أكدوا نجاعة المقاربة الجزائرية إقليميا ودوليا.. خبراء لـ “الشعب”:

الجزائـر الجديدة ترافع لصالح أفرقة عوامـل الأمـان

سفيان حشيفة

 إفريقـيا قـادرة علـى ضمــان أمنها بعيــدا عـن أي وصايـــة أجنبيــة

 عكنوش: خارطــة طريـــق لتأمـــين إفريقيا من المسـارات الاحترابيـــة

 حميدي: الجزائــر تعمل على تصحيح الظلم التاريخي لإفريقيا

أكد خبراء في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الجزائر حريصة على تكريس مبدإ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، وفق ما تمليه قوانين ولوائح منظمة الاتحاد الإفريقي، من أجل ضمان مستقبل أفضل للقارة السمراء وحماية السلم والأمن بها.
 
استعرض رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأحد، جهود الجزائر من أجل تعزيز الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا وتمكينها من تقديم مساهمة فعلية وفعالة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا، مشيدا بالإعلان الذي بادرت بنشره مفوضية الاتحاد الإفريقي لتأكيد الجاهزية الكاملة لهذه الآلية.
وفي كلمة ألقاها باسمه الوزير الأول نذير العرباوي، أمام الاجتماع نصف السنوي السادس بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية الجارية أشغاله بالعاصمة الغانية أكرا، أوضح رئيس الجمهورية والرئيس الحالي لقدرة إقليم شمال إفريقيا، أن هذا الإعلان يأتي “تتويجا لسلسلة من الزيارات التفقدية التي سمحت لخبراء كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، بالاطلاع على ما تحوز عليه هذه القدرة من إمكانيات عسكرية ومدنية ولوجستية تؤهلها، وفقا للمعايير الدولية، للمشاركة في عمليات حفظ السلام على المستوى القاري’’.
كما أشار السيد رئيس الجمهورية إلى “أهمية تعزيز المكاسب المحققة وتدعيم النتائج المحرزة والمضي قدما في التحضير والإعداد للتمرين الميداني المقرر أواخر عام 2024، بخصوص محاكاة عملية نشر بعثة لدعم السلام، من أجل الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية وضمان استجابة سريعة وفعالة تجاه الوضعيات المستعجلة والحالات الطارئة’’.
في هذا الصدد، أبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور نورالصباح عكنوش، أن الجزائر تضع خارطة طريق لتأمين إفريقيا من التحولات البنيوية والمسارات الاحترابية التي تهدد وجودها على الصعيد النسقي والقيمي في ظل أزمات المنتظم الدولي، ومن هنا تمظهرت كلمة الرئيس تبون بالاجتماع نصف السنوي السادس بين الاتحاد الإفريقي ورؤساء المجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية.
وقال البروفيسور عكنوش، في تصريح لـ “الشعب”، إن محتوى كلمة رئيس الجمهورية جاء في إطار محددات السيادة وفق معادلة القدرة والقرار والقيادة، نحو تجسيد نموذج إفريقي مستقل ومستدام للسلم والتنمية بأبعاد استراتيجية، وتفعيل مبدإ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية ضمن مقترب أفرقة عوامل الأمان في القارة السمراء.
وتؤكد الجزائر من خلال ذلك، مثلما أضاف المتحدث، على تمكين آليات العمل الإفريقي المشترك اقتصاديا وتنمويا ودبلوماسيا من أجل النهوض بإفريقيا وسط عالم متقلب ومتغير ومتأزم، لا يجب أن تكون القارة جزءاً من مشاكله، بل تكون حلاّ من حلوله بمواردها ونخبها ورؤيتها للمستقبل على مستوى المصالح والمشاريع والأفكار التي تبني عليها موقعا متقدما في لعبة الأمم، على أساس ثوابت النضال الإفريقي من أجل التحرر والتقدم، باعتبارهما عاملين يرتبطان بالتمكين العسكري القوي، والتوطين المستمر لأسباب الاستقرار الاستراتيجي.
وعلى هذا الأساس، جاءت توصيات الجزائر في قمة أكرا، بالمضي قدما في التحضير للتمرين الميداني، نهاية السنة، بخصوص محاكاة نشر بعثة لدعم السلام، وإعلان جاهزية قدرة شمال إفريقيا على احتواء المتغيرات وبناء الآليات بمرجعية وأرضية إفريقية خالصة تحمي الإقليم القاري من التدخلات الأجنبية العابرة للحدود، ومن التأثيرات الخارجية السلبية، وتوفر بيئة أمنية وسياسية وهيكلية للنمو والأمن المستدام الذي من شروطه التكامل والشراكة ووحدة الأهداف والميكانيزمات، وفقا لعكنوش.
وما يُستنتج من روح رسالة الجزائر إلى الأفارقة، حتى لا تتكرر مأساة السودان ولا تعم الفوضى الساحل ولا يسود اللاّإستقرار مختلف المناطق، بحسب الباحث، هو انتباه الجميع بمسؤولية واحترافية إلى سيناريوهات علب التفكير الغربية التي تستعمل القارة كمخبر للأزمات والأوبئة والحروب وغيرها، مما يتطلب يقظة ووعيا وجاهزية للمستقبل الصعب الذي يُحيط بإفريقيا.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد أديب حميدي، أن الجزائر شاركت، يوم الأحد، بالعاصمة الغانية أكرا، في أحد أهمّ المحافل الإفريقية للسلم والأمن، بمناسبة الاجتماع نصف السنوي السادس بين الاتحاد الإفريقي ورؤساء المجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية.
وأوضح الدكتور حميدي ـفي اتصال مع “الشعب”ـ أن كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالمناسبة، كانت قوية، أكد من خلالها على الدور الجزائري، انطلاقا من مختلف المنابر الدبلوماسية المتاحة، وشاملة جامعة غير مقصّرة في حق القضايا التحررية وحقوق الدول والشعوب في إنهاء الاستعمار.
وأبرز محدثنا، أن مضمون الكلمة مثّل خارطة طريق للمرحلة القادمة، وأكد على أن الجزائر صوت حقيقي لإفريقيا في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وآلت على نفسها من خلال عضويتها الانتصار للقضايا الإنسانية وعلى رأسها الإفريقية، ولن تفوت بذلك أيّ فرصة من شأنها إحلال السلم والأمن بالقارة أو بفلسطين المحتلة إلى حين إقامة دولتها المستقلة.
من جهة أخرى، أضاف حميدي أن الجزائر تعمل بشكل جدّي على تصحيح الظلم التاريخي الواقع على القارة الإفريقية بخصوص تمثيلها على مستوى مجلس الأمن. فعلاوة على الاستعمار، الذي عانت منه واستنزف خيراتها وثرواتها وهدم حضاراتها، هو اليوم يتجدد بصور مختلفة ويريدها أن تتأخر عن الركب بمنع عضويتها بأهم الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الأممي، مما جعل حقوقها دائما مرتبطة بالمساومات السياسية والأمنية بين القوى العالمية.
والجزائر أبت بكل قوتها إلا تحقيق تمثيل مناسب لإفريقيا عبر مختلف الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لتدافع عن حقوق ومصالح القارة، وتحافظ على مستقبلها في كنف الأمن والسلم، بحسب قوله.
فضلاً عن ذلك، أبرز الرئيس من خلال كلمته، قدرة إفريقيا على ضمان سلمها وأمنها بمشاركة أبنائها وفعالياتها، بعيدا عن أي وصاية وتدخل أجنبي من شأنه تأزيم الأوضاع واستغلالها لصالحه، وفق تكريس مبدإ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية الذي تحرص عليه الجزائر. كما أن إفريقيا اليوم لها كل المقومات لحل مشاكلها ضمن أطرها وبناءً على مقتضيات وقوانين الاتحاد الإفريقي وميثاق الأمم المتحدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024