أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الجيش الصهيوني يصعّد استهدافه لجميع مظاهر ومقومات الحياة الأساسية في محافظتي غزة وشمال غزة، بهدف جعلهما مكانا غير قابل للعيش، ودفع سكانهما للنزوح قسرا تجاه المحافظات الجنوبية، ووثق أيضا عمليات إعدام النازحين قسرا من الشمال إلى الجنوب، خلال السير في الممر الذي حدده جيش الاحتلال.
وأوضح المرصد في تقرير له أن جيش الاحتلال يكثف هجماته بالتوازي مع استمراره للشهر العاشر على التوالي في تنفيذ «جريمة الإبادة الجماعية» القائمة على «جرائم القتل الجماعي والتجويع والتعطيش والحرمان من الرعاية الطبية والترهيب والاعتقالات التعسفية والتعذيب وطرد السكان من منازلهم وأماكن سكناهم وتفريغ الأرض».
وأشار إلى أن فريقه الميداني وثق توسع الجيش الصهيوني في شن غارات تهدف إلى القضاء على أبسط مظاهر الحياة في القطاع، كالاستهداف المباشر للباعة على بسطات، ونقاط توزيع الإنترنت، والتجمعات العفوية للسكان، بمن فيهم نساء خلال إعداد الطعام أو تعبئة المياه، إلى جانب استمرار استهداف المنازل ومراكز الإيواء.
وأشار إلى أن الجيش الصهيوني يصر فيما يبدو على منع أي محاولة لاستعادة الحد الأدنى من مظاهر وسبل العيش في مدينة غزة وشمال القطاع، وجعل الحياة مستحيلة فيها، لإكراه السكان ودفعهم للتجاوب قسرًا مع أوامر الإخلاء التي ما يزال يصدرها لتفريغ المحافظتين من سكانهما.
القتل لتمرير خُطط التهجير
وفي التقرير وثق الأورومتوسطي استهداف الجيش الصهيوني لعدد من النساء أثناء إعدادهن الطعام وتعبئة المياه في بيتهن.
كذلك وثق استشهاد 10 فلسطينيين، منهم طفل وشخص من ذوي الإعاقة، بعدما قصفت القوات الصهيونية بقذائف مدفعية تجمعًا لأشخاص كانوا يحاولون تعبئة المياه في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
كما وثق الأورومتوسطي ما حدث يوم الثلاثاء 26 جوان الماضي، حين استشهد ثلاثة فلسطينيين، هم جواد علي الزعبوط (40 عامًا) ونجله علي (18 عامًا) ومحمود فؤاد زهرة، وإصابة 4 آخرين جراء استهداف صهيوني لمجموعة من الباعة في وسط مدينة غزة.
إعدام النازحين
هذا وأكد المرصد أنه تلقى شهادات أن الجيش الصهيوني يستخدم أجهزة مراقبة إلكترونية للتعرف على هوية الأشخاص المارين عبر الممرات التي حددها على طريق صلاح الدين وشارع الرشيد في مدينة غزة.
وأفاد شاهد عيان طلب عدم ذكر اسمه أن الجيش الصهيوني حدد ممرًا للعودة توجد عليه أجهزة مراقبة، فيما تتمركز القوات الصهيونية على مسافة عشرات الأمتار، ويتحكم عساكر الاحتلال فيمن يسمح له بالمرور، من خلال إضاءة ضوء أخضر للمرور، وفي حالات معينة يجري إضاءة ضوء أحمر، ويعني منع الدخول والتعرض لخطر إطلاق النار المباشر.
وأضاف أنهم شاهدوا العديد من الجثامين لنازحين تعرضوا لإطلاق النار خلال محاولتهم النزوح، وتركوا ينزفون حتى الموت، وضمنها شخص كان على عربة يجرها حيوان، وتدخلت جرافة عسكرية لإزاحته مع العربة من المكان.
ووفق الأورومتوسطي، فإن الجيش الصهيوني يوجّه السكان للتوجّه إلى وسط قطاع غزة، في الوقت الذي كثف فيه القصف الجوي، حيث شن عشرات الغارات أدت إلى استشهاد أكثر من 160 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وبينهم عدد كبير من النازحين، خلال الأسبوع الماضي.
وأكد المرصد الأورومتوسطي على أن سلطات الاحتلال تتعمد القتل والتجويع فرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك استهداف مقرات الأمم المتحدة ومراكز الإيواء التابعة لها، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، تشكل كل منها جريمة دولية قائمة بحد ذاتها ومكتملة الأركان.