الاحتفالات الرسمية المخلدة ليوم المجاهد بسكيكدة

الرصيد الثوري والمقوّمات الدينية كفيلان بدحر الأفكار الهدامة

سكيكدة: خالد العيفة

ميّزت الإحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد المصادف لـ 20 أوت، والتي احتضنتها ولاية سكيكدة هذه السنة، رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعنوان «وذكر، إن الذكرى تنفع المؤمنين..»، والتي تلاها المستشار برئاسة الجمهورية محمد بوغازي، في حفل حضره إلى جانب وزير المجاهدين الطيب زيتوني، والأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو، وفد من المملكة المغربية يمثل قدماء المقاومين المغاربة، وممثلين عن جيش التحرير المغربي.

وعرّج رئيس الجمهورية في رسالته، على مسار هذه الانتفاضة المباركة، و تطرّق إلى فكرة تنظيمها والمغزى من اختيار تاريخ العمليات الهجومية على مواقع العدو في وضح النهار، لتبديد الشكوك، وتكذيب ما يثار بخصوص قوة الثورة التحريرية وتجذرها في الوسط الشعبي، الذي احتضنها بكل قوة»، وأضافت الرسالة»  لهذه الانتفاضة تأثيرات متعددة على مسار الثورة وذلك بفك الحصار على الثورة في العديد من الجهات، على غرار منطقة الأوراس وغيرها، وفك الحصار على العاهل المغربي وعائلته بمدغشقر، وأصبحت القوة الاستعمارية تبحث عن الحلول السياسية بدلا من الغطرسة العسكرية، أما الحدث الثاني وهو انعقاد مؤتمر الصومام، الذي جاء لتقويم مسار الثورة وتنظيمها ببناء مؤسسات لبلوغ مرحلة النضج، وتحقيق الاستقلال»، و»استنكر العدوان الهمجي على أبناء غزة مؤكدا على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لوقف تقتيل الأبرياء، وتقديم الدعم المالي والعيني لنجدة الشعب الفلسطيني».
كما اعتبرت الرسالة التي قرئت على مسامع المشاركين باحتفالية يوم المجاهد، الرصيد الثوري والمقومات الدينية المشتركة، كفيلة بدحر الأفكار الهدامة، وإبعاد شبح الأزمات المفتعلة لتقويض مقومات الدول».
وقد أدلى الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بكلمة، أبرز فيها الكفاح المشترك بين الجزائر والمغرب، ورمزية هجمات 20 أوت 55، التي نظمت تزامنا مع ذكرى نفي الملك محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر، وهذه الالتفاتة التي عززت الروابط  بين الشعبين الجزائري والمغربي، في العديد من المحطات التاريخية، كما أسهب في ذكر مدلولات هذه الهجمات المباركة، وربطها بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة الأبي.
واعتبر عبادو، العدوان الإسرائيلي محرقة في حق أبناء غزة، وعبر بكل حزم عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له أبناء غزة من إبادة منظمة».
وقد عرفت الاحتفالات المخلدة ليوم الجاهد بولاية سكيكدة، حضور وفد مغربي للمشاركة بهده التظاهرة وإحياء هجمات 20 أوت 55، التي جاءت متزامنة مع ذكرى نفي الملك محمد الخامس، وهذه المشاركة لإبراز تضامن الثورة التحريرية مع جيرانها في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، حيث شارك مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة الوطنية المغربية، وأعضاء من المجلس الوطني على غرار صالح بن عسو، بنحمو الكبيري، محمد السعيد ارجاو رئيس المجلس الوطني.
وقد اعتبر مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين بالمغرب، ذكرى 20 أوت 55، محطة تاريخية مشتركة بين الشعب الجزائري والمغربي، مؤكدا على الاعتزاز والافتخار بأمجاد هذا الكفاح، موضحا أن هذه الذكرى تعتبر عند المغاربة ذكرى ثورة الملك والشعب، وذكرى سقوط أزيد من ٧٠٠ شهيد بواد زم، و أن هذه المحطات التاريخية جمعت بين شعوب المنطقة المغاربية، من تونس، الجزائر، المغرب»، مبرزا «أن النضال المشترك لم يكن وليد الأمس القريب، بل يمتد عبر محطات أكثر عمقا في أغوار التاريخ»، ذاكرا بمحطة تأسيس نجم شمال إفريقيا خلال سنة 1923 الذي أسس لعمل سياسي ونضالي مشترك، وضم خيرة شباب المنطقة ، لنشر الأفكار وترسيخ المبادئ الوطنية، وزرعها في نفوس الأجيال.
وأضاف الكثيري «أن التاريخ هو عماد وقوام لكل عمل مشترك من أجل بناء اتحاد مغاربي قوي متماسك ومتعاون في خدمة هذه الشعوب بهده المنطقة، معرجا على معلم باخرة دينا الذي دشّن خلال السنة الماضية بإقليم الناظور، هذه الباخرة التي زودت الثورة التحريرية بالأسلحة»، وأوضح المنسق المغربي» أنه من بين الدلائل هي عودة الروح للذاكرة التاريخية المشتركة، والنضال الذي جمع الأشقاء، لتوحيد الصفوف والتمكن من تحقيق الانتصارات».
كما دعا رئيس الوفد المغربي إلى مواصلة الكتابة والبحث في مجال التاريخ المشترك، من قبل الباحثين والمؤرخين وتبادل الدراسات والبحوث، التي ستغني الثقافة التاريخية، وإبراز الجوانب المضيئة من الذاكرة المشتركة».
للإشارة، الندوة التاريخية المنظمة بقصر الثقافة والفنون وسط مدينة سكيكدة، احتفالا بالذكرى المزدوجة لهجومات 20 أوت 55، ومؤتمر الصومام، برعاية رئاسة الجمهورية، تداول على منصتها الدكتور زغيدي محمد الحسن بمحاضرة بعنوان «هجمات 20 أوت 55»، والأستاذ يوسف مناصرية بمحاضرة تكشف جوانب «مؤتمر الصومام 56»، وهذا بحضور كل الفعاليات الوطنية، وحضور عضو مجموعة 22 التاريخية، بن عودة عمار، والأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري، ومدير مركز الأرشيف الوطني.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024