النقل البحري في العالم. معتبرا أن مفتاح بلوغ الأهداف المنشودة يكمن في التنسيق والعمل الجماعي والجدّية في خوض غمار المنافسة، لتجسيد الرهانات المسطرة، ومنح نفس قوّي لهذه المؤسسة بما يتناسب مع المعايير الدولية، وكما ألّح الوزير على ضرورة تخصيص تكوين عالي المستوى لفائدة موظفي المؤسسة من الشباب، من أجل احترام قيم الشركة من أجل تقديم خدمة عامة ذات جودة وتوفير رعاية أحسن للمسافرين وعلى وجه الخصوص للجالية الوطنية بالخارج.
وتميّز اللّقاء بحضور إطارات من الوزارة، وممثلي السلطات الأمنية، وإلى جانب أعضاء من المجلس الشعبي الوطني، وكما شارك ممثلي السلطات المينائية، على رأسهم رئيسة المجمع البحري للنقل، والرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية، وإلى جانب المدير العام لميناء الجزائر، المدير العام للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، ومختلف الفاعلين في مجال النقل البحري.
وانخرط الفاعلون في قطاع النقل البحري في توجه الإصلاحات الجذرية على ضوء تعليمات صارمة أسداها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليقفز القطاع إلى مستوى يتجانس مع نمو الاقتصاد الوطني والحركة التجارية المتزايدة، لأن منظومة التصدير بدأت تنمو بشكل سريع وتشق طريقها بثقة وعزيمة، وبما أن النقل البحري يعد أحد أفضل قنوات نقل وتدفق السلع وبكلفة منخفضة، فإن الرهان عليه كبير من أجل تسريع حركة التجارة الجزائرية الخارجية. علما أن المسؤولين في القطاع انتهجوا خيار الرقمنة كأحد أهم الآليات الناجعة لبلوغ السرعة المطلوبة في إجراءات السفر، بما يسمح بترقية نوعية الخدمات. والجدير بالإشارة فإن شركة النقل البحري للمسافرين وحدها، لديها باخرة “برج باجي مختار” والتي تتسع إلى 1800 مسافرا ولديها قدرة 600 مركبة، إلى جانب باخرتا “الجزائر 3” و«طاسيلي 02”بسعة 1300 راكبا وقدرة 300 سيارة.
وكذلك باخرة “طارق بن زياد” وتتسّع إلى 1300 راكب وبقدرة تفوق 400 مركبة، ويرتقب في المرحلة المقبلة أن يتعزّز الأسطول البحري الجزائري أكثر في ظل الارادة القوّية لإحداث تغيير كبير في أنظمة التسيير التقليدية، وفي وقت يجري عصرنة أنظمة النقل واللوجيستيك وبهدف منع القطاع ديناميكية محسوسة، ويبقى الطموح كبيرا من أجل بلوغ مقاربة تسيير عصري وجديد للموانئ.