مدير مركز جـي.إس.إم للأبحاث والدراسات.. آصف ملحم لـ “الشعب”:

الجزائر.. دور محـوري في استقرار النيجر والساحل الإفريقي

سفيان حشيفة

أكد مدير مركز “جي.إس.إم” للأبحاث والدراسات بموسكو، الدكتور آصف ملحم، أن زيارة الوزير الأول النيجري علي محمد لمين زين للجزائر، تكتسي أهمية خاصة؛ كونها أتت في ظروف معقدة من الاضطرابات الأمنية بالقارة الأفريقية، ونظراً للصراعات والتحولات الدولية، سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقية.

قال الدكتور آصف ملحم، في اتصال مع “الشعب”، إن مجالات التعاون بين جمهوريتي الجزائر والنيجر متعددة الجوانب، حيث تُمثِّل زيارة الوزير الأول النيجري عنصراً هاماً في مسار طويل نحو التقدم والازدهار في إفريقيا، وهي دليل على محورية دور الجزائر في استقرار نيامي والساحل الإفريقي، والقارة السمراء عموماً.
وتابع آصف يقول، إن الجزائر رفضت أيّ تدخل عسكري في النيجر من قبل المجموعة الاقتصادية “إيكواس”، بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد بازوم في عام 2023، انطلاقا من رؤيتها الواضحة والمبدئية بأن التدخل الخارجي تحت أي ذريعة أو مسمى في شؤون الدول الأخرى، سيكون عاملاً مزعزعا للاستقرار، وذلك ما أكّده رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة أثناء لقائه وزير دفاع النيجر الفريق ساليفو مودي، الذي رافق الوزير الأول زين أثناء الزيارة.
ووفقا لمحدثنا، فإن جمهورية النيجر تستطيع الاستفادة من خبرة الجزائر في مجال استكشاف واستخراج حوامل الطاقة والثروات المعدنية، إذ يوجد فيها احتياطات كبيرة من اليورانيوم والذهب والفحم والفوسفات والحديد، كما أنها تحتل المرتبة السابعة عالمياً في إنتاج اليورانيوم، وتساهم بـ17٪ من احتياجات فرنسا منه.
وقد رافق وزير الاتصال والبريد والاقتصاد الرقمي سيدي محمد راليو، وفد الوزير الأول وزير الاقتصاد والمالية النيجري، والتقى وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية الجزائري كريم بيبي تريكي، واتفق الطرفان على مشروع الوصلة المحورية للألياف البصرية العابر للصحراء، الذي يسمح بربط النيجر بالشبكة الدولية للاتصالات انطلاقاً من الجزائر، مما سيعزز التكامل والاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الإفريقية، مثلما أضاف الباحث.
وعلاوة على ما سبق، حصلت لقاءات ومباحثات بين وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون ووزير الصناعة والتجارة النيجري صايدو عصمان، تمخّض عنها تفاهمات حول تعزيز الشراكة في مختلف القطاعات الصناعية.
وقبل حلول الوزير الأول النيجري محمد لمين زين بالجزائر، زار وزير الطاقة والمناجم الجزائري السيد محمد عرقاب، نيامي في 7 أوت الجاري، وتمّ الاتفاق على بناء خط الغاز الإفريقي بين نيجيريا وأوروبا مروراً بالنيجر والجزائر، وجرى خلالها مباحثات بين الشركة الجزائرية سوناطراك والنيجرية Sonidep S. A للتنقيب عن حوامل الطاقة واستخراجها، وهو ما سينعكس إيجابا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين الجارين، بحسب قوله.
الوضع في ليبيا غير مستقر، وهو بلد جار للجزائر والنيجر، في حين يعيش السودان حالة من الحرب الأهلية تركت آثاراً واضحة على إفريقيا، بالإضافة إلى التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها دول النيجر ومالي وبوركينافاسو، في السنوات الأخيرة، مع معاناة كثير من الدول الإفريقية من خطر الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، الأمر الذي يستدعي تكثيف التنسيق الأمني والعسكري بين مختلف بلدان القارة، وتعزيز التعاون بين الجزائر ونيامي للمساهمة في استقرار المنطقة، يختم مدير مركز “جي.إس.إم” للأبحاث والدراسات بموسكو الدكتور آصف ملحم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024