اعتبر مدير المعهد الوطني للدراسات الشاملة، عبد العزيز مجاهد، التربية الصحية السليمة أول خطوة للحد من المرض، مؤكّدا أنّ الوقاية يمكنها خفض حالات الإصابة بـ 40 بالمائة، مبرزا أهمية توحيد الجهود لبلوغ الأهداف المرجوّة.
ناقش مختصّون شاركوا في ندوة نظّمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، الخميس، موضوع تشخيص سرطان الثدي، وأجمعوا أنّه هو السبب الأول في وفيات النساء، إذ تعرف الجزائر منحنى تصاعديا في عدد الإصابات، فقد سجّلت 15 ألف حالة إصابة بالمرض سنويا، ويتوقّع ارتفاعها إلى 18 ألف حالة في 2025، بينما يسجّل ما يقارب من 4893 حالة وفاة سنويا.
وكشف المتدخّلون في اليوم الدراسي، أنّ الإحصائيات الموجودة أثبتت أن ذروة منحنى الإصابات في الجزائر تسجّل في الفئة العمرية من 45 سنة إلى 54 سنة، وتمّ تشخيص 60 بالمائة من حالات الإصابة في الفئة العمرية بين 40 و69 سنة، مع زيادة مطردة ومستمرة من سن 45 سنة الى 75 سنة، أما فيما يتعلق بمعدل سن الإصابات فهو 47 سنة.
وقال البروفيسور بن زيدان نور الدين في مداخلته، إنّ 52.2 بالمائة من حالات الإصابة المسجلة في الجزائر هي الفئة العمرية قبل 50 سنة، وحرص المتدخلون على إبراز أن الاستراتيجية الوطنية لتشخيص سرطان الثدي ترتكز على التشخيص المبكر للداء، مشددين على ضرورة إجراء المرأة للتصوير الشعاعي للثدي كل سنتين، بعد سن الثلاثين، لتفادي أي تطور لمراحل المرض بعيدا عن مراقبة الأطباء، خاصة وأن حالات الإصابة تتقدم في الفئة العمرية بسبب نمط الحياة غير الصحي.
وأكّد المتدخّلون على أهمية التنسيق بين القطاعات الوزارية المعنية بالاستراتيجية الوطنية للتشخيص من أجل مس أكبر شريحة ممكنة من النساء لبداية العلاج قبل فوات الأوان، كما أكّدوا على ضرورة الإحصاء الدقيق لكل الإمكانات المتوفرة في القطاع العام والخاص، كأجهزة تصوير الإشعاعي، الأطباء المختصين في القلب والأشعة على اختلاف انواعها، وكذا تكوين الأطباء.
وكشفت البروفيسور دوجة حمودة، أنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي مرتبط بعدة عوامل منها الوراثية، فإذا سجلت حالة إصابة بالمرض لدى الأصول كالأخت أو الأم أو الخالة أو الجدة أو العمة، مثلا، يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلى جانب عوامل مرتبطة بالبيئة والنمط المعيشي للمريضة كبعض منتجات التجميل، منها أصبغة ومملسات الشعر، الأغذية الصناعية كالمعلبات واللحم الصناعي، التدخين، السمنة، وأيضا الأسباب الهرمونية كالتقدم في السن.يذكر أنّ اليوم الدراسي جاء تزامنا مع الشهر الوردي الذي يخصص عالميا للتحسيس والتوعوية حول سرطان الثدي، الذي سجل 2.3 مليون إصابة حول العالم، فيما أقرّت منظمة الصحة العالمية يوم 19 أكتوبر من كل عام يوما للتحسيس من مخاطر مرض سرطان الثدي.