الاقتصاد الجزائري ورشة مفتوحة والهند يمكنها تقديم الإضافة
قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الدكتور حسام حمزة، إن زيارة رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، إلى الجزائر، تندرج في إطار استراتيجية الجزائر العامة في تنويع الشركاء وهي فرصة أيضا لاستقطاب مستثمرين، خاصة وأن الاقتصاد الجزائري اليوم هو ورشة مفتوحة، تبحث الجزائر فيها عن شركاء حقيقيين، يقدمون قيمة مضافة.
أوضح الدكتور حسام حمزة، في اتصال مع «الشعب»، أن العلاقة بين الجزائر والهند تنتمي إلى خانة الصداقة، ومعروف عن الدولتين توجههما داخل حركة عدم الانحياز، وأيضا نشاطهما ومواقفهما المتوافقة من عديد القضايا الدولية، سيما في فترة الحرب الباردة وما بعدها أيضا. وأضاف، أن هذه الزيارة ترمي إلى ضخ دماء جديدة في العلاقات بين الطرفين بعد فتور خلال سنوات ماضية، والعودة بالعلاقات إلى ما كانت عليه سنوات السبعينيات من القرن الماضي.
التعاون في مجال المعلوماتية
في هذا الصدد، قال الدكتور حسام حمزة، إنه يمكن للهند بما تمتلكه من خبرة ودراية في مجالات مختلفة، على غرار المحروقات والصناعة الصيدلانية، التكنولوجية والميكانيكية، وكذا تفوقها في قطاعات حساسة على غرار المعلوماتية، أن تقدم إضافات معتبرة من خلال استثماراتها في الجزائر، مؤكدا أنه يمكنها أن تقدم الخبرة للجزائر في إطار شراكة بمنطق رابح- رابح، سيما في مجال المعلوماتية يستفيد فيها الطرفان كل مما يقدمه الآخر.
يذكر في هذا السياق، أن الهند تعتبر من الدول الأكثر نموا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تقدر مساهمة هذا القطاع بنحو 13٪ من إجمالي الناتج المحلي، وتسعى إلى بلوغ تريليون دولار بحلول 2025. وفي عام 2023 ساهمت صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند 245 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي، منها 194 مليار دولار مداخيل ناتجة عن تصدير التكنولوجيا.
وبالنظر إلى خبرة الهند، والقفز النوعية التي حققتها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال على مدار ثلاثة عقود، يمكن للجزائر أن تستفيد من هذه الخبرة في شكل استثمارات، خاصة وأنها تولي أهمية خاصة لتطوير القطاع والذي يقع في صلب استراتيجيات وسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ووفقا لآخر تقرير للاتحاد الدولي للاتصالات، أحرزت الجزائر تقدما بـ14 مرتبة في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واحتلت المرتبة 88 من بين 169 دولة عضو في الاتحاد، بعد أن كانت في المرتبة 102.
شركاء في بنك بريكس
يذكر، أن الجزائر والهند عضوان في بنك بريكس، بعد انضمام الجزائر مؤخرا إلى هذه المؤسسة المالية الجديدة، وهذا من شأنه أن يفتح آفاق استثمار كبيرة وشراكات مهمة، خاصة في ظل البرنامج الواعد الذي أطلقه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في كل القطاعات لتطوير الاقتصاد خارج المحروقات، من أجل مضاعفة الناتج المحلي الخام، والارتقاء بالاقتصاد الجزائري ليحتل المرتبة الأولى إفريقيا، خلال السنوات القادمة.