تراوحت مواقف حزب حركة مجتمع السلم “حمس”، في الاستحقاقات الرئاسية بين المشاركة بترشيح أحد أعضائها، أو مساندة مترشّح من خارجها، أو المقاطعة، لكنّها عادت هذه المرّة للمشاركة وترشيح رئيسها عبد العالي حساني، بعد توافر الشروط التي تدفعها للعودة إلى خوض غمار الرئاسيات على أمل أن تصل إلى رئاسة البلاد.
ويعتبر حزب حركة مجتمع السلم، واحد من أكبر حزبين معارضين، وأكبر أحزاب التيّار الإسلامي بالجزائر، ويتمتع بقاعدة نضالية كبيرة تمكّنه في كل مرّة من تجاوز شروط خوض المشاركات الانتخابية.
وشاركت حركة مجتمع السلم منذ تأسيسها العام 1990، في كل الاستحقاقات الرئاسية، حيث شاركت بمرشّحها الراحل، محفوظ نحناح، في رئاسيات 1995، في ظروف خاصّة مرّت بها البلاد، كما شاركت بالمرشّح نفسه في رئاسيات 1999، وقاطعت رئاسيات 2014 بسبب عدم وجود ضمانات نزاهة.
وقرّرت “حمس” المشاركة في الرئاسيات المقرّرة يوم 7 سبتمبر المقبل، واعتبرت أن الظروف مناسبة مع انفتاح الرئاسة على الأحزاب السياسية، بعد الاجتماعات التي عقدها الرئيس عبد المجيد تبون مع مختلف التشكيلات السياسية، والتي أعلن فيها عن قبول كل الاقتراحات ذات الصّلة بالحرّيات والتداول الديمقراطي، كان آخرها شهر ماي الماضي حيث التقى 27 حزبًا سياسيا ناشطًا ودام اللّقاء 8 ساعات استطاع أن يجعل مختلف التشكيلات السياسية تقتنع بأن الانتخابات المقبلة ستكون مخالفة لما جرى في العقدَين الماضيَين، وذلك بالحرص على حماية أصوات الناخبين وعدم تزوير نتائج الاقتراع، وهي ضمانات أكدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أيضا الالتزام بها بشكل صارم.