أكّد الدكتور محمد محمود عبد الرحيم، باحث اقتصادي وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، أنّ زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى دولة مصر الشقيقة، هي الثانية له منذ توليه منصب الرئاسة والأولى بعد إعادة انتخابه لعهدة ثانية كرئيس للجمهورية، وتأتي في إطار تعزيز التفاهم وتقوية التحالف بين البلدين.
أوضح الدكتور محمد محمود عبد الرحيم في اتصال مع «الشعب»، أنّ الجزائر ومصر عضوان في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، وهناك العديد من القضايا التي جرى مناقشتها وتأكيد وجهات النظر بخصوصها، على غرار استقرار الوضع في ليبيا باعتباره نقطة رئيسية يمكن التنسيق حولها بين القاهرة والجزائر في إطار حل عربي بعيدا عن أي تدخلات خارجية غربية.
وقال محمد محمود إنّ الناتج المحلي الإجمالي لمصر بلغ نحو 395 مليار دولار تقريبًا عام 2023م، بينما تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للجزائر 239 مليار دولار لنفس السنة، وهو ما يجعل البلدين من أكبر الاقتصاديات في قارة إفريقيا، ولهما آفاقا أرحب للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بينها، لا سيما مع وجود استثمارات مصرية في الجزائر تقدّر بنحو 4 مليار دولار تقريبًا.
وأردف الخبير الاقتصادي: «مثل هذه الزيارات تمثّل دافعا كبيرا لتذليل كافة العقبات الموجودة وتعميق العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون خصوصًا في مجال الطاقة، حيث توجد جهود فعلية للطرفين للتحول إلى الطاقات النظيفة».
كما أفاد محمد محمود، أنّ حجم التبادل التجاري بين الدولتين بلغ أكثر من مليار دولار في سنوات سابقة، وهناك فرص كبيرة لزيادة مستوياته، خاصة أنّ مصر تسعى بصادراتها للنفاذ إلى أسواق جديدة، معتبرا مقدار التبادل التجاري الحالي لا يعكس أبدا عمق العلاقات المصرية الجزائرية التاريخية والفرص الاقتصادية الهامة المتاحة لهما.
وبما أنّ الجزائر عضو هام في الاتحاد الأفريقي، رجّح محدثنا تناول قائدي البلدين أزمة سد النهضة الإثيوبي، من خلال عرض وجهة النظر المصرية للحفاظ على أمنها القومي المائي.
وعلى صعيد الحرب في السودان، تتطابق وجهات النظر المصرية والجزائرية تجاه أزمة الخرطوم بعدم التدخل في الشؤون السودانية، وضرورة وقف إطلاق النار في أقرب وقت، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبخصوص عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة فهناك تفاهم كامل بضرورة وقف الإبادة، والتأكيد على ضرورة حرية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، يُضيف الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة الدكتور محمد محمود عبد الرحيم.