أشاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور حسام حمزة، بالقرار السريع والقوي للجزائر، والمتضمن سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري على خلفية خطوة باريس الأخيرة، ونوّه حمزة إلى عدم قبول الجزائر «أي مساومة فيما يتعلق بملف الواقع الاستعماري المفروض على الصحراء الغربية».
لدى استضافته ضمن برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى، أوضح حمزة، أنّ «قرار فرنسا الأخير سعى إلى استفزاز الجزائر التي تعدّ الطرف المتضرّر من استمرار النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب، وهي من تتحمّل الكلفة والعبء الأمني».
المَخرج الوحيد
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنّ «الخطوة الفرنسية تخدم مخططات سياسية وجيوسياسية لا علاقة لها أبداً بالشرعية الدولية»، مشدّداً في السياق ذاته على أنّ «المخرج الوحيد هو استفتاء تقرير المصير، وبالتالي أي ادعاء عكس هذا، هو نتيجة لحسابات ومصالح خاصة وسقوط في فخ مساومات لا يمارسها المغرب في حد ذاته، بل اللوبي الصهيوني الداعم له».
وأضاف: «الهدف هو استفزاز الجزائر والتأثير على استقرارها، وهو أمر متوقع بالنظر إلى المواقف التي تتبناها الجزائر والسياسات التي أصبحت تنتهجها سواءً تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو بسياساتها على المستوى الإقليمي وفي القارة الإفريقية، وقدرتها على قيادة شمال إفريقيا.
الجزائر مستهدفة
ركّز حمزة على أنّ هناك طرفا يعمل مع المغرب، تزعجه هذه العودة الجزائرية ودورها القيادي الذي باتت تبوؤه باعتراف الكثيرين؛ ولهذا أصبحت الجزائر مستهدفة، مسجّلاً: «هذه المواجهة مع فرنسا وإن كان عنوانها الصحراء الغربية، فهي تخفي عدّة عناوين فرعية مرتبطة أساساً بالحسابات الجيوسياسية بصفة عامة لهذه القوى، فالجزائر أصبحت مزعجة للقوى الاستعمارية بمقاربتها التي تهدّد المشاريع الاستعمارية في القارة السمراء».