الخطاب الجزائري أمام الهيئات الأممية صريح وبناء وجريئ
سجلت الدبلوماسية الجزائرية حضورا قويا وفاعلا في الدورة التاسعة والسبعين لأشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشاط مجلس الأمن، بحسب كثير من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن الدولي، وهذا من خلال الخطاب الشامل الذي ألقاه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
قالت الباحثة نصيرة يحياوي، إن «الخطاب أشار إلى عدة قضايا سياسية دولية وإقليمية بحاجة إلى معالجة في إطار ميثاق ومبادئ منظمة الأمم المتحدة ولجنة بناء السلام، المطالبة بالتحرك لحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، مع تجديد موقف الجزائر الثابت للمساهمة في بناء السلام وتعزيزه ودعم اللجنة حتى يتسنى لها تلبية تطلعات الجميع، لاسيما في البلدان التي تعاني حاليا من النزاعات، منها اليمن، سوريا، لبنان، جنوب السودان وغيرها من المناطق وأهمية التزام الجميع بالمواثيق الدولية».
واعتبرت يحياوي، أن «نشاط وزير الخارجية ركز على ضرورة تفعيل المؤسسات الدولية، ومنها لجنة بناء السلام وضرورة إعادة توزيع الأدوار بصفة عادلة، خاصة بالنسبة للقارة الإفريقية، التي تطالب بتمثيل دائم في مجلس الأمن، مع التزام الجزائر بالدفاع عن القضايا العربية داخل المجلس بصفتها العضو العربي الوحيد، وتنسيق الجهود مع الجامعة العربية لحل النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة».
وأضافت يحياوي، أن الخطاب الجزائري «كان صريحا وبناء من خلال دعوة مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته التاريخية، الإنسانية والقانونية لوقف العدوان وكل أشكال التقتيل والتنكيل بغزة، مع استمرار التصعيد الخطير بالمنطقة من قبل الكيان الصهيوني، الذي يحظى بنظام خاص من الحماية وعدم المساءلة، ما شجعه على توسيع عدوانه وتمديد دائرة النزاع بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها بعد فتح جبهة جديدة بلبنان».
وختمت يحياوي بالتأكيد على أن «الجزائر بصفتها العضو غير الدائم بمجلس الأمن الدولي، تعمل على حل النزاعات الدولية وتغليب لغة الحوار، والوقوف بقوة ضد الممارسات التي يقوم بها الكيان الصهيوني بمواصلة التعدي على الشرعية الدولية وعدم التزامه بالقرارات الدولية».
