تدارك التأخر المسجل في إنجاز سكنات الأساتذة
دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي، أول أمس، إلى ضرورة تنسيق الجهود لإيجاد حلول للمشاكل التي تعيق الدخول الجامعي المقبل، سواء تلك المتعلقة بالإيواء، النقل والإطعام ، معتبرا في رسالة وجّهها إلى المدير العام للخدمات الجامعية بأن الكل مرتبط ببعضه، وأكد الوزير أن مصالحه تعتبر إعادة النظر في الحجم الساعي الحالي من الأولويات، ولكن بمساهمة كل المتدخلين والأطراف، في حين طمأنه هذا المسؤول بأن كل ما يتعلق بحاجيات الطلبة خارج إطار البيداغوجية سيكون جاهزا وعمليا بدء من سبتمبر القادم.
و عاين مباركي خلال زيارة عمل وتفقد إلى قطاع التعليم العالي بالمدية، مشروع 60 وحدة سكنية لفائدة أساتذة القطاع بالقرب من ثانوية الشهيد نور الدين زرواق، رصد لها غلاف مالي قدر بـ 240.000.000 دج، و بلغت نسبة إنجازها 75 بالمائة، حيث طالب من ممثل مديرية التجهيزات العمومية بالإسراع في تسليمها في أقرب وقت ممكن، في حين أبلغ من طرف هذا الإطار بأن إدارته ترغب في عزل حصة 12 سكنا من بين الحصة الإجمالية التي عرفت التأخر في الإنجاز بسبب اضطرارية إعادة التقييم المالي، كما أنه بالإمكان تسليم الحصة الباقية قبل جوان 2015 عبر عملية تسريع وتيرة الإنجاز، في حين أبدى الوزير استعداد مصالحه لتوفير الإمكانيات المالية بغية تدارك التأخر في حصة 12 وحدة سكنية، بشرط أن تمنح هذه الشقق لأصحابها، فضلا على أنه يجب أن تكون مريحة وليست للإقامة فقط .
و ذكر مباركي، أن جامعة المدية أمام تحدي التحاق نحو 21 ألف طالب، كما أنها ستكون أمام حتمية استقطاب أكبر الأساتذة عن طريق توفير السكن اللائق، حاثا على تسريع عملية الحصول على الأموال حتى تسلّم هذه السكنات في وقتها، محذرا من مشكلة فتح فضاءات دون دراسة مسبقة من حيث السهر على توفير الطاقم البيداغوجي المؤهل وليس الاقتصار على الأستاذة المؤقتين.
ووافق وزير التعليم العالي على مقترح النائب سمية فرقاني بفتح تخصص في مجال الفلاحة والبيطرة بهذه الجامعة، بالنظر إلى خصوصية هذه الولاية ومحيطها الزراعي و خاصة بجنوبها كون أن المراد هو تكوين أقطاب جامعية بامتياز، متسائلا عن مدى تجسيد مقترح فتح تخصص الحضارة الإسلامية بناء على الرغبة الملحة المطروحة منذ أشهر أمام الوزير الأول عبد المالك سلال.
و شدّد مباركي عند معاينته لمشروع القطب الجامعي ببلدية وزرة على بعد 05 من مقر الولاية على ضرورة الإسراع في تسليم حصة ما بين 2000 إلى 3000 مقعد بيداغوجي في شهر سبتمبر القادم 2015، لتدارك العجز المسجل.
و ألح مباركي على إدخال التقنيات الجديدة الخاصة بالبناء حتى تكون المنجزات ذكية فضلا عن العمل بالمعايير الدولية.
وانتهز وزير التعليم العالي الفرصة ليعاين بعض الشقق بقرب مديرية الخدمات الجامعية الجديدة الموزعة خلال 48 ساعة الأخيرة على قاطني السكنات القصديرية بحي رأس قلوش بالمدية، معتبرا في هذا السياق أن عدد الإقامات المشغلة بهذه الولاية ليس كافيا ولا يستوعب عدد الطلبة المسجلين سنويا ، قائلا: « ربما العام القادم سنتمكن من تدارك العجز» قبل أن يضيف «أن مصالحه واعية بأن هذه الولاية هي بحاجة إلى إقامات أخرى و لاسيما للبنات «.
وأشار ذات المسؤول إلى أن الإقامات الجامعية على المستوى الوطني توفر 650 ألف سرير، غير أن هذه الولاية مطالبة ببذل مجهود أكبر في هذا المجال بمساعدة كل المسؤولين، حتى يتم التخفيف من مشكلة الضغط على الإقامات الجامعية، وحتى يتم توفير المناخ المناسب للطالب المقيم والخارجي من خلال توفير فضاءات الرياضة والثقافة والترفيه لارتباطها الوثيق بالعملية البيداغوجية.
هذا وفيما صرح رئيس جامعة المدية بأن استقرار الأستاذ هو مرهون بمنحه سكنا لائقا ، و أن جامعته تطمح إلى تطوير المجال الفلاحي، كشف مباركي أن قطاع التعليم يشغل 644 أستاذا من بينهم 500 مؤقت.
