أكّد الوزير الأول نذير العرباوي الاثنين بقصر الحكومة، على الأهمية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، لتطوير العلاقات الثنائية مع جمهورية النيجر الشقيقة، منوّها بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”، حسب ذات البيان.
أشار الوزير الأول في محادثات مع الوزير الأول وزير الاقتصاد والمالية لجمهورية النيجر علي محمد لمين زين، الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر، إلى التعاون الثنائي الذي يطمح البلَدان إلى الارتقاء به إلى مراتب أفضل في إطار الآليات الثنائية ومن خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، من أجل تنفيذ برامج التعاون القائمة واستكمال المشاريع التنموية المشتركة.
من جهته، أشار الوزير الأول النيجري إلى أنّ زيارته إلى الجزائر رفقة وفد وزاري هام “تكتسي أهمية بالغة، معربا عن اعتزازه بتواجده بالجزائر، التي كان لها دوما دور حاسم في مرافقة بلاده في جهودها التنموية، ومواقف إيجابية تجاه جمهورية النيجر، لاسيما في أصعب المراحل التي مرت بها، معربا على وجه الخصوص عن شكره وتقديره البالغ لموقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، الرافض لأيّ تدخّل عسكري بالنيجر”.
وأفاد البيان أنّ علي محمد لمين زين “أعرب أيضا عن تمسّك بلاده قيادة وحكومة وشعبا بالشراكة والتعاون مع الجزائر التي تربطها معها علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار، وتطلعها إلى المضيّ قدما في تعزيز التعاون الثنائي بما يسهم في مرافقة جمهورية النيجر في مساعيها الرامية إلى تعزيز السيادة الوطنية على ثرواتها، وتحقيق أهداف الاستقرار والتنمية، ومواجهة التحديات المشتركة التي تعرفها المنطقة، مؤكّدا في الوقت ذاته على أهمية المشاريع الهيكلية المشتركة بالإضافة إلى تلك التي خصّصتها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون”.
تعزيـز التعــاون فـي 3 قطاعــات
أجرى وزيرا الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، والتجارة وترقية الصادرات، لخضر رخروخ والطيب زيتوني، مباحثات مع وزيري النيجري للتجهيز والنقل والتجارة والصناعة، ساليسومهمان ساليسو، وسيدوأسمان، حول سبل تعزيز آليات التعاون الثنائي في ثلاثة قطاعات.
وبالمناسبة، قدّم رخروخ توضيحات تتعلّق بالوسائل والإمكانات التي تتوفر عليها الجزائر من حيث مؤسّسات الإنجاز والمخابر ومكاتب الدراسات، مشيراً إلى التجربة الوطنية المكتسبة في مجال إنجاز وتطوير المنشآت القاعدية لاسيما الطرقات، الموانئ والسكك الحديدية.
في السياق ذاته، تطرّق رخروخ إلى خبرة وسائل الإنجاز الوطنية ومساهمتها في إنجاز مشاريع تطوير شبكات الطرقات وامتدادها إلى البلدان الافريقية، ومنها الطريق العابر للصحراء الذي يعتبر “مشروعا استراتيجيا مشتركا سيساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول التي يعبرها ومنها النيجر”.
وأشار إلى أهمية تسريع إنشاء رواق اقتصادي الذي هوثمرة تثمين مشروع الطريق العابر للصحراء، وذلك في سبيل تطوير المبادلات التجارية، كما أكّد الوزير، استعداد الجزائر لمواصلة العمل على تقوية الشراكة بين المؤسّسات الجزائرية والنيجرية في مجال الأشغال العمومية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والتكوين لتجسيد مشاريع مشتركة في مجال إنجاز الطرقات مع إيلاء الأهمية لديمومتها من خلال برمجة عمليات للصيانة.
من جانبه، أشاد وزير التجهيز والنقل النيجري بالتجربة الجزائرية في مجال إنجاز الهياكل القاعدية، مؤكّداً أهمية مواصلة العمل والتنسيق بين البلدين في سبيل تطوير الشراكة الثنائية والاستثمار في قطاع الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية.
من جانبه، استقبل وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، الاثنين بالعاصمة، وزير التجارة والصناعة لجمهورية النيجر، سيدوأسمان، وتباحث معه حول سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وفي تصريحات صحفية، أكّد أهمية المباحثات التي أجراها مع نظيره النيجري والتي أبدى من خلالها الطرفان عزمهما على تنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية وبعث المشاريع المشتركة، تنفيذا، من الجانب الجزائري، لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون.
وفي هذا السياق، لفت الوزير إلى الشراكات الاقتصادية والتظاهرات التجارية بين البلدين، على غرار معرض “الأسيهار” الذي يقام سنويا في تمنراست، ومشروع منطقة التجارة الحرة بين الجزائر والنيجر، في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية “زليكاف”.
وبحسب زيتوني، جرى التطرق إلى المسائل المتعلقة بـنقل بعض السلع عبر التراب الجزائري، الطريق العابر للصحراء، ومشروع نقل الغاز من نيجيريا مرورا بالنيجر والجزائر”.
بدوره، صرح وزير التجارة والصناعة لدولة النيجر أنّ هذه الزيارة إلى الجزائر جاءت للتأكيد على العلاقة المتينة والمتجذرة التي تربط النيجر والجزائر”.
وأشار إلى المباحثات التي جمعته بزيتوني وارتكزت على النشاطات التي تصبّ في سبيل تحقيق التنمية، كما عبّر عن “شكره لوجود اهتمام خاص من الشعب الجزائري تجاه النيجر”، مقدّماً شكره أيضاً “للسلطات العليا للجزائر” على كلّ ما تقوم به وتواصل القيام به لبلدان المنطقة.