الجزائـر.. التـزام بإعلاء صوت إفريقيــا في المحافـل الدوليــة
وافق الاتحاد الإفريقي على توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الخاصة بتفعيل “قدرة إقليم شمال إفريقيا”، والتي تعتبر في مجملها ورقة طريقة لتمكين القوة الإفريقية الجاهزة من القيام بدورها على أكمل وجه في حفظ السلام وتعزيز منظومة السلم والأمن في إفريقيا.
رئيس الجمهورية، وفي تقريره الذي عرضه خلال الاجتماع نصف السنوي بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، المنعقد بالعاصمة الغانية أكرا، خلال اليومين الماضيين، قدم أربع توصيات، تصب كلها في الدفع بتفعيل الدور الحقيقي للآليات الإقليمية والقارية لحفظ السلام.
وتتولى الجزائر رئاسة قدرة إقليم شمال إفريقيا التي تضم تونس، إلى جانب كل من مصر، ليبيا والجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية، وتعد من المكونات الخمسة للقوة الإفريقية الجاهزة لحفظ السلام.
وأعلنت مفوضية الاتحاد الإفريقي، جاهزية هذه القدرة لأداء مهامها، عقب زيارات ميدانية قام بها خبراء، بعدما وقفوا على الإمكانات العسكرية والمدنية واللوجيستية المعتبرة، المسخرة.
وتضمنت توصيات التقرير الذي قدمه الرئيس تبون وقرأه الوزير الأول نذير العرباوي، بعد الترحيب بإعلان جاهزية القدرة “توفير الدعم الضروري واللازم للأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال إفريقيا في أفق تنفيذ التمرين الميداني المبرمج والذي سيشكل إضافة نوعية لإعداد وتحضير القوة الإفريقية الجاهزة برمته”.
وأكد رئيس الجمهورية، أن هذا التمرين مقرر أواخر عام 2024، ويخص محاكاة عملية نشر بعثة لدعم السلام، ويستهدف الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية وضمان استجابة سريعة وفعالة تجاه الوضعيات المستعجلة والحالات الطارئة. وأوصى بالتعجيل باعتماد مذكرة التفاهم المتعلقة بالقوة الإفريقية الجاهزة بين مفوضية الاتحاد الإفريقي، من جهة، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، من جهة أخرى، ما من شأنه إعطاء السند القانوني والإطار التنظيمي لتباشر القوة مهامها وفق مبدإ الاستجابة السريعة للأزمات والتحرك الاستباقي لتفادي تفاقم الأوضاع.
ومن أجل تطوير دورها، حث رئيس الجمهورية على “المضي قدما في عملية مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقوة الإفريقية الجاهزة، لجعلها أكثر اتساقا مع عقيدة الاتحاد الإفريقي بخصوص عمليات حفظ السلام وتوفير الدعم اللازم لها كجزء لا يتجزأ من البنية الإفريقية للسلم والأمن”.
ومن المهم أن تنسجم هذه القوة، مع مبادئ الهيئة القارية، القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحفاظ على وحدتها الترابية إلى جانب الحياد المطلق بين الأطراف المتصارعة وتغليب الحوار والحلول السلمية.
أما فيما يتعلق بدمجها في بنية السلم والأمن للقارة الإفريقية، فيخص تجاوز الإشكالات التقنية المرتبطة بالتمويل وتوزيع الموارد المادية واللوجستية بين الآليات الإقليمية، بما يمكن الاتحاد الإفريقي من أداة حقيقية دائمة للتعامل مع الأزمات والنزاعات التي تضرب مختلف دول القارة وأقاليمها.
ومن خلال هذه التوصيات، تثبت الجزائر التزامها الدائم بتجسيد رؤى ومبادرات الاتحاد الإفريقي، علما أن مقترح القوة الإفريقية الجاهزة، نضج كفكرة وكضرورة قارية في اجتماع لمجلس السلم والأمن الإفريقي، عقد مطلع 2013.
ومن منطلق تأكيده على تكثيف الجهود من أجل تكريس مبدإ “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”، يشير رئيس الجمهورية إلى حتمية وضع الخطط الميدانية، التي تضع الحدود الفاصلة بين التدخل الأجنبي في بلدان القارة، وبين الدعم التقني للشركاء الأجانب.
وتحصي القارة الإفريقية، عديد التجارب الدامية، الناجمة عن التدخلات الأجنبية في القارة، أبرزها تدخل الناتو في ليبيا سنة 2011، والذي فتح الباب أمام جيوش إرهابية ضربت أمن واستقرار منطقة الساحل وخلفت تداعيات طويلة الأمد.
على صعيد آخر، جدد رئيس الجمهورية التزام الجزائر بإعلاء صوت إفريقيا وكلمتها في مجلس الأمن الدولي، أين تشغل عضوية غير دائمة منذ مطلع السنة الجارية، وكذا حرصها على تعبئة النضال القاري من أجل تصحيح الظلم التاريخي تجاه إفريقيا بخصوص المقاعد الدائمة.