من المؤكد أن تماطل نظام المخزن في الامتثال إلى الشرعية الدولية واستمراره في التملص من ضرورة حل النزاع بالطرق السلمية التي أقرها مجلس الأمن الدولي والتي ترتكز على شرعية حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، لا يزال يشكل عائقا كبيرا أمام كل المساعي الرامية لحل النزاع القائم بالصحراء الغربية وإنصاف الشعب الصحراوي وتحقيق الاستفتاء الحر والنزيه الذي يسمح له بالتعبير عن رأيه كونه المعني الأول والوحيد بمستقبله ومستقبل وطنه الصحراء الغربية.
ويبقى حسب وزير البناء وتعمير المناطق المحررة للصحراء الغربية بلاهي محمد فاضل السيد، الاجتماع القادم لمجلس الأمن في 03 أفريل 2015 محطة حاسمة ومنعرجا قد يشكل فرقا أو انطلاقة جديدة في ملف القضية الصحراوية والنزاع القائم منذ أكثر من 40 سنة، حيث قد يراجع المجلس الإطار الحالي لهيئة «المينروسو».
وقبل ذلك، سيقدم الموفد الأممي للمنطقة كريستوفر روس تقريره السنوي حول الوضع بالصحراء الغربية وحول تداعيات مساعيه الرامية لاستكمال أو بالأحرى إعادة انطلاق المفاوضات الرسمية بين طرفي النزاع: جبهة البوليساريو والنظام المغربي والتي عرفت طريقا مسدودا مند جولاتها الأولى بسبب المناورات المغربية المتكررة ومماطلات المخزن وامتناعه الامثثال للشرعية الدولية.
ويرى الوزير الصحراوي أن «توصية مجلس الأمن الأخيرة بخصوص الملف الصحراوي كانت جد واضحة شأنها شأن التقرير الأخير للأمم المتحدة الذي اتهم بوضوح المغرب بعرقلة مساعي السلام بالمنطقة وطالب مجلس الأمن الدولي بمراجعة الإطار الخاص بهيئة المينورسو، كما عبر عن قلقه عن الوضع الخطير السائد بالمناطق المحتلة».
وأضاف بلاهي السيد أن كريستوفر روس قد عبر عن عزمه على مواصلته وبأسلوب جديد المفاوضات بين الطرفين وكذا «القيام بزيارات متعددة للمنطقة».
وأكد الوزير الصحراوي أنه ليس سرا اليوم على أحد أن «المغرب معرقل ومواصل في عرقلته لكل المساعي الرامية لحل نهائي للقضية الصحراوية وقد سبق وان بعث برسالة إلى مجلس الأمن عقب إعلان روس عن برنامجه، يضع شروطا رفضها مجلس الأمن.
وأشار الوزير بلاهي في ذات السياق إلى الحملة الأخيرة التي أطلقها الإعلام المغربي عن إمكانية استقالة روس، معتبرا اياها سلسلة أخرى من محاولة المغرب لتضليل الرأي العام وتهربه المستمر من الشرعية الدولية والسهر على التعتيم على القضية الصحراوية.
وجدد الدبلوماسي الصحراوي استعداد الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وكذا الحكومة الصحراوية على مساعدة المبعوث الاممي للمنطقة والتعاون معه بكل نزاهة والامتثال للقرارات الأممية والعمل بها.
كما دعا الوزير الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي كي تضغط أكثر على المغرب وتعجل في إجراء استفتاء نزيه وعادل في الصحراء الغربية.