بعد سلسلة من الإصلاحات الدّستورية والتّشريعية

الإنتخابات الرّئاسية..التزام بالدّيمقراطية وتحقيق الاستقرار

علي مجالدي

 تمثّل الانتخابات الرئاسية المقبلة في ضوء التحديات الراهنة، فرصة ثمينة للجزائر لإعادة تأكيد التزامها بالديمقراطية، وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن وعلى جميع المستويات، حيث تتّسم هذه الانتخابات بأهمية خاصة نظرًا للظروف الإقليمية والدولية المحيطة، ولأنها تأتي بعد سلسلة من الإصلاحات الدستورية التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والمشاركة الشعبية. ومع اقتراب موعد الاقتراع، ينتظر الجزائريون بفارغ الصبر لمعرفة من سيقود البلاد في المرحلة القادمة.

 بناءً على الدستور الأخير، تمر الانتخابات الرئاسية بعدة مراحل أساسية تضمن الشفافية والنزاهة، أحد هذه المراحل الهامة هي إعلان القوائم النهائية للمرشحين وذلك بعد دراسة الملفات، حيث أعلنت المحكمة الدستورية القائمة النهائية للمرشحين الذين تم قبولهم بشكل رسمي. وتضم القائمة النهائية كل من أوشيش يوسف عن جبهة القوى الاشتراكية، عبد المجيد تبون كمترشح حر، وحساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم. وجاء ذلك بعد دراسة الطعون المقدمة واعتماد القائمة النهائية بعد الجلسات المغلقة.
المحطة المقبلة متمثلة في الحملة الانتخابية من المتوقع انطلاقها في منتصف شهر أوت الجاري وتستمر لمدة 3 أسابيع. خلال هذه الفترة، يقوم المرشّحون بتنظيم تجمعات شعبية، ولقاءات إعلامية، ونشر برامجهم الانتخابية، مع الالتزام بالقوانين التي تمنع التحريض واستخدام الأموال العامة أو استخدام التمويل المشبوه، خاصة من أطراف خارجية مع ضرورة الالتزام والتصريح بمصادر التمويل للجهات المعنية والمشرفة على العملية الانتخابية.
كذلك من المتوقع أن يستمر التقليد والذي اعتمد لأول مرة في انتخابات 2019، وهي المناظرة التلفزيونية والتي تشمل المترشحين الثلاث، هذا التقليد الديمقراطي من شأنه أن يعطي صورة شاملة عن البرنامج الانتخابي لكل مترشح، وكذلك رؤيته حول القضايا الأساسية التي تهم الجزائر.
يوم الصمت الانتخابي، وهو الذي يسبق يوم الاقتراع، حيث تتوقف جميع الأنشطة الانتخابية والدعاية لمنح الناخبين فرصة للتفكير بموضوعية.
يوم الاقتراع، يتم التصويت في مراكز الاقتراع المنتشرة في جميع أنحاء البلاد من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة السابعة مساءً. تضمن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات سرية وشفافية العملية الانتخابية، مع توفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان مشاركة واسعة للناخبين.
فرز الأصوات وإعلان النتائج، بعد إغلاق مراكز الاقتراع تبدأ عملية فرز الأصوات بحضور ممثلي المرشحين والمراقبين الدوليين والمحليين. تعلن النتائج الأولية في غضون 48 ساعة بعد يوم الاقتراع، ويتم الإعلان عن النتائج النهائية بعد انتهاء فحص الطعون والشكاوى.
مرحلة الطعون، يمكن للمرشّحين الطعن في النتائج أمام المحكمة الدستورية خلال فترة محددة بعد الإعلان عن النتائج الأولية. يتم النظر في الطعون والفصل فيها قبل إعلان النتائج النهائية الرسمية.
إعلان النتائج النهائية، يتم إعلان النتائج النهائية بعد انتهاء فترة الطعون، حيث تعلن المحكمة الدستورية أو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن الفائز بمنصب رئيس الجمهورية، بعد إعلان النتائج النهائية، يُنَصَّب الرئيس المنتخب رسميًا في حفل تنصيب يُعقد في العاصمة بحضور الشخصيات الرسمية والوطنية والدولية.
إنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست مجرد عملية ديمقراطية تقليدية، بل هي فرصة حقيقية لتجديد الثقة في المؤسسات الديمقراطية الجزائرية، وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعرفه البلاد. كما يمثل المرشّحون الثلاثة توجهات مختلفة تعكس تنوع الطيف السياسي في الجزائر، بدءًا من جبهة القوى الاشتراكية بقيادة يوسف أوشيش، إلى حركة مجتمع السلم بزعامة عبد العالي حساني شريف، وصولا إلى المترشّح عبد المجيد تبون الذي التفت حوله عديد الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والمجتمع المدني.
علاوة على ذلك، تعد الانتخابات الرّئاسية الجزائرية المقبلة محطة حاسمة في مسار الديمقراطية الجزائرية، حيث يتطلّع الشعب إلى تحقيق تغيير إيجابي ومستدام. في هذا السياق، تبرز أهمية المشاركة الفاعلة لكل مواطن في عملية الاقتراع، تأكيدًا على التزام الجميع بالمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجزائر. كما يأمل كل الجزائريّين في أن تكون هذه الانتخابات نموذجًا يُحتذى به في الشفافية والنزاهة، وأن تسفر عن قيادة حكيمة قادرة على تحقيق تطلعات الشعب الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025