الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة لـ “الشعب”:

الجزائر حققــت مستوى عاليـاً من الاكتفـاء الذاتي الغذائي

خالدة بن تركي

 شراكـــات استراتجية فعالـــة لتنويــع وتوسيــع الإنتاج

أكد الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة، أنه بفضل سياسة الحكومة وانفتاحها على الشراكات الأجنبية، تمكنت من تحقيق مستوى عال من الاكتفاء الذاتي في مختلف المواد. وتأتي الجزائر في صدارة دول إفريقيا والعالم العربي، بتحقيق 75٪ من احتياجاتها الغذائية محليا، خاصة ما تعلق بالمنتجات الفلاحية، مثل الخضروات والفواكه، البقوليات الجافة واللحوم البيضاء.

أوضح بوخالفة في تصريح لـ “الشعب”، أنه بالرغم من تحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد المواد واسعة الاستهلاك، غير أنها لاتزال مرتبطة باستيراد مواد أخرى استراتيجية، على غرار الحبوب والحليب واللحوم الحمراء والزيوت والسكر، والتي تكلفها سنويا فاتورة بقيمة 10 ملايير دولار.
لهذا لوحظ - يقول الخبير- في اجتماعات مجلس الوزراء، اتخاذ قرارات لصالح قطاع الفلاحة عامة والزراعة الاستراتجية على وجه الخصوص، وذلك بتوجيه الاستثمارات نحو الجنوب لتوفره على إمكانات ومؤهلات تسمح بنجاح هذا النوع من الزراعات (مساحات شاسعة والمياه... حيث أنها تتوفر على احتياطي كبير جدا).
وإلى جانب هذه الإمكانات، أبرمت الحكومة عقود شراكة مع دول أجنبية، منها مشروع شركة أمبياف الإيطالية المتعلق باستغلال 36 ألف هكتار لزراعة القمح الصلب ومشتقاته، والمشروع الجزائري القطري الذي يتربع على مساحة إجمالية قدرها 117 ألف هكتار، مكونة من 3 أقطاب، على رأسها مزرعة لإنتاج الحبوب والأعلاف.
وأبرز الخبير أهمية الشراكة الجزائرية القطرية الإيطالية بالنسبة للقطاع الفلاحي والاقتصاد الوطني، على اعتبار مشروع “بلدْنا الجزائر” هو الأكبر في العالم لإنتاج الحليب المجفف، وسيوفر 250 منتجا، ويسعى ليكون بوابة لأفريقيا، مع ضمان 270 ألف رأس من البقر، باستعمال مزارع حديثة لوجود عدة محاور، بمعدل 30 ألف هكتار لكل منها.
وأشار في السياق ذاته، إلى سياسة رئيس الجمهورية التي ترتكز على الاستثمار في الجنوب الكبير الذي يتوفر على إمكانات هائلة: مساحات شاسعة خصبة، وفرة مياه، توصيل المستثمرات بالكهرباء، فتح المسالك لتسهيل تنقل المستثمرين وإمضاء العقود مع المستثمرين محليين أو أجانب، مؤكدا أن الاستمرار في هذه السياسة، مع اعتماد الرقمنة بشكل فعال، يسمح للجزائر أن تتحول من بلد مستورد إلى مصدر للحبوب.
وأضاف بوخالفة، ستتمكن الجزائر آفاق 2027 من وقف استيراد الذرة الصفراء والشعير، حيث توصلت في الماضي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وبعدها تخلت عن الإنتاج وتوجهنا إلى الاستيراد. لكن اليوم، بفضل سياسة رئيس الجمهورية، يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة وتصبح الجزائر قطبا فلاحيا يحقق الاكتفاء الذاتي وفائضا يوجه للتصدير.
وأكد الخبير، أن الجزائر ستعمل على اتخاذ مجموعة من القرارات لتقديم المساعدات لتنمية الزراعات الاستراتجية المتمثلة في إنتاج الحبوب، النباتات الزيتية والسكرية بغرض تقليص الاستيراد والاعتماد على الإنتاج المحلي الذي يمكنها من تغطية الطلب الوطني وتحقيق الفائض ليصدر لبعض الدول، خاصة في الظرف الحالي الذي يتميز بالتغيرات المناخية، كتأخر سقوط الأمطار وتأثيرات الاحتباس الحراري والصراعات التي يعرفها العالم، مما يجعلها مفقودة بالسوق العالمية وهنا بلادنا يصبح لديها فرصة لتوجيه فائضها نحو الأسواق العالمية.
واختتم لعلى بوخالفة حديثه، بالتذكير باحتياجات الجزائر من الحبوب المقدرة بـ120 مليون قنطار، الإنتاج المحلي السابق لا يتجاوز 40 مليون قنطار والباقي مستورد، وفي القمح الصلب احتياجاتنا تصل إلى 30 مليون قنطار، مقابل إنتاج ما نسبته 80٪ والباقي سيتم إنجازه أواخر 2025، موضحا أن هذه المواد الاستراتجية تكلف الخزينة ملايين الدولارات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024