أكد الخبير السياسي عبد الكريم شكاكاطة في قراءة للتطورات السياسية والدبلوماسية التي تخص القضية الصحراوية والمرافعة القوية لسفير الجزائر بالأمم المتحدة أن “ردّ عمار بن جامع ومرافعته القوية والصريحة لصالح القضية الصحراوية، تذكير بضرورة تطبيق القرارات واللوائح الأممية الصادرة في هذا الشأن المساندة لحقوق الشعب الصحراوي ومبدأ تقرير المصير وإنهاء احتلال آخر مستعمرة في إفريقيا.
وقال الخبير في الشؤون السياسية والقانونية عبد الكريم شكاكطة إن “سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، توقف في مرافعته أمام اللجنة الرابعة المعنية بالقضايا السياسية وإنهاء الاستعمار بالأمم المتحدة، عند أهم القرارات واللوائح الصادرة لصالح القضية الصحراوية ومسألة تقرير المصير وتصفية الاستعمار بإفريقيا منذ عدة سنوات، وهذا من أجل تذكير جميع الأعضاء والهيئات المختصة بواجب التطبيق الفعلي لهذه المخرجات الكفيلة بإعطاء الشعب الصحراوي حقوقه في الحرية والاستقلال وفق مبادئ الشرعية الدولية”.
وأشار الخبير - في هذا الخصوص - إلى بعض القرارات الأممية الصادرة مؤخرا لصالح القضية الصحراوية منها القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية التابعة للاتحاد الأوروبي، بناء على طلب جبهة البوليساريو فيما يخص الاتفاقيات التي أبرمها المغرب مع الاتحاد الأوروبي في مجال الزراعة والصيد البحري، وهو قرار نهائي غير قابل للاستئناف.
وأضاف الخبير يقول: “ممثل الجزائر دعا إلى ضرورة تطبيق هذا القرار الذي يستند إلى مسألتين رئيسيتين، الأولى تتعلق باعتبار المسألة الصحراوية تصفية استعمار وآخر مستعمرة في إفريقيا، وذلك بالنظر إلى التطور التاريخي للقضية، وأن الصحراء الغربية إقليم لم يكن في يوم من الأيام، تابعا للسيادة المغربية، والدليل في ذلك أن التصريحات الرسمية والإعلامية كانت في عدة مناسبات تشير إلى أن الإقليم مستقل، وليس تابعا للمغرب خاصة خلال الاحتلال الاسباني، أما المسألة الثانية فتتعلق باعتبار جبهة البوليساريو الممثل الوحيد الشرعي للشعب الصحراوي.
وذكر أستاذ العلوم السياسية “أن مداخلة عمار بن جامع استندت إلى واجب تطبيق واحترام الشرعية الدولية في عمومها، لا سيما القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدولية بناء طلب رأي استشاري بطلب من جمعية الأمم المتحدة منها القرار رقم 1514 والقرار 1541 وغيرها من القرارات التي أكدت أن الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار، وبالتالي ينبغي العمل على إعطاء الحرية للشعب الصحراوي لتقرير مصيره بنفسه، بناء على ما تنص عليه المواثيق الدولية والقرارات الأممية.
واختتم شكاكطة حديثه بالتأكيد على أن “سفير الجزائر بالأمم المتحدة أعاد التذكير بكل القرارات الهامة التي صدرت من قبل الهيئة الأممية لصالح القضية الصحراوية منذ بدء النزاع، وكانت تصب في صالح القضية، كما أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كانت - ومنذ عدة سنوات - تؤكد على ضرورة حماية الشعب الصحراوي ومساعدته في تقرير مصيره، وأن الإقليم هو إقليم سلام وأمن مع واجب تطبيق القرارات واللوائح الدولية، وبالتالي فإن جبهة البوليساريو هي وحدها من يمثل ويدافع عن حقوق الشعب الصحراوي والجمهورية الصحراوية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، قد شدد في كلمته أمام أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 79، على أهمية ميثاق الأمم المتحدة والتمسك بالقانون الدولي كإطار مشترك يجمع كل الدول.
وفيما يتعلق بالقضية الصحراوية، أكد الوزير أحمد عطاف أن الجزائر تواصل دعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي للوصول إلى حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وقال: “نحن نؤكد أن ظاهرة الاستعمار في الصحراء الغربية مصيرها الزوال، مهما طال الزمن أو قصر، وأن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ستجد طريقها إلى النفاذ عاجلاً أم آجلاً”.
كما شدد الوزير على أن الجزائر لا تقبل بأي محاولات لفرض الأمر الواقع، مؤكداً أن الشعب الصحراوي سيظل متمسكًا بحقه في تقرير مصيره، وأن الجزائر ستظل تدّعم حقوقه.