حفاظـا علـى سلامة الأفراد.. الدكتور كـواش لـ»الشعب»:

الوقاية من الحشرات الناقلة للأمراض.. ضرورية

نضيرة نسيب

يشخّص المختصّون في الصحّة العمومية مشكل انتشار الحشرات الضارّة في هذه الفترة من السنة، ويحذّرون من خطورة انتشار الأوساخ في الأحياء السكنية، خاصّة في وسط المدن التي أصبحت تشكّل بؤرا لمختلف أنواع البعوض «الناموس»، محذّرين من إمكانية نقله للأمراض وكيفية تجنّبها.

تحدّث أخصّائي الصحة العمومية، الدكتور أمحمد كواش، في تدخّلات سابقة، عن عوامل عديدة تؤدّي إلى انتشار الحشرات الضارة بالخصوص البعوض المعروف لدى العامة بـ»الناموس»، وأهمّها انعدام شروط النظافة في المجمّعات السكنية بسبب انتشار النفايات بطريقة غير منظمة وعشوائية وغير مراقبة، من خلال الرمي الفوضوي للقمامة، وعدم احترام الأوقات المحدّدة لجمعها، ممّا يؤدّي إلى تراكمها.
 إضافة إلى ذلك، تشكل البرك المائية ببعض الحدائق العمومية التي لا تخضع لشروط النظافة والتي تتحوّل إلى مكان مناسب لتكاثر البعوض والحشرات الضارّة، ونجد ذلك على مستوى البرك العشوائية التي تنتشر أيضا بصفة كبيرة في الأحياء الفوضوية.

لسعات الحشرات الضارّة.. خطيرة..

ويؤكّد الدكتور كواش على خطورة لسعات البعوض على الصحة العمومية بالنظر لانتشار هذا النوع من الحشرات الضارة في المناطق الملوّثة وغير النظيفة، أين نجد بقايا حيوانية ودم ملوّث تقتات وتتكاثر منه تلك الحشرات التي تهدّد الصحة العمومية، ممّا قد يجعلها ناقلا لمجموعة من الميكروبات عبر لدغ جسم الإنسان، ونسجّل عددا من هذه الحالات الخطيرة التي تتسبب فيها بعض أنواع الناموس، ونذكر منها البعوض الأسود الذي انتشر في السنوات الأخيرة، وتعدّ لدغته خطيرة وقاتلة في بعض الحالات، ويعتبر هذا النوع بمثابة حشرة ضارة بالخصوص لدى فئة الأطفال ولدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء الحساسة، حيث هناك حالات أدّت نتيجة الحساسية الجلدية المفرطة والحادة إلى التهابات جلدية خطيرة نتيجة تعفّنها، ما يستدعى الإسراع في توجيه المصاب إلى المستشفى ووضعه تحت العلاج المكثف بالمضادات الحيوية تجنّبا لتعقّد حالته الصحية.
كما يتسبّب انتشار الناموس في الإصابة بالتوتر والقلق بالخصوص في الفترة المسائية والليلية، حيث يتسبّب في التأثير على راحة الأفراد وحرمانهم من أخذ أقساط الراحة اليومية اللازمة يوميا من خلال تعكير فترات نومهم، ما يؤثر على حالتهم النفسية.

هكذا نتجنّب الأضرار الصحّية

 من أهم الطرق الناجعة للقضاء على هذا المشكل، رشّ المساحات التي تتكاثر فيها الحشرات الضارة بالمبيدات من خلال أيضا القضاء أيضا على هذه الأماكن، لاسيّما تلك المتعلقة بالتجميع العشوائي للقمامات والبرك المائية وتنظيف الأحياء عن طريق الرفع الدوري للنفايات ويجب على المواطنين احترام أوقات رميها وكذلك السهر على الغلق المحكم للأكياس عند رميها تجنّبا لانتشارها في كلّ مكان، ولكي لا تعبث بها الحيوانات المتشرّدة من قطط وكلاب.

توجيهات لتفادي خطر البعوض..

لعلّ أهم التوجيهات التي قدّمها الدكتور كواش، تخصّ الساهرين على الصحة العمومية، وتهدف إلى تفادي انتشار البعوض، إذ يعتبر دور الجماعات المحلية ولجان الأحياء والناشطين في المجتمع المدني، أكثر من ضروري، حيث يتوجّب عليهم السهر على نظافة الأحياء، من خلال رفع النفايات بشكل دوري وتحديد أماكن مخصّصة لرفعها، من خلال وضع صناديق مغلقة مع إزالة القمامات العشوائية وصيانة المجاري المائية وتوجيه المواطنين للحرص على الغلق المحكم لأكياس النفايات.
كما ينصح الأخصائي في الصحة العمومية دوما بالقضاء على الأماكن التي تنتشر فيها الحشرات الضارة مثل الحقول والقيام برشّ المبيدات خارج البيت وليس بداخله، ووضع الستائر على النوافذ من أجل حماية الأطفال الصغار والرضّع ومن الأحسن الابتعاد عن استعمال المبيدات التي توضع على الأجهزة الكهربائية في المنزل، لأنّها تتسبّب في نوع من الحساسية ومشاكل تنفسية وبعض الأمراض السرطانية واحتمالية الإصابة بالعقم أوحتى بعض التشوّهات الجنينية التي يمكن أن تمسّ الأجيال القادمة، لذلك من المهم اللجوء إلى النظافة للأماكن التي يمكن أن يتكاثر فيها الناموس حتى نعمل على المحافظة على الصحة العمومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024