نصّ إنشاء وتسيـير التعاونيات الـثقافيـة سيحدث “نقلة نوعية في النشاط الفنــّي”
قدّمت وزارة الثقافة والفنون حصيلة مختصرة للقافلة التحسيسية حول المكتسبات السوسيومهنية الجديدة للفنان. وعملت القافلة، التي حطّت رحالها في 27 محطة وطالت جميع ولايات الوطن، على شرح مكاسب قانون الفنان، والنصوص التنظيمية المترتّبة عنه، والإجابة على انشغالات الفنانين الذين سجّلت الوزارة تفاعلهم الإيجابي. كما كشفت الوزارة عن قرب صدور النصّ المتعلّق بإنشاء وتسيير التعاونيات، والذي سيحدث “نقلة نوعية في النشاط الفني”.
عادت وزارة الفنون والثقافة إلى القافلة التحسيسية حول المكتسبات السوسيومهنية الجديدة للفنان، التي نظّمتها في الفترة الممتدة من 01 إلى 27 جويلية الفارط، “وفاءً لمبدأ التشاركية والحوار الذي اعتمدته (الوزارة) منذ الشروع في إعداد مشروع القانون الأساسي للفنان”.
ويتمثل الهدف من هذه القافلة التحسيسية في تقديم وشرح المكاسب التي جاء بها قانون الفنان، وما ترتب عنه من نصوص تنظيمية، حيث “تسعى القافلة إلى التقرّب من الفنانين للإجابة على مختلف الانشغالات المطروحة وشرح مختلف النقاط التي جاء بها القانون”، تؤكّد الوزارة في بيان لها، مضيفة أنّ المرسوم الرئاسي رقم 23-376 المؤرخ في 7 ربيع الثاني عام 1445 الموافق لــ22 أكتوبر سنة 2023، المتضمّن القانون الأساسي للفنان، هو أحد الالتزامات الثقافية للسيد رئيس الجمهورية، القاضي بـ«تثمين مهنة الفنان، وكلّ الفاعلين في مجال الثقافة وترقية دورهم الاجتماعي، ووضعهم القانوني، وما تعلق بدعم ومرافقة المبادرات التي يطلقها الفنانون الشباب من خلال وضع آليات الدعم وتشجيع الإبداع، وتحسين الوضعية الاجتماعية للفنان الجزائري”.
وتشكّلت هذه القافلة التحسيسية من ممثلي وزارة الثقافة والفنون، وأعضاء من المجلس الوطني للفنون والآداب، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إضافة إلى ممثلين عن التعاضدية المستقلة لموظفي الجزائر، وممثلي عن مديريات ومفتشيات العمل والتشغيل.
وحطّت القافلة في سبع وعشرين محطة عبر الوطن، غطّت من خلالها كلّ الولايات، تفيد الوزارة، مؤكّدة أنّه، عبر جميع المحطات التي وقفت عليها القافلة، سُجّل تفاعل إيجابي لدى الفنانين مع ما تضمّنه القانون الأساسي ونصوصه التنظيمية، التي سهر أعضاء القافلة على تقديمها بشكل مبسّط، كلّ حسب مجال تخصّصه.
وبالرجوع لما تمّ التطرق إليه أيضا، فقد تم تخصيص جزء كبير لشرح المراسيم التنظيمية، وفي مقدّمتها النص المحدّد لكيفيات تطبيق المادة السادسة عشرة من القانون الأساسي، والقاضي باستحداث آلية لتعويض الفنانين والتقنيين ومديري الأعمال الفنية، خلال فترة التوقّف اللاإرادي عن ممارسة النشاط الفني، وهي الآلية التي تم تجسيدها بفضل إبرام اتفاقية إطار بين وزارة الثقافة والفنون والتعاضدية المستقلة لموظفي الجزائر، بالإضافة إلى توفير التأمين التكميلي لكلّ الفنانين المنخرطين في الصناديق الوطنية للضمان الاجتماعي وتم شرحها باستفاضة نظرا إلى أنّها تمسّ عددا مهمّا من الفنانين. أما بالنسبة إلى كيفيات تطبيق المادة الرابعة والعشرين من قانون الفنان، والذي تم التكفل به أيضا من خلال تحديد وتحيين مدوّنة المهن الفنية بموجب قرار وزاري بعد مصادقة المجلس الوطني للفنون والآداب عليها، لتصبح مدوّنة المهن الفنية مهيكلة في 222 مهنة، تغطي 9 مجالات فنية، منها مجالين جديدين، وهما مجال “فنون الشارع” ومجال “الفنون الرقمية”، فقد حظيت هذه النقطة باهتمام كبير، تقول الوزارة، باعتبارها “كانت محلّ طلب وانشغال العديد من الفنانين، لأنّنا حاليا في عَصر التحوّلات الرقمية والتطوّر التكنولوجي الذي تجاوز بعض المهن وفرض وجود مهن أخرى، كان من الضروري تحيين مدوّنة المهن الفنية لأجلها”.
أما النصّ المحدّد لكيفيات تطبيق المادة السابعة والعشرين، وإنشاء وتسيير التعاونيات، وهي النقطة التي كانت تؤرّق العديد من التعاونيات التي كانت تنشط بدون سند قانوني، قالت الوزارة إنه قد تم طمأنة الفنانين عبر عديد المحطات، بأنّ هذا النصّ “الذي سيصدر خلال الأيام القريبة سيكون كفيلا بإحداث نقلة نوعية في النشاط الفني”.
كما أشارت الوزارة إلى مكتسبات أخرى، على غرار إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بالفنان (فن ART) التي تمكّن الفنانين من الحصول على بطاقة الفنان أو تجديدها، والاطلاع على مسار ملفاتهم عن بعد، وكذا المراحل التي تمر بها المعالجة إلى غاية استلام البطاقة، وهذا كلّه على الأرضية الرقمية المخصّصة لذلك. ولأنّ بطاقة الفنان هي الهوية الفنية لكلّ فنان فقد كان من الضروري استحداث هذه المنصة لمعالجة ودراسة طلبات البطاقة بطريقة رقمية وسلسة، وهو ما ثمّنه المتدخلون من الفنانين، لأنّها أكثر شفافية وتكرّس للاّمركزية في إيداع الملفات الورقية.
وبالاستماع للفنانين في مختلف المحطات التي حلت بها القافلة، ومقابل تثمين جهود القطاع ولا سيما التنقل لأقصى نقطة من ربوع الوطن، فقد سجّلت القافلة عدّة انشغالات واقتراحات مسموعة ومكتوبة في سياق متصل وغير متصل، سيتم دراستها من خلال قراءة وتحليل الاستبيان الميداني الذي تمّ إنجازه، تؤكّد وزارة الثقافة والفنون.