تشهد مختلف قصابات اللحوم بولاية سيدي بلعباس، عزوف العديد من المواطنين هذه الأيام عن اقتناء اللحوم الحمراء، وفى مقدمتها لحم البقر، تخوفا من إصابته بداء الحمى القلاعية، الأمر الذي انعكس سلبا على المبادلات التجارية لهؤلاء الباعة الذين لم يجدوا أمامهم سوى عملية تخزينها وتكديسها في ثلاجات ومبردات قصباتهم، وفي بعض الأحيان غلق أبواب محلاتهم لساعات طويلة في غياب الزبائن.
وفي هذا السياق ارتأت «الشعب» أن تقوم بجولة استطلاعية في مختلف القصابات على مستوي ولاية سيدي بلعباس، من أجل معرفة أسعار اللحوم الحمراء، وكانت مختلف القصابات التي تعدّ قبلة العديد من المواطنين أول وجهة لنا. وقد كان أصحابها ومن أجل استقطاب الزبائن يعلقون العديد من اللافتات التي كتب عليها السعر حتى يشاهدها الزبون من بعيد، وما كتب مثلا لحم بقري «هبرة» ب 500 دج للكيلو غرام الواحد، والكبدة بقري ب 700 دج للكلغ، في حين وصلت الدوارة بقري إلى 100 دج، ولكن ورغم أن الأسعار كانت بأثمان منخفضة نوعا ما إلا أننا لاحظنا أن إقبال المواطنين على القصابات كان منعدما. فسألنا صاحب القصابة عن عزوف المستهلك وخلو المحل من الزبائن فأجابنا أن الحمى القلاعية أدت إلى عزوف الناس عن اللحم بشتى أنواعه تقريبا ولهذا فالقصابة خاوية على عروشها.
وأضاف سي السعيد صاحب محل للحوم بأنواعها ل «الشعب» أنه ومنذ ما يقارب 20 يوما وبعد ظهور الحمى القلاعية في العديد من الولايات الجزائرية والتي خسر فيها الموالون العديد من رؤوس الأبقار، ونظرا لتغطيات مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، والتي تناولت هذا الداء الذي أصاب الأبقار، فقد عزف الكثير من المواطنين عن اقتناء اللحم بمختلف أنواعه، وذلك بسبب التخوف من انتقال العدوى إلى الإنسان، مؤكدا لنا في هذا السياق أن زبائنه قلّوا مقارنة بالأشهر الفارطة نتيجة انتشار هذا الوباء في بعض الولايات المجاورة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وعزوف المواطنين.
وفي إحدى القصابات وجدنا أحد المواطنين يقوم بشراء بعض اللحوم، وعند سؤالنا له حول الحمى القلاعية التي أصابت البقر، قال إن تناول اللحوم من الضروريات التي يتغذى عليها نظرا لما تحتويه من بروتينات تفيد الجسم كثيرا، ورغم أن هذه الأخيرة تعرف عزوف البعض عنها إلا أنه لا يمكنه الاستغناء عنها ولا يستطيع أن يغيّبها عن طاولته.
ومن جهة أخرى عبر الشارع العباسي الذي اقتربنا منه حول هذا الموضوع، تخوفه الكبير من انتقال هذا الوباء إلى الماشية، ولاسيما أن عيد الأضحى بات قريبا جدا، حسبما صرح به عديد المواطنين.
