شكّل دور المجتمع المدني في العمليات التحسيسية والتثقيف الانتخابي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، محور لقاء تشاركي ضم مختلف مكوّنات المجتمع المدني بولاية تندوف، بحضور رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نورالدين بن براهم والسلطات المحلية مدنية وعسكرية ومنتخبين.
واكد المتحدث أن الانتخابات الرئاسية بمفهومها المؤسساتي وبمفهومها الشعبي وبموعدها السياسي، «هي انتخابات دولة تعتبر في وزنها ثقيلة جداً من حيث الاستقرار والأمن والسلم، وما يتطلّع إليه الجزائريون والجزائريات».
استهل رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نورالدين بن براهم كلمته بالتأكيد على أن ما تعرّضت له البطلة إيمان خليف ليست قضية رياضية فحسب، بل هي قضية أعمق من ذلك ولها خلفيات ثقافية وسياسية في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لأن تكون قطباً اقتصادياً صاعداً في إفريقيا والضفة الجنوبية للبحر المتوسط.وأشار إلى أن نزول مستوى النقاشات لدى بعض النخب على مستوى العالم سواء السياسية أو الرياضية وتعرّضهم لإيمان خليف بحملة شعواء جاءت بمفعول عكسي، هو دليل على أن القضية أكبر من مجرد منافسة رياضية، مشيداً بتضامن الجزائريين مع قضية إيمان ووقوفهم الى جانبها الى غاية التتويج بالذهب.
واصل بن براهم قوله إن الدولة الجزائرية وانطلاقاً من مواقفها الثابتة في دعم المستضعفين والوقوف من أجل تطبيق مبدإ حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، لا تزال تؤكد على أحقية الشعب الصحراوي في نيل الحرية والاستقلال على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مؤكداً بأن الجزائر بلد سِلم وحسن جوار ومحبة وتعاون، وبأن التضامن مع الشعب الصحراوي يأتي من عمق مبادئ أول نوفمبر ومن عمق مقاصد الثورة التحريرية التي لم تتوقف عند حدود الجزائر بل امتدت مثالاً ورمزاً لكل شعوب العالم التي تعاني من الاستعمار.
كشف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نورالدين بن براهم عن إطلاق المرصد لشبكة تُعنى بحسن الجوار والحوار الجزائري الإفريقي، والتي تواصل عملها بالتعاون مع 44 دولة إفريقية.وقال إن هذه المبادرة تتطوّر يوماً بعد يوم من خلال إطلاق الجامعة الإفريقية للشباب، والتركيز على موضوعات متخصّصة على غرار البيئة، السلم، الأمن، الجانب الاقتصادي، والديناميكية التي يقوم بها الشباب على مستوى إفريقيا، مؤكداً في ذات الوقت بأن «مناطقنا الحدودية تمتلك هذا المكتسب الطبيعي والجغرافي الذي لديه تأثير اجتماعي وثقافي كبير على كامل المنطقة».
وتابع رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني قوله بأن القارة الافريقية تعيش حالة من التوتر في ظل الكثير من المعطيات السلبية في شتى المجالات، داعياً الى البحث عن الأمور الايجابية التي تعمل الجزائر على تعميمها وغرسها، لأن استقرار وأمن ونجاح إفريقيا من استقرار وأمن ونجاح الجزائر.وأضاف بن براهم قائلاً إن الجزائر تعمل على تعزيز كل هذه المبادرات عن طريق سكان المناطق الحدودية، أو حتى عن طريق كبرى الجامعات الجزائرية والمخابر وكل المؤسسات الاقتصادية، لنصل الى تعزيز السلم والأمن وتكافؤ الفرص، ومواجهة التحديات التي تأتي في أشكال مختلفة على غرار نزوح السكان ومختلف الأزمات التي لها علاقة بالأزمات البيئية والمناخ وغيرها، هذا كله ـ يواصل القول - يحتاج الى تعزيز وبناء قدرات قادة المجتمع المدني، وتعزيز التواصل مع كل مكوّنات المواطنة الفعّالة لإعطاء ديناميكية أكبر في هذا المجال.
عرّج رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني للحديث عن الندوة التي عقدها بولاية تندوف، والتي خُصّصت للحديث عن دور المجتمع المدني في العمليات التحسيسية والتثقيف الانتخابي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن نقاش المجتمع المدني في هذا الجانب تمحور حول الآفاق والتحوّلات التي تشهدها ولاية تندوف، من خلال زيادة درجة الوعي لدى مواطني الولاية حول أهمية هذا الموعد الانتخابي، لما له من تأثير مباشر على حياة المواطنين.واستطرد قائلاً إن هذا النقاش البنّاء يمكن إدراجه في سياق الحصيلة والانجازات المحقّقة بولاية تندوف، باعتباره نقاشاً محلياً يجمع كل مكونات المجتمع المدني التي تتحدث عن يومياتها، انشغالاتها وعلاقاتها بهذه الحصيلة، وعلاقتها بآفاق التطوّر الذي تعيشه ولاية تندوف.ونوّه بن براهم إلى أن هذا كله، يعتبر لدى المرصد الوطني للمجتمع المدني دليل على زيادة درجة الوعي لدى المواطن من خلال جمعيات المجتمع المدني، والتي ستقود الى إطلاق جمعيات المجتمع المدني لعمل جواري ومقاربة جوارية لنشر هذا الوعي لبناء سلوك مسؤول لدى المواطن يتجسّد من خلال زيادة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أشاد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني بما وصفه بالإيجابية الكبيرة التي طبعت جلسات الندوة، داعياً الى عدم الاكتفاء بهذا القدر من الايجابية والعمل على مرافقة ودعم وتوفير الخبرة اللازمة للمجتمع المدني، مع تدعيمها بمشاريع تعود بالنفع على حياة المواطنين بولاية تندوف.وفي معرض ردّه على سؤال لـ «الشعب» أكّد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني أن الانتخابات الرئاسية بمفهومها المؤسساتي وبمفهومها الشعبي وبموعدها السياسي، «هي انتخابات دولة تعتبر في وزنها ثقيلة جداً من حيث الاستقرار والامن والسلم، وما يتطلّع إليه الجزائريون والجزائريات».
وقال إن الانتخابات الرئاسية مهمة جداً على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي، مجدداً دعوته للمجتمع المدني بأن يعمل على تعزيز هذه المفاهيم المرتبطة بهذا الموعد لدى المواطن، حتى تكون هناك نسبة مشاركة كبيرة تعزّز الممارسة الديمقراطية في الجزائر، وتعزّز ما يتطلع إليه المواطن من نتائج تتعلّق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من ميادين الحياة .