تحقيق نقلة نوعية بين البلدين ضمن ما يعرفه العالم من تحوّلات ومخاض عسير
شكّلت زيارة رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو إلى الجزائر فرصة هامة لتعميق التعاون بين البلدين، في إطار رؤية جديدة رسم معالمها قائدا البلدين.
وتأتي الزيارة لتؤكد التوافق بين الهند والجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والقاضية بالعمل على تنويع الشراكات بما يخدم مصالح البلدين.
يرى الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، أن هذه الزيارة، الأولى من نوعها لرئيسة الهند إلى الجزائر، تشكّل نقطةً مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية ما بين البلدين وفرصة للانتقال الى مستوى متقدّم من تعزيز هذه العلاقات الثنائية التي لها أبعادها التاريخية.
تحدّث ميزاب بإسهاب عن الوزن الاقتصادي والمكانة التجارية للهند في منطقة آسيا والعالم، بتحقيقها لنِسب نمو عالية تلامس عتبة 8٪، إلى جانب كونها تُعدُّ خامس أقوى اقتصادات العالم، مكّنها من الانخراط في العديد من التكتّلات الإقليمية والدولية.
وقال المتحدث، إن الهند، التي تحظى بمكانة اقتصادية عالية، هي مرشّحة كذلك لشغل مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، في حال ما إذا تم إصلاح هيئة الأمم المتحدة، وهذا ما تدعمه الجزائر وصرّحت بذلك أكثر من مرة.
وعرّج الخبير في حديثه مسلطا الضوء على المكانة التي تحظى بها الجزائر في أجندة عمل مسؤولي الهند، لما تمتلكه بلادنا من فرص وإمكانات تجعل هذه العلاقات تسير نحو الارتقاء، وهو ما جاء على لسان رئيسة الهند التي أكّدت في مناسبة سابقة على أن العلاقات الثنائية بين البلدين هي علاقات متنامية وتسير في إطار التحسّن والتطوّر وتعزيز مجالات التعاون المختلفة. وكشف ميزاب، بلُغة الأرقام، عن حجم المبادلات التجارية بين البلدين التي تشهد ارتفاعاً في المؤشرات، مذكراً بأهمية جمهورية الهند في الساحة السياسية العالمية كعضو مؤسس لحركة عدم الانحياز، ودورها المحوري في العديد من القضايا المطروحة في الساحة الدولية، وهي وجهات نظر –يواصل القول- مشتركة مع الجزائر تجاه مختلف القضايا المطروحة.
وجدّد الخبير الأمني والاستراتيجي التأكيد على أهمية هذه الزيارة، باعتبارها حدثاً مهمّا يحمل في طياته الكثير من المستجدّات في إطار تعزيز التعاون والشراكة والمشاريع في مجالات مختلفة، وهو ما من شأنه تحقيق نقلة نوعية بالنسبة للبلدين، خاصة في سياق ما يعرفه العالم من تحوّلات ومن مخاض عسير.
وفي معرض حديثه لـ «الشعب»، قال ميزاب إن زيارة رئيسة الهند إلى الجزائر هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأتي في مستهل جولة إفريقية لرئيسة الهند ستشمل موريتانيا ومالاوي، وهو ما يؤكد على أهمية الجزائر في مستوى العلاقات مع الهند، وقرينة تؤكد على أهمية تعزيز البعد الاقتصادي في هذه العلاقات، باعتبار أن الجزائر تشكّل بوابة الهند نحو القارة الإفريقية.
وخلُص المتحدّث إلى اعتبار ما تزخر به الجزائر من ثروات عاملا مهما يؤسس لإمكانية إبرام شراكات في التصنيع بين الجزائر والهند، والتي يمكنها اختصار المسافة والجهد وتمكين الهند من تصدير منتجاتها نحو القارة الإفريقية، وهي حلقة أخرى لمسار طويل شهد تجسيد شراكات في مجال الحديد والصلب، وبالتالي هي معطيات تثمّن حزمة الفُرص المتاحة في إطار تعزيز البعد الاقتصادي، وتمكين الجزائر من لعب دور شريك فاعل في المنطقة ومنطقة عبور السلع الهندية الى إفريقيا.