أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفيسور إدريس عطية، أنّ زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى جمهورية مصر العربية، تندرج في إطار التحرك العربي الجاد لوقف آلة الدمار الصهيونية من أجل تحقيق غايتين إحداهما ذات بعدين إنساني وإيغاثي، والضغط من أجل إيصال المساعدات للغزاويين بكل السبل سواء عن طريق معبر رفح أو ممرات أخرى، والثانية لوقف العدوان الهمجي على غزة والإبادة.
أبرز البروفيسور عطية رهانات الجولة العربية التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى مصر، مؤكّدا أنّها تأتي في ظل الظروف الراهنة المعقدة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وتكرّس استمرارية التشاور والتنسيق الدوري المكثف بين الجزائر والقاهرة ومجموعة من الدول العربية الشقيقة والصديقة حول القضايا الإقليمية، التي تعتبر محورا مشتركا بين الجزائر والعديد من الدول، على أساس أنّ بلادنا لها التزام كبير فيما يتعلق بمجموعة من القضايا التي ترافع عنها، ناهيك عن التحالف العميق بين البلدين، وهو ما يعزّز وحدة الصف العربي والإفريقي في مواجهة العديد من التحديات.
قال الأستاذ عطية لدى استضافته أمس بالقناة الإذاعية الأولى، إن الاستقبال الذي خصّ به رئيس الجمهورية في مصر، يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين بين الجزائر والقاهرة، مضيفا أن الجزائر ستستمر في جهدها الدبلوماسي من أجل نصرة القضية الفلسطينية والقضايا الإستراتيجية ســـــــــواء علـــــــى المستوى العربي أو الإفريقي.
وقال إنّ تصور الجزائر منطقي وواقعي، يطلب دائما وقف إطلاق النار وإخماد هذه الحرب التي لها انعكاسات وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن القومي العربي ككل، مشيرا الى الظروف السياسية، الاقتصادية والأمنية التي تشهدها لبنان الصعبة للغاية، وهذا ما يدفع الدول العربية للوقوف بجانبها.
ويرتبط التحرك الجزائري ـ حسبه ـ بالتصور العربي، وهو يهدف الى تصفيف الدول العربية حول موقف موحّد للضغط على الكيان الصهيوني من أجل إيصال المساعدات الإنسانية بقوة، وكذا لإيقاف آلة الدمار والحب التي يشنّها الاحتلال على غزة منذ سنة.
وأضاف المتحدث في السياق، أنّ هذا الوضع في غزة ينسحب إلى السودان، مبرزا أنّ الجزائر ومصر تقفان إلى جانب الجيش السوداني والحكومة السودانية، وترفضان خلق حالة اللاّتوازن داخل السودان من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، وهو الموقف الذي أكد عليه رئيس الجمهورية من مصر.
كما يعد ملف ليبيا مركزيا في زيارة الرئيس تبون إلى مصر، والتقارب الجزائري المصري سوف يخلق نوعا من التقارب قد يدفع إلى بناء أساس سياسي لحل يقوم على انتخابات رئاسية وتشريعية.
بالنسبة للشق الاقتصادي، تسعى الجزائر ومصر إلى الرفع من حجم التبادلات التجارية التي لا تتعدى 5 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وقد لفت المتحدّث إلى أنّ مصر تبدي اهتماما للغاز الجزائري، نظرا للأسعار التنافسية لهذا المورد الاقتصادي الاستراتيجي، كما ترغب القاهرة تعزيز استثماراتها في الجزائر في مجال الأمن الطاقوي، وأشار إلى أنّ للبلدين نفس التصور في مكافحة الإرهاب وحل النزاعات بالطرق السلمية، مذكّرا بأنّ الجزائر منذ 2019 تسعى لإعادة ترتيب شركائها الإقليميين وتجديد نظرتها للعلاقات الدولية.