ارتكز نقاش المتدخلين، أمس، بمنتدى جريدة «الشعب»، بالتعاون مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، حول موضوع «القضية الصحراوية في ظل التغيرات الدولية والإقليمية الراهنة»، على التنديد بالممارسات اللاإنسانية لحكومة المخزن المغربية في حق الشعب الصحراوي المطالب بتقرير مصيره وفق الشرعية الدولية، بالإضافة إلى الإشادة بصمود المرأة الصحراوية ضد كل أشكال التعذيب والتهجير الذي تمارسه حكومة المخزن.
وأكد المتدخلون على تضامنهم مع المسجونين الصحراويين في السجون المغربية، كما نبّه وزير البناء والتعمير بالمناطق المحررة، بلاهي محمد فاضل السيد، لسياسة التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام المغربي لتغطية جرائمه من جهة وتهجم بعض المسؤولين في المغرب على الجزائر الثابتة على مواقفها ضد الاحتلال، مهما كانت جنسيته.
وفي هذا الصدد، ندد سعيد العياشي، رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بالتصريحات التي أسماها بـ»اللاّمسؤولة» من طرف وزير الخارجية المغربي ضد الجزائر قائلا، إنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها الجارة المغرب بلادنا بأنها طرف في النزاع، وهذا خطأ. لأن الصراع بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، مجددا موقف الجزائر الثابت إزاء قضية تصفية الاستعمار والمنبثق من مبادئ ثورة نوفمبر 1954.
وفي ردّ الوزير الصحراوي بلاهي محمد فاضل السيد، على سؤال صحفي جريدة «أوريزون» حول مدى صحة استقالة المبعوث الأممي كريستوفر روس، أوضح أن هذا الأخير لم يزر المنطقة المحتلة بسبب عراقيل الاحتلال المغربي الذي يرفض استقباله، لمنعه من الوقوف على الخروقات التي يقوم بها جيش المخزن في حق الصحراويين، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، طالب مجلس الأمن الدولي بمراجعة الإطار الأصلي لمهمة المينورسو بالمنطقة المحتلة، في أفريل 2015، وهذا في حال لم تحرز القضية الصحراوية تقدما ولم تسوّ نهائيا.
وأضاف وزير البناء والتعمير الصحراوي، أن كريستوفر روس لم يصدر لحد الآن أي تصريحات، ومايزال مصرا على مواصلة مهمّته بالمنطقة، قائلا: «يبقى فقط على أصدقاء المغرب توجيه المزيد من الضغوطات لمواصلة المفاوضات»، قائلا إن ادعاءات الحكومة المغربية لا أساس لها من الصحة، لأن الشعب الصحراوي قال كلمته سنة 1975، وفي 2010 في مظاهرات «أكديم إزيك» التي قمعها البوليس المغربي، واصفا ما قامت به الحكومة المغربية آنذاك بنفس السلوكات المنافية لحقوق الإنسان التي تقوم بها إسرائيل حاليا في حق الشعب الفلسطيني، لأن الاستعمار واحد مهما اختلفت هويته.
بالمقابل، أشاد بلاهي محمد فاضل السيد، بالمواقف الواضحة والتاريخية للاتحاد الإفريقي ومنظمة الوحدة الإفريقية التي احتضنت الجمهورية العربية الصحراوية، هذه الأخيرة أصبحت ممثلة في مختلف هياكل الاتحاد، زيادة على المصادقة على تقرير مجلس الأمن والسلم الإفريقي المتعلق بالصحراء الغربية وقرار تعيين مبعوث خاص للأراضي المحتلة مؤخرا، مشيرا إلى أن موقف الاتحاد الإفريقي ليس بالغريب، لأن هذه المنظمة كانت دائما متعاونة مع هيئة الأمم المتحدة لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
وفي هذا الإطار، أفاد ضيف منتدى جريدة «الشعب»، في رده على سؤال صحفية التلفزيون الجزائري، أن تعيين الاتحاد الإفريقي مبعوثا للمنطقة ينوب عنه، سيساهم في إيجاد حل للقضية، وهي إشارة لعدم المماطلة وإهدار الوقت سدًى، لكنه استطرد قائلا إن اهتمام القادة الأفارقة بالقضية الصحراوية هو قيمة مضافة لمساعي الأمم المتحدة وليس بديلا لدعم هذا المسار.
المخزن يستعمل المخدرات سلاحا لتحطيم شبابنا
بالموازاة مع ذلك، أعرب عن استعداد الحكومة الصحراوية للتعاون مع الأمم المتحدة ومبعوث الاتحاد الإفريقي (رئيس الموزمبيق السابق)، يبقى فقط على المملكة المغربية الإجابة عليه، أضاف يقول، وهذا في رده على سؤال صحفي جريدة «الحياة العربية».
وأشار بلاهي محمد فاضل السيد، إلى أن حكومة المخزن تتبع سياسة ممنهجة وتدمير عقول شباب الجمهورية العربية الصحراوية من خلال نشر المخدرات لاسيما القنب الهندي بالأراضي المحتلة، مثلما تصدره للجزائر.
من جهتها، أشادت نادية دريدي، رئيسة جمعية ترقية المرأة والشباب، بكفاح المرأة الصحراوية منذ سنة 1975، وصمودها في وجه الاحتلال المغربي، منددة بتجاوزات حكومة المخزن في حق المرأة الصحراوية عبر أساليب التعذيب الوحشي بالسجون المغربية والتهجير القسري.