يحتفل الشّعب الجزائري في الرابع من أوت من كل عام باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، وهو مناسبة على درجة كبيرة من الأهمية، إذ يجسّد هذا اليوم تاريخا حافلا بالنضال والتضحيات، ويؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه الجيش في حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره.
أقرّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، عرفانا الأدوار الريادية للمؤسسة العسكرية في حماية الوطن، والاضطلاع بمهامها الدستورية النبيلة لضمان الأمن الشامل وفق رؤية متبصرة، وتكريسا لتلاحمها الأبدي مع الشعب الجزائري.
وفي خطابه الأخير في ماي الماضي، من مقر وزارة الدفاع الوطني، شدد تبون على أن السيادة الوطنية لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال الاعتماد على جيش قوي وعصري. وقد أُلقي الخطاب أمام قادة الجيش والنواحي وكبار الضباط، في جو مهيب يعكس التوافق الكامل للمؤسسة العسكرية والجدية في أداء مهامها الدستورية المتعلقة أساسًا بحماية الوطن من أي تهديدات وفي أي ظروف كانت.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، والتي شكلت عهدة رئيس الجمهورية، عمل تبون بجد على تعزيز المؤسسة العسكرية لتكون على مستوى التحديات الكبرى التي تواجهها الجزائر على جميع الأصعدة. كما بذل جهوده للتصدي للحملة الكبيرة التي استهدفت المؤسسة العسكرية بعد الحراك الشعبي في عام 2019، والتي كانت تهدف إلى إضعافها، حيث تُعد المؤسسة العسكرية تاريخياً العمود الفقري للدولة الجزائرية.في هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الرئيس تبون أخذ على عاتقه مهمة توفير الحماية السياسية لمؤسسة الجيش. وأشار إلى أنّ هذه الحماية تتجسّد عبر الخطاب الرسمي، حيث يصف رئيس الجمهورية الجيش بأنه «جيش الأمة والأمة يحميها جيشها». وأضاف أن الرئيس تبون يعزز هذا الالتزام من خلال إقرار احتفالات وطنية لتكريم الجيش، وفرض عقوبات صارمة على أي شخص أو جهة تحاول المساس بمؤسسة الجيش، التي تُعد رمزًا وضامنًا لأمن الجزائر والجزائريّين.
ويضيف الدكتور منصوري، أنّ جميع الدول في المنطقة سقطت في حالة من الفوضى بعد انهيار جيوشها. وأشار إلى أنّه يرفض مقارنة الجيش الوطني الجزائري بأي جيش آخر في المنطقة لعدة اعتبارات تاريخية، سياسية وجغرافية، حيث أن الجيش الوطني تأسس بالدماء والنضال ويتكون من أبناء الشعب. وأكّد أنّ رئيس الجمهورية عمل على توفير الحماية والإمكانيات اللازمة ليكون الجيش عصريًا وقويًا، وهو بالفعل الأقوى على المستوى الأفريقي.
علاوة على لك، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد الغاني لكحل، في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الاحتفال باليوم الوطني للجيش يهدف إلى إبراز الدور البطولي الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في حفظ أمن الوطن وحماية سيادته. كما يُعتبر هذا اليوم مناسبة لتوجيه التحية والتقدير لكل من ضحّى بحياته من أجل الجزائر. وفي هذا السياق، يأتي اهتمام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالجيش الوطني الشعبي، حيث يحرص في خطاباته على التأكيد على أهمية الجيش كصمام أمان للبلاد، ودوره المحوري في بناء الجزائر الحديثة.
ويضيف الدكتور عبد الغاني، أنّ خطابات الرئيس أكدت على ثلاثة أشياء رئيسية، أولا الشراكة الاستراتيجية بين الجيش والشعب، حيث يشدد الرئيس تبون دائما على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجيش والشعب، مؤكّدا أنّ الجيش هو ابن الشعب وفي خدمته، وأنّ الوحدة الوطنية هي السبيل لتحقيق التنمية والتقدم.
كذلك، تحديث وتطوير الجيش، فالرئيس أولى اهتماما كبيرا بتحديث وتطوير الجيش الوطني الشعبي، وذلك من خلال تزويده بأحدث الأسلحة والتجهيزات، وتدريب العناصر على أحدث الأساليب القتالية، مما يساهم في رفع قدرات الجيش وتعزيز جاهزيته.
والنقطة الثالثة المهمة هي «دور الجيش في خدمة المجتمع»، حيث يؤكد الرئيس أن الجيش ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو مؤسسة وطنية تساهم في خدمة المجتمع، من خلال المشاركة في أعمال الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية، وهذا ما عشناه خلال الحرائق خاصة، وذلك المساهمة في التنمية المحلية عبر مختلف المستويات.
والاحتفال باليوم الوطني للجيش هو مناسبة لتجديد العهد والولاء للوطن، وتأكيد على أهمية الجيش كصمام أمان للجزائر. وفي ظل التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، فإنّ الجيش الوطني الشعبي يظل الحصن المنيع الذي يحمي الجزائر، ويضمن استقرارها وازدهارها.