4 ملايير دولار قيمة الإنتاج الصيدلاني الوطني مع نهاية 2024
تواصل الدولة الجزائرية جهودها من أجل تحصين سوق الدواء المحلية من خطر الندرة، بمتابعة شخصية من طرف رئيس الجمهورية، خاصة ما تعلق بالأدوية الحساسة التي لا غنى عنها لضمان حياة ذوي الأمراض المزمنة كداء السكري والسرطان.
سعيا منه لتحقيق الأمن الصحي للبلاد وضمان تموين المواطن بحاجياته من الدواء، أقر الرئيس تبون استراتيجية وطنية تشجع الشراكة الأجنبية وترتكز على القطاعين العام والخاص أثبتت فعاليتها، ويوجد أكثر من 300 مؤسسة ناشطة في المجال الصيدلاني تنتج حوالي 2.889 دواء مصنع محليا، وصدرت الجزائر مؤخرا 140 وحدة أنسولين إلى الجارة ليبيا، إضافة إلى إبرام عقود اقتصادية مع 15 دولة إفريقية وعربية مهتمة بالأدوية الجزائرية.
أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، في اتصال مع «الشعب»، أن صناعة الأدوية في الجزائر تحظى بتشجيع واهتمام خاصين من طرف رئيس الجمهورية، ففي ظل سياسة دعم وتحفيز الاستثمار التي انتهجها الدولة، كان لصناعة الأدوية حظها من المساحة الاستثمارية، وتحصي الجزائر حاليا ما يزيد عن 300 مؤسسة وطنية تنشط في مجال الصناعات الصيدلانية، تمكنت من تغطية 80% من الاحتياجات المحلية من الإنتاج الصيدلاني، وهي تتجه حاليا نحو التصدير وتعزيز إنتاج الأدوية الدقيقة وأدوية علاج السرطان.
ثورة إنتاجية..
وأفاد سليماني، أن الجزائر تحصي ضمن حافظة مؤسساتها المنتجة للأدوية ما يزيد عن 300 مؤسسة متخصصة في الإنتاج الصيدلاني، 130 مؤسسة منها متخصصة في إنتاج الأدوية وتغطي ثلثي حجم الاحتياجات الوطنية من الأدوية.
في هذا الصدد، تم تحقيق 3.56 مليار دولار سنة 2023، مقابل 3.14 مليار دولار سنة 2022، وتسجيل ارتفاع في عدد الأدوية المصنعة بالجزائر، ناهز 3400 دواء مصنع محليا من أصل 3.641 دواء مسجل في المدونة الوطنية، مما سمح بتراجع أرقام الاستيراد في القطاع من 1.422 مليار دولار مسجلة سنة 2022، إلى 1.293 مسجلة سنة 2023 واقل من مليار دولار متوقعة نهاية 2024.
وبحسب المتحدث، فإن الاستراتيجية الجديدة لوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، تعتمد على ثلاثة محاور كبرى، تلخصت في مواصلة ترقية الاستثمار والإنتاج الصيدلاني الوطني، بالموازاة مع تعزيز تغطية الحاجيات الوطنية من المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية الأساسية، إضافة إلى وضع خطة عمل لتصدير المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية.
واستطرد سليماني قائلا، إن المحاور وخطة العمل المتبناة من طرف القطاع الوزاري المسؤول عن الإنتاج الصيدلاني، ما هي إلا نموذج مصغر ومستنبط من الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية المسطرة من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من أجل خلق نسيج اقتصادي صيدلاني يسمح بتقليص فاتورة واردات الجزائر من الأدوية إلى أقل من مليار دولار/سنويا، وفتح مجال تصنيع بعض الأدوية الحساسة كالأدوية الخاصة بأمراض السرطان وإنتاج الأنسولين الذي شكل تصنيعه محليا ارتياحا كبيرا واطمئنانا من عدم ندرته مستقبلا، لدى فئة مرضى السكري.
اكتفاء محلي..
يشارف قطاع الإنتاج الصيدلاني، استطرد الخبير الاقتصادي، على تحقيق الاكتفاء المحلي من الأدوية، حيث يغطي اليوم ثلثي الحاجيات المحلية لسوق الدواء وتقليص فاتورة العملة الصعبة التي كانت تخصص لاستيراد الأدوية، حيث ستنتهي معاناة أكثر من 2.5 مليون مريض بداء السكري، يستهلكون فاتورة استيراد بقيمة 400 مليون دولار.
بعد أن شرعت الجزائر خلال السداسي الأول من سنة 2024 في صناعة المادة الأولية لصناعة الأنسولين، عن طريق شراكة بين مجمع «صيدال» ومجمع صيني، من جهة أخرى، ستشرع الجزائر في 6 مشاريع لإنتاج أدوية السرطان.
بهذا الخصوص ثمن سليماني مساعي الوزارة الوصية لتأمين الدواء، حيث أشار إلى سلسلة اللقاءات والتعليمات الصارمة التي يسديها في كل مرة المسؤول الأول عن القطاع، كان آخرها اللقاء الذي جمعه هذا الأسبوع، مع رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان، عدة بونجار، لمناقشة وضعية الأدوية الخاصة بالسرطان، من أجل التمكن من الحصول على صورة حقيقية عن واقع هذا المرض بالجزائر وجرد احتياجه من خلال تسريع تسجيل الأدوية المضادة للسرطان.
وقامت الجزائر بتصدير أدوية بقيمة 12.6 مليون دولار سنة 2023، مرشحة لبلوغ عتبة 17 مليون دولار، نحو العديد من الدول الإفريقية، بما فيها دول الجوار مالي والسنغال، تونس وليبيا، إضافة إلى كوت ديفوار، ليصل عدد الدول التي ستوجه نحوها الأدوية المصنعة محليا وفق عقود واتفاقيات اقتصادية هامة إلى 15 دولة.
كما صدرت الجزائر 140 ألف وحدة دواء لداء السكري إلى الجارة ليبيا، كأول شحنات دواء تم تصديرها إلى هذه الأخيرة، ما يجعل الإنتاج الصيدلاني في بلادنا في المسار الصحيح الذي سطره رئيس الجمهورية ومساعيه إلى خفض فاتورة استيراد الأدوية من 2.9 مليار دولار/سنويا إلى أقل من مليار دولار/ سنويا نهاية سنة 2024.