تشجيع الصيرفة الإسلامية باعتبارها وسيلة ناجعة لتمويل المشاريع
استهل مرشح حركة مجتمع السلم “حمس” عبد العالي حساني شريف، خطابه في التجمع الشعبي الذي نظمه بمدينة الأغواط، في اليوم الخامس من الحملة الانتخابية، بالتأكيد على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تمثل محطة حاسمة في تاريخ الجزائر، مشددًا على ضرورة فهم السياق التاريخي والظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
أوضح مرشح “حمس”، أن الجزائر بمواقفها الثابتة والمستقلة، مازالت تُقلق التحالفات الصهيونية والغربية التي تسعى للسيطرة على مقدرات الشعوب الإسلامية والعربية، وأشار إلى أن هذه التحالفات تسعى إلى إضعاف الدول التي تتمسك بمواقفها المستقلة.
أكد حساني في حديثه، أن الانتخابات تسفر عن رئيس شرعي يتمتع بدعم شعبي واسع، مشددا على أن المشاركة القوية في هذه الانتخابات هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها الجزائر، داعيًا الشعب الجزائري إلى الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع. وأكد أن حماية البلاد واستقرارها ليست مسؤولية الجيش الوطني الشعبي وحده، بل هي مسؤولية جماعية، تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الشعب والجيش والسلطة.
انتقل حساني في خطابه للحديث عن ولاية الأغواط، مبرزًا أهمية برمجة مشاريع تنموية بها، لاسيما أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية، مثل حاسي الرمل، أحد أكبر حقول الغاز في الجزائر والعالم.
كما أشار إلى الثروة المائية الكبيرة التي تمتلكها الولاية، متمثلة في الحوض المائي الجوفي بين الأغواط وغرداية. وأكد أن الأغواط، بوصفها بوابة الصحراء وتربط بين الشمال والجنوب، تمتلك موقعًا استراتيجيًا مهما يجب استثماره لتعزيز التنمية الشاملة في المنطقة.
كما أشار حساني شريف، إلى القدرات الهائلة التي تمتلكها الأغواط في مجال إنتاج الكهرباء، حيث تحتضن الولاية محطات لإنتاج الكهرباء قادرة على تمويل إفريقيا بأكملها بالطاقة الكهربائية، بل وحتى تصديرها إلى أوروبا. وأكد على ضرورة استغلال كافة مصادر الطاقة المتاحة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، لتحقيق استقلالية الطاقة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
خطـة جهنميــة
على صعيد آخر، حذر حساني من المخططات الغربية القديمة والحديثة والتي من ورائها دول معروفة التي تستهدف الاستيلاء على الصحراء الكبرى، بما في ذلك صحرائنا، مشيرًا إلى أن هذه المخططات تروج لمصطلحات، مثل “البحار الرملية” التي تهدف إلى اعتبار الصحاري مناطق دولية غير خاضعة لأي دولة، مما يفتح الباب أمام قوى خارجية لاستغلال هذه المناطق واعتبار هذه الصحارى الخالية من السكان مثل المحيطات وأعالي البحار الخاضعة للقانون الدولي ولا تخضع لسيادة أي دولة.
وأكد أن برنامج “فرصة”، يتضمن خططًا لمواجهة هذه التحديات عبر تعزيز التواجد السكاني والتغطية الأمنية في المناطق الصحراوية من خلال نظرة جديدة للإقليم، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع تنموية واستثمارية تساهم في ملء هذه المساحات الشاسعة بالسكان والنشاط الاقتصادي.
من جهة أخرى، ركز حساني على أهمية بناء الإنسان كعنصر أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وهو الموضوع الذي تطرق له في مختلف تجمعاته الشعبية. وأشار إلى أن الحكومات المتعاقبة في الجزائر، قد حققت إنجازات ملموسة في بناء البنية التحتية، من طرق وجامعات ومستشفيات، لكن الرهان هو بناء الإنسان الجزائري كركيزة أساسية للتنمية.
وأكد أن برنامج “فرصة” يضع بناء الإنسان في صدارة أولوياته، من خلال تعزيز القيم والثقافة والتعليم، بدءًا من الطور الابتدائي وصولاً إلى التعليم العالي.
في سياق متصل، شدد حساني على أن معركة الهوية في الجزائر قد حُسمت منذ زمن بعيد، مستشهداً بكلمات العلامة إبن باديس: “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب”. وأكد أن الجزائر تحتضن تنوعها الثقافي الذي يشمل المكونات الأمازيغية والعربية، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية هي الأساس في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، وأن الهوية الإسلامية هي هوية جامعة بين مختلف مكونات الشعب الجزائري.
اقتصــاد تكافلـي
كما طرح حساني شريف رؤيته الاقتصادية التي ترتكز على مبدإ الاقتصاد الحر التكافلي، والذي يضمن توزيعًا عادلًا للثروة والتنمية بين مختلف مناطق الوطن. وأكد أن العدالة الاجتماعية تتطلب عدالة في توزيع الثروة.
وفي إطار معالجة قضية البطالة، أكد حساني أنه يسعى، في حال فوزه بالانتخابات، إلى تحويل منحة البطالة الحالية إلى منحة إدماج اقتصادي، تهدف إلى توفير فرص عمل حقيقية للشباب الجزائري. وأوضح أن هذه الخطة تشمل دمج الشباب العاطلين عن العمل في مؤسسات اقتصادية وإنتاجية، مما يسهم في تقليل نسبة البطالة وتحقيق التنمية المنشودة.
بنـك للزكـاة
في الجانب المالي، أكد حساني أن برنامجه الانتخابي يتضمن دعم وتشجيع الصيرفة الإسلامية، باعتبارها وسيلة لتمويل المشاريع دون اللجوء إلى الربا، ما يشجع الشباب على الاستثمار. وأشار إلى نيته تحويل صندوق الزكاة إلى بنك للزكاة، مما سيمكن الجزائر من دخول أسواق مالية جديدة وتوفير تمويلات لمشاريع تنموية.
كما أكد أن هذا البنك سيسهم في تقديم منح للفئات الهشة والمعوزة في المجتمع، بما في ذلك النساء الماكثات في البيت والنساء الأرامل والمطلقات اللاتي لا يمتلكن دخلاً.
منحــة للمـرأة
أوضح حساني كذلك، أن برنامجه الانتخابي يولي اهتمامًا خاصا للمرأة الماكثة بالبيت، من خلال تخصيص منحة خاصة لهذه الفئة من النساء، بما في ذلك النساء المعوزات والأرامل والمطلقات اللواتي لا يمتلكن عائلًا. وأكد أن هذه المنحة تهدف إلى دعم هذه الفئات وتوفير حياة كريمة لهن، ضمن إطار أوسع لدعم الفئات الهشة في المجتمع.
واختتم حساني شريف عبد العالي خطابه، بدعوة الشعب الجزائري إلى التلاحم والمشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة تتطلب وحدة الصفوف وتعزيز الثقة بين الشعب والسلطة والجيش، مشددًا على أن المشاركة القوية في الانتخابات هي السبيل لضمان استقرار البلاد وحماية سيادتها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.