الكفـاءات الجزائريـة بالخـارج تريـد الإسهام في حركية قطاع الطاقة
أكد الخبير الدولي في الاقتصاد عبد الرحمن هادف، أن قطاع الطاقة يعرف حركية كبيرة وسيستمر كقاطرة بالنسبة للاقتصاد الوطني، ما يستدعي تطويره إلى مستويات أعلى، بتوسيعه ليشمل الطاقة بجميع فروعها وشُعبه، ولا يقتصر على المحروقات.
وذكر هادف في تصريح لـ «الشعب»، أن المعرض الدولي للطاقة «ناباك- 2024»، عكَسَ الاهتمام الذي توليه الشركات الطاقوية العالمية للجزائر، فقد عرفت التظاهرة إقبالا كبيرا، وكللت بإمضاء مذكرات تفاهم هامة مع سوناطراك وسونلغاز لبعث مشاريع طاقوية كبرى، خاصة وأن القانون 13-19 المتعلق بالمحروقات أصبح أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية.
وتحدث هادف عن بعث استثمارات خارج المحروقات، ستجعل من الجزائر منصة للطاقات المتجددة، خاصة ما يتعلق بالهدروجين الأخضر، وهو ما أعلن عنه مؤخرا وزير القطاع محمد عرقاب، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل على تطبيق ورقة طريق للانتقال الطاقوي، بالاعتماد على إمكاناتها الكبيرة في بعث استثمارات في الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.
وأفاد هادف، في السياق، أن الجزائر من خلال هذه الرؤية الجديدة في مجال الطاقة، التي لا تقتصر على المحروقات فقط، غيرت مقاربتها، إذ تسعى لتصبح عنصرا فعالا في الخارطة الطاقوية الإقليمية والعالمية بتوسيع النشاطات الطاقوية، إضافة إلى تعزيز القدرة الإنتاجية من البترول والغاز.
وأشار المتحدث، إلى البرنامج الطموح لـ»سوناطراك» سطرته إلى غاية آفاق 2028 من خلال برنامج استثماري يفوق 50 مليار دولار، وجه الجزء الأكبر من هذه القيمة للاستكشاف والإنتاج، إلى جانب نشاطات أخرى في مجال الطاقات المتجددة، حيث حدد 2030 لبلوغ 15 ألف ميغاواط من خلال إنتاج الطاقة الشمسية.
وأشار هادف، إلى أن سوناطراك وسونلغاز تقومان بعمل كبير مع الشركاء الأجانب في إطار مشاريع ذات أبعاد عالمية، على غرار مشروع الرواق الجنوبي للهيدروجين الأخضر الذي تم إطلاقه بين الجزائر وألمانيا والنمسا وإيطاليا مرورا بتونس، وهو يتضمن أهم المشاريع في الطاقات المتجددة في السنوات القادمة.
وتحدث الخبير عن الدور الكبير للشركات الناشئة، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل على تطوير هذا الجانب من خلال تشجيع بروز شركات تكنولوجية في مجال الخدمات البترولية، وفي إنتاج الطاقات المتجددة، موضحا أنها ترتكز على قدرات الجزائر الابتكارية، وفي التحكم بالتكنولوجيا.