أجرى إصلاحات معمّقة على قطاع التربية

الرئيس تبون.. صان العهـد وأوفى بالوعـد

محمد فرقاني

لم تتوقف عجلة الإصلاحات في واحد من أهم القطاعات في البلاد وأكبرها من ناحية الموارد البشرية والمنتسبين إليه. فقطاع التربية شهد خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في الاهتمام من قبل السلطات العليا في البلاد بعد أن انطلقت عملية مراجعة البرامج والمناهج التربوية، بتوجيهات من الرئيس عبد المجيد تبون الذي أولى القطاع اهتماما انعكس إيجابا على ميدان التربية والتعليم بشكل كامل.

عملت وزارة التربية على تجسيد برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بحذافيره ووفق مرافقة دقيقة وحساسة، بالنظر لأهمية ومكانة القطاع.
وانطلاقا من الالتزام 37 للرئيس تبون، الذي ينص على “جعل المدرسة إطارا للتربية والإيقاظ الفكري للتلاميذ”، شرعت الوصاية في عملية مراجعة المناهج في السنوات الأخيرة، حيث عملت على تخفيف وزن المحفظة وإدراج اللوح الالكتروني، بالإضافة إلى النسخة الثانية من الكتاب المدرسي. كما شهد الطور الابتدائي حدثا هامّا وتحولا في مكاسبه اللغوية للتلميذ، بإدراج اللغة الانجليزية.
وتم إلغاء شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وتعويضها بامتحان “تقييم المكتسبات”، بهدف متابعة مكتسبات التلاميذ، من خلال دفتر مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، وهو نظام تمت مراجعته وتحسينه الموسم الدراسي المنقضي.
ولم تدخر الجهات المعنية جهدا في العمل على تحسين الخدمات المقدمة للتلميذ كالإطعام والنقل المدرسي والمنح المدرسية المختلفة، وضمان مجانية الكتاب المدرسي، والصحة المدرسية، والتدفئة التي تم تخصيص حيز هام لها، ورقم أخضر للتبليغ عن أي تقصير في هذا الجانب، وهو ما ضمن توفير التدفئة بجميع المدارس الابتدائية عبر كافة ربوع الوطن.
وفي المتوسط، تم تنصيب جهاز المعالجة البيداغوجية للمنتقلين الجدد إلى هذا الطور. أما بالطور الثانوي، فتم استحداث “بكالوريا فنون”، والتي شهدت اختبارات المواد التطبيقية قبل اجتياز امتحان شهادة البكالوريا هذا العام، لأول مرة. كما عرفت هذه الشعبة الجديدة نسبة نجاح عالية في الانتقال ما بين السنتين الثانية والثالثة ثانوي، فقد فاقت 90٪، كما تم مضاعفة عدد تلاميذ الثانوية الوطنية للرياضيات.
إلى هذا، لم يغفل القائمون على شؤون التربية عن استحداث مديرية عامة للرياضات المدرسية في القطاع، وتعززت بالتعاقد مع 12 ألف أستاذ تربية بدنية، تم ترسيمهم خلال مجلس الوزراء المنعقد في 21 نوفمبر الماضي من عام 2023.
على الصعيد الإنساني، برز اهتمام الرئيس تبون بذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، حيث تم فتح 400 منصب مالي تم توزيعها على كافة مديريات التربية بالولايات، بشكل عادل ومتوازن، سمح بتغطية كافة المدارس، بما يصطلح عليه “بمرافق الحياة المدرسية”، لأجل ضمان تمدرس فئة ذوي الهمم في أجواء صحية ومريحة جدا، بالإضافة إلى تخفيف الضغط عن أولياء الأمور، ومن ثم الارتقاء بالمنظومة التربوية وجعل المدرسة فضاء للتربية والتعليم والترفيه والرفاهية في آن واحد، وذلك بغية تحقيق الهدف المبتغى، وهو بناء شخصية متوازنة للأطفال بمرحلة قاعدية ويتعلق الأمر بالتعليم الابتدائي.
في السياق، شهدت الفترة الأخيرة طباعة كتب المواد العلمية لمرحلة التعليم الثانوي بتقنية “البراي” ومواصلة مراجعة مناهج التعليم الابتدائي والمتوسط، وإعادة كتابة مناهج التعليم الثانوي وهي مهام أوكلت كلها للمجلس الوطني للبرامج المنصب في 7 نوفمبر 2021

قفزة نوعية

لا يختلف إثنان حول القفزة النوعية في رقمنة قطاع التربية، خصوصا ما تعلق بعمليات توظيف الأساتذة عن طريق التعاقد للمراحل التعليمية الثلاث، وتسيير السكنات الوظيفية، بالإضافة إلى جهود الوصاية التي عملت، بتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، على تجسيد مسعى شامل لرقمنة القطاع، وتم إنشاء فضاء مخصص للأولياء من أجل تسجيل تلاميذ السنة الأولى، لأول مرة، بالإضافة إلى متابعة المسار الدراسي لأبنائهم والقيام بطلبات التحويل وعديد الإجراءات التي كانت تعتمد حصرا على الحضور والتنقل نحو المؤسسة التربوية المعنية.

 إدماج الأساتذة

تفيد الإحصائيات، أن قطاع التربية يعتبر ثاني قطاع من حيث تعداد المعنيين بالإدماج والمقدر بـ104.406 مسجل، أي ما يعادل 30,16٪، تم التكفل بالأغلبية الساحقة منهم، بحسب تصريحات وزير التربية والتعليم عبد الحكيم بلعابد في أكثر من مناسبة.
وبادرت وزارة التربية، منذ صدور المرسوم التنفيذي رقم 19-336 المؤرخ في 8 ديسمبر سنة 2019 وكذا التعليمة الوزارية المشتركة رقم 25 المؤرخة في 16 ديسمبر 2019، باتخاذ جملة من التدابير التي سمحت بتسوية وضعية الأغلبية الساحقة من المستفيدين من جهازي الإدماج، من خلال إدماجهم في مناصب دائمة، ما انعكس إيجابا على أداء القطاع، سواء على مستوى التحصيل العلمي لدى التلميذ أو على مستوى الوضعية الاجتماعية للمنتسبين له. كما تم توظيف 9501 أستاذ بصفة متعاقدين لتأطير مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي بين سنتي 2022-2023 و2023-2024، مع توظيف 12877 أستاذ بصفة متعاقدين لتأطير مادة التربية البدنية والرياضية في الابتدائي، بالإضافة إلى عملية توظيف 26770 موظف في مختلف الأسلاك الإدارية، والتكفل بالظروف المهنية للموظفين وانشغالات أولياء التلاميذ

الإصلاحات.. نجاح تحقق

بلغت نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا لهذا العام 58٪، بزيادة 8٪ مقارنة مع نسبة النجاح المسجلة العام الماضي. فيما سجلت شعبة الرياضيات نسبة نجاح بلغت 82,25٪ من مجموع المترشحين، وقفزت نسبة نجاح سجناء مؤسسات إعادة التربية إلى 63,43٪ بزيادة قدرها 19٪، مقارنة بالعام الماضي.
هذه الأرقام عكست الاستقرار الذي يميز قطاع التربية منذ أربع سنوات، شهد في نهاية كل موسم دراسي اعترافا بالنجاح والهدوء الذي أصبح سمة قطاع شهد العديد من النكسات في زمن سابق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024