أستاذ العلوم السياسية.. علي بقشيش لـ “الشعب”:

فرنسا وفيّة لعقدتها الاستعمارية وممارسة الابتزاز السياسي

سفيان حشيفة

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الأغواط، البروفيسور علي بقشيش، أن إعلان فرنسا موقفها المُؤيِّد للسردية المخزنية القاضية بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية، لم يكن مفاجئًا، وهو نفس الاتجاه الذي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل قبول النظام المغربي التطبيع والتوأمة مع الكيان الصهيوني.

أوضح البروفيسور علي بقشيش، في تصريح لـ«الشعب”، أن توقيت الإعلان الفرنسي حول الصحراء الغربية، لا يعدو كونه نوعا من الابتزاز السياسي للجزائر عشية الانتخابات الرئاسية المسبقة؛ ذلك أن موقفها متطابق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الأممي حول هذا الملف وباقي القضايا في العالم.
كما اعتبر المتحدث ذاته، الموقف الفرنسي تشويشا واضحا على الانتخابات الرئاسية الجزائرية، ومحاولة سياسية لابتزاز الرئيس الجزائري المقبل بعد الانتخابات.
وأشار بقشيش، إلى أن القرار الفرنسي في حد ذاته ليس جديدا؛ وإنما كان منحازا، منذ اندلاع أزمة الصحراء الغربية سنة 1975م، للمغرب ويدعم نظام المخزن بالسلاح والمعدات الحربية وبالمواقف السياسية. كما أن اختيار هذا التوقيت للإفصاح عن دعم الطرح المغربي ينمّ عن خبث سياسي وحقد دفين من القيادة الفرنسية تجاه الجزائر متماهٍ مع تقاليدها الاستعمارية، فهم لم يستوعبوا لحد الآن أن الجزائر دولة مستقلة وصارت قوة محورية في القارة الأفريقية والحوض المتوسطي.
إلى ذلك، شكّل نجاح الجزائر بعهد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في تنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية الخارجية مع العديد من الشركاء، مثل الصين وتركيا وروسيا وإيطاليا وألمانيا، خطرا على المصالح الفرنسية التي تحاول احتكار السوق الجزائرية، وردّت على ذلك من خلال الموقف المؤيد للمغرب حول الصحراء الغربية، بحسب قوله.
وتابع الأستاذ: “هناك دور فاعل مهمّ في السياسة الفرنسية يتعلق باللوبي الصهيوني الذي يدعم سياسة الضغط على الجزائر لثنيها عن مواقفها الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية بصفة صريحة ودون تحفظ، مما جعلها في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني والمهرولين وراء التطبيع الذي تقوده بعض الأطراف العربية وفي مقدمتها الإمارات ونظام المخزن”.
المُتتبّع للسياسة الفرنسية وعقلية صانع قرار الأليزيه تجاه الجزائر لن يتفاجأ من هذا الموقف حول الصحراء الغربية، المُتنافي مع موقع دولة فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي الذي تبنّى حلّ القضية الصحراوية في إطارها الشرعي الأممي، وأنشأ لذلك آليات قانونية، منها تعيين مبعوث دولي خاص وإقرار بعثة المينورسو لتنظيم استفتاء تقرير المصير يخص شعب الصحراء الغربية، يُضيف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الأغواط البروفيسور علي بقشيش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19532

العدد 19532

الأربعاء 31 جويلية 2024
العدد 19531

العدد 19531

الثلاثاء 30 جويلية 2024
العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024