ركّز المترشّحون لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل في خطاباتهم خلال رابع يوم من الحملة الانتخابية، على إبراز الأهمية التي يكتسيها هذا الاستحقاق الانتخابي في تمتين الجبهة الداخلية.
دعا مترشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في تجمع شعبي نشطه بمدينة مليانة (ولاية عين الدفلى)، الجزائريين الى المشاركة الواسعة لاختيار رئيسهم، مبرزا أهمية هذا الاستحقاق، بالنظر الى “السياق والظروف التي يجري فيها”.
وأشار أوشيش إلى أن مشاركته في هذه الرئاسيات تأتي “تلبية لنداء الوطن”، حيث كان حزبه - مثلما قال - “وعلى غرار العديد من المحطات، سباقا في الدفاع عنه”، انطلاقا من أنه “لا يوجد أغلى من السيادة والوحدة الوطنيتين”.
وبعد أن ذكر بسعي حزبه إلى “تحقيق التغيير السلمي والتدريجي”، توجه المترشح مجددا إلى الناخبين الذين دعاهم إلى “عدم الانصياع للخطابات المحبطة التي تغذيها بعض الدوائر المشبوهة”.
كما أكّد أوشيش، في معرض حديثه عن فحوى برنامجه الانتخابي، على أن “تعزيز الوحدة الوطنية متوقف على تحصين الجبهة الداخلية عبر التكفل بانشغالات المواطنين، ومنحهم فرصة المساهمة في تسيير شؤون بلادهم”.
ولدى حلوله بولاية قسنطينة، أكّد المترشح الحر عبد المجيد تبون أن “حرمة التراب الوطني اليوم مصانة بفضل قوة الجيش الوطني الشعبي”، مبرزا في سياق ذي صلة، ضرورة “الحفاظ على رسالة شهداء ثورة نوفمبر المجيدة”، كما دعا الشعب الجزائري إلى “المشاركة والتوجه بقوة الى مراكز الاقتراع يوم 7 سبتمبر القادم”.
وخلال تجمّع شعبي بقاعة “الزينيت”، تعهّد عبد المجيد تبون بإنجاز “مليوني وحدة سكنية من مختلف الصيغ، لاسيما السكن الريفي والاجتماعي”، إلى جانب إعادة النظر في “التقسيم الاداري للبلاد ومراجعة قانوني البلدية والولاية لتمكين المنتخبين المحليين من ممارسة صلاحياتهم” بشكل أفضل.
والتزم في حال ما جدّد الشعب الجزائري ثقته فيه يوم الاقتراع، بزيارة كافة الولايات والعمل على تنميتها وتطويرها، مؤكدا أيضا بأنه سيعمل على مواصلة “تعزيز التغطية الصحية عبر كافة الولايات مع تجسيد الانطلاقة الحقيقية لمشروع المستشفى الجامعي بقسنطينة”.
من جهة أخرى، التزم عبد المجيد تبون بتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين من خلال عدة إجراءات من بينها “تسقيف الاسعار ومكافحة المضاربة والتضخم ومواصلة رفع أجور العمال”.
وفي الشق الاقتصادي الذي شكّل حيزا كبيرا من خطابه، قال المترشح الحر عبد المجيد تبون بأنه سيجعل من الفترة الرئاسية المقبلة “عهدة اقتصادية بامتياز”، اعتمادا على جملة من الإجراءات، كالحد من استيراد بعض المواد الاستهلاكية، على غرار القمح الصلب والشعير والذرة، علاوة على استغلال منجم غارا جبيلات للحديد ورفع مداخيل البلاد من العملة الصعبة.
ولفت عبد المجيد تبون إلى أن نسبة نمو الاقتصاد الوطني بلغت 4.2 بالمائة، وهذا “باعتراف مؤسسات وهيئات دولية”، مثلما قال، وهو ما تحقق “بفضل الوعي والنزاهة والحفاظ على المال العام”، مذكرا بأن الجزائر تمكنت خلال السنوات الأخيرة من “استرجاع ممتلكات شعبها المسلوبة، من بينها 51 مصنعا وفندق 5 نجوم بإسبانيا”، الى جانب إصدار “إنابات قضائية لـ 32 دولة من أجل استرجاع أموال في 755 حساب بنكي بالخارج”.
أما فيما يتعلق بالسياسية الخارجية، فقد ذكر المترشح الحر بأن الجزائر تعمل على “تحقيق الاستقرار في المنطقة وهي تتعامل مع شركائها الدوليين ولن تتخلى عن التزاماتها مهما كانت الظروف”، مجددا التأكيد على “وقوفها الى جانب الشعوب المضطهدة وعدم التخلي عن دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية العادلتين”. وتعهّد عبد المجيد تبون أيضا بعدم التخلي عن لبنان.
وفي ذات الإطار، نظمت التنسيقية الولائية للجزائر العاصمة لمديرية الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد المجيد تبون أول نشاط جواري لها، دعت فيه إلى المشاركة الواسعة في الاستحقاق الرئاسي المقبل والالتفاف حول مترشحها.
أمّا مرشح حركة مجتمع السلم، حساني شريف عبد العالي، فقد شدّد أمام مواطني ولاية ميلة على أن “التغيير يتحقق بالتعبير عن الإرادة” وهو ما يستدعي - كما لفت إليه - “التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم، ومنحه الشرعية اللازمة لتسيير البلاد خلال هذه المرحلة الحاسمة”.
كما سجّل، في سياق ذي صلة، التزامه، في حال فوزه بالانتخابات، بالعمل على “توفير كل الظروف لتشجيع الشباب على الاستثمار في القطاع الفلاحي وإنشاء مؤسساتهم الخاصة”، مشيرا إلى أن برنامجه الانتخابي يسعى إلى “بناء اقتصاد متنوع وقوي عبر استغلال الثروات التي تزخر بها مختلف ولايات الوطن”، وتعهد المترشح ي الإطار ذاته بـ “محاربة الفساد والبيروقراطية وتحقيق استغلال أمثل للثروات الكبيرة التي تزخر بها بلادنا، مع إشراك الجيل الجديد في تسيير شؤون البلاد”.
وفي نشاط جواري آخر، توقّف حساني شريف مجددا عند الإمكانيات التي تزخر بها الولاية، والتي ‘’تؤهلها للمساهمة في التنمية، عبر العديد من المشاريع التي من شأنها تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إلا أنها لا تزال تعاني من عدة نقائص تحتاج إلى حلول مستعجلة تلبي احتياجات المواطنين وترتقي إلى مستوى طموحاتهم”.
وعرج، بالمناسبة، على شريحة الشباب التي “تحظى بأهمية كبرى” في برنامجه الذي يسعى إلى “توفير الهياكل اللازمة لاحتواء هذه الفئة وحمايتها من الآفات الاجتماعية، مع توفير مناصب الشغل لها عبر بعث المشاريع في جميع الولايات وفق مبدأ العدالة في توزيع الثروة وتكافؤ الفرص، بعيدا عن الجهوية والبيروقراطية”.
وعلى صعيد آخر، أكّد مترشح حركة مجتمع السلم أنّ “الجزائر ستظل داعمة للقضيتين الفلسطينية والصحراوية والقضايا العادلة في العالم”، ما يستوجب من الناخبين المشاركة في هذه الانتخابات والالتفاف حول الرئيس المنتخب حتى تبقى قوية وتؤدي دورها كما ينبغي”.