رئيس الجمهورية يستقبل رئيسة الهند بمطار هواري بومدين الدولي

الجزائر- الهند.. صداقة تاريخية ونظرة متجدّدة لتعميق التعاون

حمزة.م

21 طلقة مدفعيـة ترحيبـا بضيفة الجـزائر

استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، رئيسة جمهورية الهند السيدة دروبادي مورمو، التي شرعت، بعد ظهر أمس الأحد، في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم أربعة أيام.
جرت مراسم استقبال رئيسة جمهورية الهند بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة.
واستمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين قبل تحية العلم، ليستعرضا تشكيلة من مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي التي أدت لهما التحية الشرفية. كما تم بالمناسبة إطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيبا بضيفة الجزائر.

بدأت رئيسة الهند روبادي مورمو، زيارة إلى الجزائر، يتطلع من خلالها البلدان إلى تحفيز العلاقات الثنائية في مجالات حيوية كالاقتصاد، التكنولوجيا وعلوم الفضاء. ويجد الطرفان في «الصداقة التقليدية» مرتكزا هاما للارتقاء بالتعاون إلى مستويات جديدة تلبي طموحات الشعبين.
زيارة الدولة التي تؤديها رئيسة الهند إلى الجزائر وتدوم 4 أيام، ستسمح بمناقشة شاملة لكافة الملفات الثنائية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وتملك الجزائر والهند أرضية صلبة للتعاون، حيث تعود علاقة الصداقة إلى جويلية 1962، وتعتبران من أكبر الرموز الدولية في مكافحة الاستعمار ومناهضته، وتتصدران الدول المناضلة من أجل نظام عالمي عادل ضمن إطار عدم الانحياز.
على هذا الأساس، تمثل زيارة رئيسة الهند، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الرئاسي منذ 2001، فرصة سانحة لرسم معالم تعاون وثيق يشمل القطاعات الحيوية، خاصة وأنها تأتي في عهد جديد، تتطلع فيه الجزائر إلى تنويع اقتصادها وبناء قدراتها التصنيعية والتكنولوجية، وشرعت في تنفيذ خطة طموحة لتحقيق ذلك.
وتأتي أيضا، في وقت حققت الجزائر نجاعة واضحة في خطط تنويع شركائها الدوليين، وتحسين مناخ الاستثمار الأجنبي، الذي صار مقرونا باستقرار تشريعي يمتد على 10 سنوات كاملة، مع إحاطته بالحماية القانونية اللازمة.
وتملك الجزائر أرقاما بارزة في اقتصادها الكلي، حيث حققت نسبة نمو بـ4,1٪، وتحتل المرتبة الثالثة ضمن أقوى اقتصادات إفريقيا بناتج إجمالي داخلي خام قدر 272 مليار دولار، وتعكف على إنجاز مشاريع هيكلية ضخمة في قطاع المناجم والسكك الحديدية.
وتملك الجزائر والهند  رصيدا جاهزا في مجال التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري، في عدة قطاعات، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى رقم مبادلات يفوق 1.7 مليار دولار، في الفترة ما بين 2023 و2024، ما يمثل منحنى تصاعديا، بعدما انخفضت إلى حدود 1.3 و1.5 مليار دولار سنتي 2020 و2021 بفعل القيود التي فرضتها جائحة كورونا.
وتشير الأرقام الرسمية، إلى ميل كفة المبادلات التجارية بين البلدين، لصالح الجزائر بصادرات قدرها 885,54 مليون دولار، سنة 2023 بعدما بلغت 1.5 مليار دولار سنة 2022، بينما تقدر واردات الجزائر من الهند بـ848,16 مليون دولار، في الفترة ذاتها.
وتعتبر الهند بالنسبة للجزائر مصدرا لاقتناء عدة مواد، أبرزها الأرز، المنتجات الدوائية، الغرانيت واللحوم، وتصدر نحوها في المقابل الزيوت البترولية، الغاز، الفوسفات، اليوريا وبعض المنتجات الأخرى.
وسطر البلدان تعاونا جد إيجابي، خلال تفشي جائحة كورونا، عبر انسيابية اقتناء الأدوية واللقاحات المضادة للوباء، والمواد الأولية للمنتجات الصيدلانية، بما ساهم في تعزيز استراتيجية التصدي للفيروس.
وتستقطب السوق الجزائرية، حاليا، شركات هندية نشطة في قطاعات البناء، السكك الحديدية والمحروقات، إلى جانب عمليات عصرنة البنوك. ويرتبط البلدان باتفاقيات تعاون في ميادين الإعلام، الدبلوماسية وتكنولوجيات الفضاء.
ومن أبرز الاتفاقيات، تلك الموقعة مع الوكالة الجزائرية للفضاء، سنة 2018، وتم الاتفاق فيما بعد على تعزيز قدرات الوكالة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، مع الشركات الهندية المتخصصة.
وتشكل الزيارة التي تقوم بها رئيسة الهند، محطة لإبراز الإرادة السياسة في الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المذكورة، بما يخدم اقتصاد البلدين ويعزز قدرات تنويعه على أسس الشراكة المفيدة.
وسبق لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن عبر لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في رسالة التهنئة التي بعث بها بمناسبة إعادة انتخابه شهر سبتمبر الماضي، عن «الأهمية الكبرى التي توليها بلاده لتوسيع وتعميق التعاون مع الجزائر بما يخدم المنفعة المشتركة للشعبين».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19594

العدد 19594

الأحد 13 أكتوير 2024
العدد 19593

العدد 19593

السبت 12 أكتوير 2024
العدد 19592

العدد 19592

الخميس 10 أكتوير 2024
العدد 19591

العدد 19591

الأربعاء 09 أكتوير 2024